بعد فتح المجال للتعددية النقابية نهاية الثمانينيات ، كانت الاينباف أول نقابة حرة تعتمد فاستبشر عمال التربية بذلك .
ولدت صغيرة وبقيت كذلك خلال فترة المأساة الوطنية.
و بعد قانون الوئام المدني و استقرارالأوضاع عادت إلى النشاط ، و لكنها لم تكبر ، و لم تستطع مواجهة نقابة العار -الايجيتيا - لتكون بديلا لها.
صبر عمال التربية و انتظروا ، و بما أن للصبر حدود فقد انفجر أساتذة التعليم الثانوي - رغم قلة عددهم - في وجه الرجل الحديدي (أحمد أويحي) . عام 2003 و صاحوا : لا للإهانة، نريد كرامتنا، نريد حقوقنا .
و أعلنوها إضرابا مفتوحا شعاره الجوع و لا الرجوع .
و بدأ التهديد و الوعيد، و جلسات المحاكمات الليلية ، و أوامر التوقيف عن العمل، و توظيف الجامعيين الجدد.
ثبتوا و لم تهن عزائمهم ، و لم يطلبوا دعما و لا مددا ، و الأطوار الأخرى تتفرج ، تخشى حتى ذكر كلمة الاضراب .
و بعد صمود قرر سي أحمد منحة استفادت منها جميع الاطوار مقدارها : 5000دج، 3200 دج و 2500 دج.
و لكن دون اعطاءاعتماد للنقابة: الكنابست.
واصل أساتذة الثانوي احجاجاتهم و اضراباتهم حتى تمكنوا من الحصول على اعتماد نقابتهم: الكنابست عام 2007.
اعترف الصديق و العدو بقوة هذه النقابة ، وزادت أسهمها عند جميع عمال التربية بل عندجميع الموظفين الجزائريين كرمز للنضال الحقيقي و بدأت أوراق الايجيتيا تتساقط .
و بما أن مشاكل القطاع موجودة في كل المستويات و الأطوار ، و الملفات مشتركة.
كان لابد من تنسيق مع نقابات أخرى ، اختارت الكنابست التنسيق مع الاينباف دون الأقزام الأخرى ، و نظرا لمصداقية الكنابست ، كبرت الصغيرة الاينباف و نمت بسرعة ، وزاد عدد منخرطيها بسرعة البرق. و حقق هذا التنسيق الكثير من المكاسب لعمال القطاع.
و لكن بما أن الغرور يضر بصاحبه ، بدأت قيادة الاينباف ترى في نفسها القدرة على تحقيق الأهداف لوحدها بدأت تتنصل رويدا رويدا من هذا التنسيق - خطوة إلى الأمام ثم خطوتين إلى الوراء - و أدركت قيادة الكنابست بفعل تجربتها و حنكتها و تمرسها . هذا الفعل المشين. و بما أنها تدافع عن الأستاذ و ليس المدير خاضت إضرابها في أفريل 2012لوحدها دون أن تنسق مع قيادة ثمنت و هللت و فرحت بالقانون الخاص المعدل 240/12.
و بعدما شعر أساتذة الابتدائي و المتوسط بالاجحاف الذي أصابهم و أن نقابة المديرين ركبت ظهورهم، افترقوا عنها ، و استقالوا منها ، وطلقوها بالثلاث.
عندها أدركت نقابة الاينباف قوتها و عادت إلى حجمها الطبيعي: قزما بعد أن أصبحت عملاقا خلال مرحلة التنسيق مع الكنابست.
و هاهي اليوم تبحث عن التنسيق مع قزم مثلها للتشويش على الكنابست.لعلها تحافظ على وجود ولو معنوي .
و بعدما كنا نقول : 2+5 (الكنابست و الاينباف + الأقزام الخمسة)
ستصبح المعادلة: 1+6 (الكنابست + الأقزام الستة)