الكويت قبيل الدخول في النفق المظلم ........

[جلال هادي]

قبل ان يتوفى الشيخ مبارك الصباح مؤسس الكويت جمع أبنائه ونصحهم ان يبقوا موحدين
كهذا تقول الرواية الشعبية الكويتية
من ابناء مبارك الكبير الصباح : جابر وسالم

جابر انجب ولد اسمه احمد ومن ابناء احمد الذين اصبح اسمهم آل الأحمد نجد الأمير السابق جابر الأحمد والأمير الحالي صباح الأحمد وولي العهد نواف الأحمد والثلاثة هم اخوه

اما سالم انجب عبدالله وهو الأمير عبدالله السالم الصباح وفي عهده تم استقلال الكويت وهو والد الشيخ سعد العبدالله ولي العهد السابق الذي عرفه العرب أثناء حرب الخليج
وبعد وفاة عبدالله السالم تولى الحكم أخيه الشيخ صباح السالم الصباح

وبعد وفاة صباح السالم انتقل الحكم الى ابناء احمد الجابر بن مبارك الصباح
حيث تولى الأخوين جابر وصباح الحكم على التوالي الأمير السابق والأمير الحالي

وفي خطوه غريبة اصدر الأمير الحالي قرار بتعيين أخيه الشيخ نواف الأحمد الصباح ولياً للعهد
وأيضاً تعيين ابن أخيه ناصر المحمد الصباح رئيساً للوزراء والذي لم يصمد في منصبه

وهذا يخالف العرف السائد منذو زمن بعيد
حيث كان العرف ان يتولى إحدى الفرعين منصب الإمارة بينما يتولى الفرع الآخر ولاية العهد
والفرعين من اسرة الصباح هما آل جابر وآل سالم ابناء المؤسس مبارك الصباح

الكويت التي فقدت ثلثي أراضيها في مؤتمر العقير الذي عقد بين العراق والسعودية وبريطانيا ولم تمثل فيه الكويت
الكويت التي احتلها صدام حسين وحولها الى محافظة عراقيه بعد ان وقفت الكويت بكل قوتها الى جانب العراق أثناء حربه مع ايران وتحملت الكثير نتيجة لموقفها هذا

الكويت منها انطلقت حركة القوميين العرب في جزيرة العرب
الكويت فيها تأسست حركة فتح الفلسطينية

الكويت التي ساعدت العرب في الماضي من خلال مواقفها

الكويت اليوم تعاني.......

لقد تكالب الأعداء على الكويت ولكن هذه المرة ليس العدو خارجي وإنما العدو داخلي
حل البرلمان وبعد حله اصدر القضاء قرار بإلغاء قرار الحل

انقسم المجتمع الكويتي بين مؤيد لقرارات الأمير لتنظيم الانتخابات وبين معارضاً لها
وبين اختيار دائرة الصوت الواحد او اختيار دائرة الأصوات الأربعة ينقسم الشعب

الأمير صباح الأحمد لعله من أكثر حكام الكويت حنكة وحكمة والسبب في ذلك يعود الى عمله الطويل في الدبلوماسية وفي ظروف صعبه جداً

ان دعاة مقاطعة الانتخابات يقولون نحن مع الأمير ولكنا لن نشارك في الانتخابات
وهذا منطق غريب لان عدم مشاركة الشعب في الانتخابات التي دعا لها الأمير ستكون ضربه قاضيه للأمير نفسه

اليوم يقف جزء من عائلة الصباح خصوصا فرع السالم ضد الأمير الذين يتهمونه بانه اقصائهم عن الحكم ويقف معهم بعلم او بدون علم كل الذين يدعون لمقاطعة الانتخابات

جزء كبير من آل السالم يتمنون فشل الانتخابات ومعهم قوى سياسية كثيرة في الكويت ولكل طرف أهدافه ومبرراته لمقاطعة الانتخابات

الشيعة الذين سيشاركون في انتخابات الأول من ديسمبر القادم سيكونون كتلة هامه في البرلمان نتيجة مقاطعة القوى السياسية للانتخابات

امام الكويتيون خيارين لا ثالث لهما أما ان يشاركوا في الانتخابات او يلغي الأمير قراره

ولكن عدم المشاركة وعدم إلغاء قرار الأمير سيدخل الكويت نفقاً مظلماً
عندها ستتحول الكويت الى فريسه سهله جداً لإيران التي لن تفوت فرصة ابتلاع الكويت وهي بالنسبة لها الدجاجة التي تبيض ذهباً

على العرب ان يقفوا اليوم مع الكويت قبل ان تضيع كما ضاعت العراق