
كلنا يبحث عن شريكه آخر بلا أخطاء بلا عيوب
لكن هل هناك إنسان .. بلا عيوب؟
المثالية فكرة نصنعها نحن
في الأصل غير موجودة
ومن نعم الله أنها غير موجودة
لأنه تعني أن نصبح مثل عقارب الساعة
لا نخطئ .. ولا نتغير
لا نتقدم .. ولا نتأخر
ولست أظن الزوجة تريد زوجاً .. كالآلة
و لا الرجل يريد امرأة .. كزهرة بلاستيك
جمال الأشياء في تغيرها .. وفوضويتها
سمّها عبثاً .. أو سمّها مثالية
فالمثالية ليست إنساناً نجده
بل إنسان نُحبه بكل أخطائه
بكل عيوبه .. وثوراته
عندما نجد الآخر
نبدأ الدرس الأول في اكتشاف أنفسنا
في التعرف على من نكون
فنحن لا نعرف كم نحن جيدين .. أو مجانين
إلا أمام آخر نكشف أنفسنا أمامه
وبدون آخر لن يكون هناك
حب .. ولا اكتشاف .. ولا مثالية
منا صفات يبحث عنها في رفيق حياته و يرجو من الله أن تكون فيه ..
ألا تعلم يا عبد الله أنه إن أردت زرعت بيديك تلك الصفات فيه ..
ألم يعدنا الله تعالى أن الطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات ..
فكن طيبا تكن زوجتك طيبة,وكوني طيبة يكن زوجك طيبا ..
كلما أصلحت نفسي رجوت من الله أن يصلح لي زوجي ..
فبقدر صلاحي يهبني الله الزوج الصالح ..
فاهتمامي الآن بصفاتي لا بصفاته ..
والأمر بالمثل عنده، يهتم بصفاته لا بصفاتي ..
فيوم يكتب الله لنا اللقاء أهبه أفضل ما صنعت بنفسي ويهبني أفضل ما صنع بنفسه ..
فكونوا طيبين,ليجمعكم الله بأنصافكم الطيبين