نقابة الأقوال vs نقابة الأفعال

[عمر45]

منذ نهاية الموسم الدراسي الماضي و نحن نسمع أن إحدى النقابات الفاعلة تهدد بإضراب شامل مع بداية الدخول المدرسي في حالة اعتماد القانون الجديد... و هاهو القانون يدخل حيز التنفيذ على مرأى و مسمع هذه النقابة و لم نسمع بأي إضراب سواء كان محليا أو وطنيا. مجرد بيانات و مؤتمرات و تسريبات لا تسمن و لا تغني من جوع.
بالمقابل نقابة فاعلة أخرى و رغم أنها حققت الكثير لمنتسبيها إلا أنها لم تتوان عن إعلان عشرات الإضرابات منذ الدخول المدرسي إلى اليوم. فلا تكاد تجد ولاية من ولايات الوطن لم تعلن إضرابا مفتوحا منذ سبتمبر الماضي و كل ذلك بتزكية و دعم القيادة الوطنية.
قد يقول قائل أن النقابة الأخرى اختارت الهدنة نزولا عند رغبة الوزير الجديد الذي طلب مهلة لدراسة الأمور وأخذ القرار المناسب. و هذا يبدو شيئا معقولا جدا.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه : لماذا لم تطلب هذه النقابة المسالمة من الوزير الجديد تأجيل تنفيذ القانون مقابل إعطائه هذه المهلة.
و هكذا تكون قد برهنت أنها نقابة صاحبة حكمة و في نفس الوقت فهي صاحبة حنكة. لأن المؤمن من المفروض أن لا يلدغ مرتين خاصة إذا كان من نفس الجهة التي لا يؤتمن جانبها أبدا.
من جهة أخرى النقابة الأخرى لم تبال أبدا بحداثة الوزير الجديد و لم تراع أبدا المهلة و دخلت في إضرابات يومية لأنها تعلم يقينا أنها اللغة الوحيدة التي تفهمها الوزارة.
و أنا أتحدث هنا من منطلق التجربة. فقد قام المجلس الولائي لولايتنا بشن إضراب انتهى إلى توقيع محضر إجتماع تلتزم فيه الوصاية بتحقيق كل المطالب المرفوعة. و أكاد أجزم أن هذا ما انتهت إليه كل الإضرابات التي قامت بها هذه النقابة صاحبة الأفعال لا الأقوال في جميع ولايات الوطن.
كل التوفيق للجميع مع العلم أنه لا يتم الرد على المداخلات التي تتسم بقلة الأدب.