قصيدة للشاعر العراقي هزبر محمود
عنوان القصيدة : بِـــلادٌ بِـــرُوْحِــــيْ
• هِـزَبْر محمود / العراق
كَسِـرْبِ حُـروفٍ قَدْ أَضَـاعَ مَقَـاصِدَهْ !
فَـبَـانَ عَلىٰ الأَوراقِ مِنْ دونِ فَـائـدَةْ !
تَرَتَّـبَ حتَّىٰ صَـارَ لِـلْـعَيْنِ مُـمْكِـنَـاً
فَمَـرَّتْ بهِ الـمِـمْحاةُ قَبْـلَ الـمُشَاهَدةْ
دَميْ هَكَـذا !،وَالـمَجْدُ فِـيْهِ مَـعَـالـمٌ
وَثَـأرٌ قَديْـمٌ مِنْ صِـبَا النَّـزْفِ طَـاردَهْ !
وَإنِّيْ بِطِـيْنِ الصَّبْـرِ نَـقْـشٌ مُـكَابـرٌ
تَـعَـوَّدَ طُـوْلُ الدَّهْـرِ أَنْ لايُعَـانِـدَهْ !
وَأَصْـغَيْـتُ ،حِيْـنَ ٱللهُ نَـادَىٰ مَلائكَـاً
وَقَـالَ لَـهَـا :خُـرِّيْ لآدَمَ سَـاجــدةْ
هَبَطْـنَـا ،وكَانَ الـصَّـمْتُ يَصْعَـدُ وَحْدَهُ
وَبَغْـدَادُ رَايَاتٌ علىٰ الصَّـمْتِ صَـاعِـدَةْ !
* ** ** ** ** ** *
لأَيِّ عِـنَـاقٍ ،يَـارَحِـيْـلُ تُـعِــدِّني ،
صِـغَـاريْ بِـلا أَيدٍ وَأُمِّـيْ بِـواحِدةْ ؟!
لَكَ الـحَـقُّ إِنْ حَـدَّقْـتَ فيَّ تَـعَجُّـبَاً
لأَنَّـكَ لَمْ تَسْمَـعْ بِطِفْـلٍ نَـفَـىٰ يَدَهْ !
دُمُوْعُ الأَسَى وَاللاأَسَـىٰ قَـدْ أ َخَـذْتَـهَا
فَجِـئْـنيْ بـشَئٍ للـدُّمُـوعِ الـمُحَايِدَةْ
* ** ** ** ** ** *
أُرَمِّـمُ ،في روحـي بِـلاداً ،تَـعَـــوَّدَتْ
عَلىٰ نَخْرِ مَاتَبْـنِيْ فَـتَـنْهَـارَ عَـامِدَةْ !
غُـبَارُ مَسِـيْـرِ الـرَّاحِلِـيْـنَ هَـواؤُهَـا
وَأَتْـرِبَـةٌ عَنْ حَاجِـةِ الـحَرْبِ زائِـدةْ
أَلُـمُّ بـهَـا كُـلَّ الجِـراح ِ التي مَـشَتْ
عَـلَيْـنا كَـناعورٍ لِـتُـصْبِحَ خَالِـدةْ !
أَلُـمُّ بـهَـا أَهْليْ الذينَ تَـدَفَّــقُـــوا
الىٰ الـمَوْتِ مِنْ عَيْنٍ على الطِّيْـبِ رَاقِدةْ
أَخُطُّ بـهَـا نَـهْـراً وأَشْـطُـبُ غَـيْـرَهُ
وَأَنْــقُلُ من هـذا لِـذاكَ رَوافِـــدَهْ
وَحِيْـنَ أُسَـمِّـيْـهَـا أُحَـشِّـدُ والـدِيْ
وَكُـلَّ يَـتِـيْـمٍ في العِـراقِ ،ووالِـدَهْ !
لِحَافَـاتِهِمْ أَمضي فَـأَجْـمَـعُ نَـظْـــرةً
بِهَـا حِـدَّةٌ ،مِنْ آخِـرِ الصَّـبْـرِ عَـائدةْ
أُضِيْـفُ لَهَا بَـيْـتَـيْنِ مِـنِّيْ كَـشَاعـرٍ ،
إِذا تَـنْـضِجُ الدُّنْـيا تَـصِيْـرُ قَصَائِـدَهْ !
وَأُعْطيْ لَهَـا إسْمَـاً ،إِذا مَاأَحَـاطَـهَــا
رَأَيْـنَا خُطُوط َالطُّّّولِ والعَـرْض حاقـدةْ !
وَأُحْصـيْ بهِ وَزْنَ الـحُـروفِ لأَنَّ لـيْ
لِسـاناً ،ثَـقِـيلُ القَولِ أَعْيَـا مَـسانِـدَهْ !
أَقُولُ لَهَـا :كُـونيْ عَليَّ كَـمَـوطـني ،
بِـمَـعْنىٰ تَمَـنِّـيْـني وَإنْ كُنْـتِ زَاهِدةْ
أَقُولُ لَهَـا :كُـونيْ عَلَيَّ كَـمَـوطـنيْ ،
بِـمَعْنىٰ ٱصْـهَرينيْ والـمَوَاويْـلُ بَاردةْ !
فـإنِّي ،أَنا البَـرْدُ الذي ظَـلَّ يَـنْـتَـهيْ
بِلَـيْلٍ ،عَلىٰ التَّـقْوىٰ يُـرَبِّيْ مَـوَاقِـدَهْ !
أُحِسُّ أَنَا تَـقْـواهُ في كُـلِّ جَـمْـرةٍ
تُـفَتِّشُ عَنْ صَدْريْ لِـتَـنْسَـابَ خَامِدَةْ
فَكَمْ كانَ مَـفْقوداً وكَمْ كُنْتُ واجدَهْ !
وَكَمْ صَارَ مَوجوداً وَكَـمْ صِرْتُ فَـاقِـدَهْ !!!
طَوَالَ ٱسْتوائيْ ،فِيَّ كَانَـتْ جِرَاحُــهُ
وَرَغْـمَ ٱنْـحداريْ لَمْ تَـزَلْ فِيَّ رَاكِـدَة ْ
وَأَعْـرِفُـهُ مُـذ ْ كَـانَ أَوَّلَ قَالَــبٍ
نَـفَـىٰ عَـبَثَ الـدُّنْـيَـا وَأوَّلَ قَاعِـدَةْ
وَأَوَّلَ نَـوْمٍ ,فِـيْهِ حَطَّـتْ طُـيُوْفُـنَـا
فَـصَارَ ضَبَابَـاً كَيْ يُـلِـيْنَ وَسَـائدَهْ !