بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَــٰنِ الرَّحِيمِ
«ليسَ مِنْ منهج السَّلف السُّكوت
عَنْ أهل البِدَع الدَّاعين إليها مراعاة لبعض المصالح»
سُئِلَ فضيلة الشَّيخ العلَّامة/ زيد بن مُحمَّد بن هاديّ المدخليّ -حَفِظه
اللهُ تَعَالَىٰ-: هل مِنْ منهج السَّلف السُّكوت علىٰ دعاة أهل البِدَع مراعاة لبعض المصالح، وكذلك السُّكوت عن تبديع المُبتدع والتَّحذير منه مُراعاة للمصلحة؟
فقالَ -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىٰ-: ليسَ مِنْ منهج السَّلف السُّكوت عَنْ أهل البِدَع الدَّاعين إليها مراعاة لبعض المصالح؛ وذلك لأنَّ اِنْتشار البِدَع في المجتمعات يُفسد أهلها، ولا شكَّ أنْ درء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح، كما لا يجوز السُّكوت عن ذكر المبتدع بما فيه؛ لأنَّ السُّكوت عنه يسبب ضررًا على المجتمع، فلا بدَّ مِنْ ذكره ببدعته، ولا بدَّ من التَّحذير منه؛ نصيحة للمُسلمين، وكل ذلك عند القدرة على البيان حسًّا ومعنًى، وفي الحديث الصَّحيح: ((مَنْ رأىٰ منكم منكرًا: فليغيره بيده، فإنْ لم يستطع فبلسانه، فإنْ لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)). الحديث.
وانْتشار البِدَع والسُّكوت عن الدُّعاة إليها ترك للمُنكر بدون تغيير؛ وذلك غير جائز في شريعة الإسلام الَّتي جاء بها البشير النَّذير والسِّراج المُنير، تنزيل مِنْ حكيم خبير.اهـ.
([«الأجوبة الأثريَّة عن المسائل المنهجيَّة» / ص: (104)]) ..منقول..