فضيحة المعتذرين لأمريكا.... نظرات في حادث الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وازمة السفارات
-الإساءة الى الاسلام والمسلمين امر ممنهج مقصود ترعاه دول ومنظمات غربية
بسبب بعد المسلمين عن دينهم وهجر حكامهم لشريعة ربهم
تتكرر الاساءة من الكفار للاسلام ولنبي الاسلام صلى الله عليه وسلم
. قال تعالى : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ )(البقرة: من الآية109) .
وقال تعالى {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120
وهذه الاساءة المتكررة ليست الاولى ولن تكون الاخيرة
وليست تصرفا فرديا بل هي امر ممنهج متكرر تدعمه الدول الغربية
وتحميه وتروج له تحت ستار حرية التعبير واكبر دليل ما حدث ويحدث
من مثل قيام القس تيري جونز بحرق نسخ من القرآن الكريم.
وقبله أساء الرسام الدنماركي للرسول في رسوماته ولم تتخذ الحكومة الدانمركية
أي إجراء ضد هذا المجرم بل استقبلته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل،و قامت بتكريمه.
وقبله فيلم ذلك الهولندي المجرم
و ما قامت به منظمة نصرانية من تشويه صورة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ووصفه بأبشع الصفات
وسعي هذه المنظمة بدون كلل لوقف انتشار الإسلام هذه المنظمة تُسمَّى بـ " منظمة رابطة الرهبان لنشر الإنجيل " وتُدعَّم بالأموال الطائلة من الفاتيكان وهي منظمة كبيرة يبلغ عدد الناشطين فيها المليون (!!)
واساءة بابا الفاتيكان (بندكت السادس عشر)في يوم الثلاثاء 12-9-2006 في محاضرة في جامعة المانية انتقص فيها من قدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم
وبعدها قام جنود امريكيون باحراق مصاحف في قاعدة باغرام
ان الاساءة للاسلام والمسلمين تدرس لديهم في مناهجهم الدراسية، وقد أنتجوا أكثر من 700 فيلم يسيء للإسلام والمسلمين.
وغير ذلك من حملات التشويه
-كشف زيف كذبة حرية التعبير ...
كل هذا تحت ستار حرية التعبير
وهم كاذبون في ذلك
نسالهم هل يمكن لاحد ان ينتقد اليهود ام انه سيتهم بمعادات السامية
بل لو انكر المحرقة المزعومة بل لو شكك فيها فقط لعوقب وجرم عندهم
فاين هي حرية التعبير المزعومة !!
نقول لماذا يلاحق ويحاسب كل من يكتب عن محرقة اليهود
ولماذا يعتبر من ينكر هذه المحرقة وكأنه ارتكب خطيئة كبرى لا تغتفر
أهذه هي حرية التعبير التي يدعونها أم أنه الكيل بمكيالين !!
في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي أصدرت إحدى الجامعات الفرنسية بسحب درجة الدكتوراة من أحد الباحثين، الذي شكك
وبالرغم من أن الباحث حصل على الدكتوراة بعد إجازة رسالته طبقا للأصول العلمية المرعية،
فقط لارضاء اليهود...
كما أحيل المفكر الفرنسي روجيه جارودي إلى إحدى المحاكم الفرنسية بتهمة معاداة السامية، لأنه ألّف كتابا تناول فيه بالنقد معظم الادعاءات والمزاعم اليهودية التي استندت إليها الحركة الصهيونية في إقامة دولة إسرائيل
وفي سنة 2003، اضطرت الإمارات العربية المتحدة إلى إغلاق مركز زايد الثقافي بسبب الضغوط الأمريكية الشديدة واتهامها المركز بأنه يروج للفكر المعادي للولايات المتحدة الأمريكية والمعادي أيضا للسامية. وكان أكثر ما أخذ على المركز أنه استضاف الكاتب الفرنسي تيري ميسون، الذي شكك في أحد كتبه في أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 واعتبرها أكذوبة.
وأقامت وسائل الإعلام البريطانية والغربية الدنيا ولم نقعدها حين نشر الدكتور غازي القصيبي، عندما كان سفيرا للسعودية في بريطانيا، قصيدته التي أشاد فيها بالفدائية الفلسطينية الشهيدة وفاء إدريس،
وفي 18/11/2005 اعتقلت السلطات النمساوية المؤرخ البريطاني الشهير ديفيد إيرفينج بتهمة معاداة السامية، لأنه نفى وجود أفران الغاز والمحرقة النازية لليهود، ولم ينقذه مبدأ حرية الرأي والتعبير من الاعتقال.
وقامت حكومة النمسا بتقديم اعتذار علني وصريح عقب رسم بعض الفنانين لوحة تضم صورا شاذة لكل من ملكة بريطانيا إليزابيث والرئيس الأمريكي جورج بوش والرئيس الفرنسي جاك شيراك.
