السلام عليكم
الصورة بدت أكثر وضوحا الآن، وبدأت خيوط مأساة الاختطاف تتفكك، بعد دخول عناصر ”الآيياس” الإرهابية (الجيش الإسلامي للانقاذ) التابع للفيس المحل، على خط الاحتجاجات في قسنطينة، ومحاولة الاستثمار في مأساة أولياء الأطفال المغدورين، وهو ما يجعلنا نتساءل عن طبيعة الاختطافات ومن يقف وراء الظاهرة التي انتشرت في كل مدن الجزائر؟!
فهل غير إرهابيو الفيس من أساليبهم الوحشية؟ وراحوا يستهدفون المجتمع بطريقة جديدة، بعد أن هزموا في ساحة المعركة سنوات التسعينيات، واستكانوا لتوبة النفاق؟ هل عادوا من جديد لترويع المواطنين باستهدافهم للأطفال، وهذا ليس بالغريب عليهم، أليسوا من كانوا يشوون الرضع في الأفران؟
هل عادوا من جديد لزرع الرعب وسط المواطنين في محاولة يائسة للنيل من السلطة حتى تبدو في نظر الجزائريين عاجزة عن توفير الحماية لهم؟
فبعد التساؤلات التي تعالت وسط الجزائريين لفهم أسباب ودوافع ظاهرة الاختطاف التي استفحلت وصارت تضرب دون تمييز، ها هو الجواب يأتينا من حيث لم نكن نتصور، ويكشف عن الوجه القبيح من جديد لتجار الدم، وإلا ماذا جاء يفعل عناصر ”الآيياس” عند عائلتي الطفلين المغتالين في قسنطينة، إن لم يكن الأمر متعلقا بإتمام مهمة كانوا بدأوها؟
فمنذ متى كان الإرهابيون يتأثرون بالظلم والجرم، وهم من روع المجتمع طوال سنوات، وألحقوا به أبشع الجرائم؟!
هذه المرة استغلوا الفوضى القائمة في منطقة الساحل، وتركيز قوات الأمن على طول حدودنا الجنوبية، لإحباط محاولات إرهابية كالتي شهدتها تيغنتورين، فجاءوا يحاولون خلط الأوراق في وقفة ورڤلة الأسبوع الماضي عندما حاول عناصر الحزب المحل وقناة نجل عباسي مدني الفضائية التشويش علينا، وتسييس مطالب الشباب البطال في الجنوب، مستغلين ظروفه الصعبة، مثلما حاولوا استغلال غضب القسنطينيين المتأثرين لمقتل الطفلين، وحاولوا إشعالها فتنة وحربا أهلية وتأليب المواطنين على قوات الأمن...
وبالفعل فقد نجحت ألاعيبهم في إلهاء الحكومة عن مهامها، فصارت تحاول استباق الأحداث وإطفاء النار قبل أن تشتعل، وأجبروها على الاهتمام بقضايا مفتعلة.
حربنا مع الإرهاب لم تنته إذن، وها هي اليوم تعود بصورة أخرى، باغتيال البراءة وباستهداف صغار لا قوة لهم. وهو أمر ليس بالغريب على أعداء الشعب الجزائري الذين روعوه طوال أزيد من عشرية، ولم يسلم من جرمهم لا النساء ولا الأطفال الرضع ولا الشيوخ.
فأي توبة هذه التي ضحكوا بها على ذقوننا، يقتلون الميت ويخرجون في جنازته، وكأنهم حقا قهرتهم جريمة قسنطينة وهم من اقترفوا في حقنا جرائم أكثر بشاعة، وخربوا بلادنا وعطلوا مسيرة التنمية هذه سنوات، وأفقدونا الطمأنينة، وفتحوا علينا أبواب جهنم؟
علينا ألا نخطئ مرة أخرى في أعدائنا وألا نحتار من أين جاءتنا هذه المصيبة، إنها هنا منذ أكثر من ربع قرن ولم ترحل أبدا!؟
كتبتها حدة حزام
https://www.al-fadjr.com/ar/assatir/240482.html