وهذا غيض من فيض ازدواجيتهم وكذبهم
فاين هي حرية التعبير المزعومة !!
ام ان حرية التعبير مكفولة فقط للاساءة للاسلام والمسلمين
هل كانت امريكا جاهلة بامر هذا الفيلم القبيح المسيئ الى الاسلام ولنبي الاسلام صلى الله عليه وسلم
أكبر جريمة تُرتكب تحت سمع وبصر العالم وتحت سمع وبصر الرأي العام
رُغم صيحات المسلمين في أوروبا والعالم الإسلامي وتنديدهم بهذا العمل الإجرامي
و امريكا ومن ورائها الغرب يتحججون بان هذا العمل إنَّما يُعبِّر عن حرية الرأي ..
_حادث مقتل السفير الامريكي مدبر من قبل
وبعد انتشار خبر الفيلم المسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم وضعف الرد الرسمي الحازم الصارم من الحكومات العربية
ثار غضب كثير من المسلمين وهاجمو السفارات الامريكية
وحدث بالتزامن مع ذلك في ليبيا حادث مقتل السفير الامريكي في بنغازي الليبية
وكل المؤشرات والمعطيات تشير الى انه امر مدبر من قبل
_لا نقر ولا نؤيد قتل السفراء او الاعتداء على الابرياء
ونحن وان كنا لا نقر ولا نؤيد قتل السفير او غيره من الذين دخلو بعهد وامان
ولا نؤيد قتل اي بريئ ففي نفس الوقت لا نرضى بالاعتداء على الاسلام والمسلمين
_حملة الاعتذارات والتبريرات والتذلل لامريكا ..
الغريب والمريب في الامر هو تلك الحملة من الحكام العرب ومن بعض كتاب الذلة والصغار
تلك الحملة وذلك السيل من الاعتذارات والتذلل وطلب الصقح والمسامحة ...
ودعوات المسامحة والهين واللين التي هي في غير موضعها وفي غير مكانها وفي غير زمانها ولغير اهلها ..
بل وصل الامر ببعضهم الى محاولة تبرير ما وقع من اعتداء قبيح على الاسلام والمسلمين
والاعتذار عما حصل من إساءة قبيحة والمدافعة عن المجرمين المعتدين
في محاولة لامتصاص الغضب والتهدئة ، وذلك بمختلف التبريرات ، وأنواع الاعتذارات الكاذبة
_لا نرضى بقتل المسلم لحماية السفارة الامريكية
بل وصل الامر في بعض الدول العربية ان قتل المسلمون الغاضبون لنبيهم صلى الله عليه وسلم حماية للسفارة الامريكية ..
فاي منكر هذا واي ذل بعد هذا ...
فاين اهل الإسلام من قول الله تعالى : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139)
يـا أمةً طالمـا ذلّـت لقاتلهـا حتى متى تخفضين الرأسَ للذنب
ألا ترين دماء الطهر قد سُفكت في كل ناحيةٍ صَوْتٌ لمنتحـبِ
حتى متى تَقبلين الضيمَ خاشعـةً لكل باغٍ ومـأفونٍ ومغتصـبِ
فجأة تحولت امريكا الارهابية المجرمة في حق الاسلام والمسلمين بل في حق الانسانية اجميعن
تحولت الى بريئ والى مظلوم معتدى عليه !!
نعم نحن لا ندعو الى قتل سفير ولا الى قتل بريئ
ولكن في نفس الوقت نرفض هذا الذل والهوان
ونرفض الاساءة الى تلك الجموع الغاضبة لنبيها
ونرفض هذا الذل العربي الرسمي ..
هل السفارات الامريكية اغلى من دماء المسلمين ؟؟
وهل الدم الامريكي اغلى من دماء المسلمين
-امريكا وجرائما ضد الاسلام والمسلمين والانسانية اجمعين
كم قتلت امركيا المجرمة الارهابية من المسلمين
كم قتلت وعذبت واهانت من المسلمين الابرياء من النساء والشيوخ والاطفال
في افغانستان وفي العراق وفي اليمن وفي غيرهم من البلاد
وكم دعمت ولا زالت تدعم الاحتلال الصهيوني
وهل نسينا جرائمهم في حق اسرى المسلمين في المعتقلاات الامريكية
اين هذا مما حدث في ابو غريب
ومما حدث وييحدث في غوانتنامو ...
انهم هم الارهابيون وهم اعداء الانسانية
لسنا نحن من قام بإلقاء القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، التي أودت بحياة (78150) شخصا, إضافة لعشرات المشوهين.
ولسنا نحن من القى القنبلة الذرية الثانية على مدينة (ناكازاكي) اليابانية، فحصدت (73884) قتيلا, و(60.000) جريح، مع إبادة كاملة لكل حيوان وحشرة ونبات.
لسنا نحن من ارتكب الجرائم في اليابان
ولسنا نحن من شن حربا ابادة على الهنود الحمر
وهنا تحضرني كلمة جميلة للشيخ ربيع قال حفظه الله
( ونقول لهؤلاء المجرمين ولمن وراءهم من الحاقدين في أوروبا وأمريكا " رمتني بدائها وانسلت " .
فمحمد صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وصحابته الأكرمون لم ينشؤوا مصانع حتى للأسلحة البدائية من السيوف والرماح فضلاً عن القنابل الذرية والصواريخ العابرة للقارات وسائر أسلحة الدمار الشامل .
لم ينشيء محمد صلى الله عليه وسلم مصنعاً واحداً لأنه بعث رحمة للعالمين ولهداية البشر أجمعين إلى ما يسعدهم في دنياهم وأخراهم وليقوموا بحق خالقهم الذي خلقهم لعبادته فمن أبى ذلك فهو مجرم يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة من رب العالمين سيد هذا الكون وخالقه.
أما أنتم أيها الغربيون المُدّعون للحضارة فنقول: إن لديكم الدساتير والقوانين التي تدمر الأخلاق وتبيح ألوان المحرمات
أما القنابل وسائر أسلحة الدمار ووسائلها من طائرات حربية ودبابات وصواريخ عابرات القارات فأنتم مهندسوها وصُنّاعها بعقولكم الشيطانية التي لا تفكر إلا في البغي والعدوان والظلم والبطش والطغيان والاستعلاء على أصناف البشر واستعبادهم وسفك دمائهم وابتزاز ثرواتهم ولا تفكر إلا في إبادة من ناوأكم ووقف في وجه مطامعكم وبغيكم وعدوانكم وكل ذلك مغلف باسم الحضارة وحقوق الإنسان والحرية والعدالة .
وكل عقلاء البشر يعرفون هذا عنكم وتاريخكم الأسود زاخر بأعمالكم الوحشية والإرهابية ذلكم التاريخ الذي سجله عليكم العدو والصديق .
ومن لا يعرف ذلك فليقرأ تاريخ استعماركم للأمم وليدرس على الأقل تاريخ حربيكم العالميتين وبعض نتائجها .) اهـ .بتصرف يسير
قلت نعم صدقت ياشيخ هم الارهابيون وهم المجرمون ..
_نحن اهل الحق وديننا دين الحق
ديننا دين الحق يامرنا بالايمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام
ليعلموا جميعا ان الإسلام يكرم الأنبياء والرسل وما أنزل إليهم من كتب قال تعالى : ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله ) الآية .
وقال تعالى : (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:136)
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء إخوة لعلاّت أمهاتهم شتى ودينهم واحد " (البخاري : 3443 ،مسلم :2365 ) .
فاين هم من هذا ؟؟؟
_الجموع الغاضبة لا تلام ..
ان تخرج جموع من المسلمين غاضبة لنبيها صلى الله عليه وسلم
وكارهة لسياسة امريكا واجرامها بحق الاسلام والمسلمين
لا تلام تلك الجموع ولا يمكن ضبطها ولا توجيهها
فهذا غضب طبيعي فطري
وهل كان يُنتظر من أمة الإسلام إلا هذا ، وهل كان يُظن بها إلا ما وقع ، إنها ساعة الغضب للرسول
والغضب على أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم
-غياب الرد الرسمي القوي زاد من غضب الشارع
ومما زاد من غضب الشعوب المسلمة غياب الرد الرسمي الحازم الصارم
اتجاه تلك الاساءة واتجاه الدولة التي تحمي ذلك المجرم
بل والمبالغة في التذلل والاعتذار لامريكا ...
بل وقتل المتظاهرين غيرة على السفارة الامريكية ...
لا نرضى ان يقتل بريئ ولانرضى ان يساء الى ديننا
والى نبينا صلى الله عليه وسلم
ولا نرضى ان يقتل مسلم من اجل السفارة الامريكية
بما ان تلك الجموع غاضبة لا يمكن لومها ولا توجيهها
كان ينبغي ان تخلى السفارة
وبعد ذلك ليفعل المتظاهرون ما شاؤو بالسفارة
ولا يقتل احد ..
-سياسة امريكا وجرائمها هي التي جعلت المسلمين يكرهونها
واذا كانت امريكا حريصة على امنها ومصالحها كان ينبغي عليها ان تراعي شعور مليار ونصف المليار مسلم
وان تمنع انتاج ذلك الفيلم على ارضها
وان تكف ارهابها وعدوانها على الاسلام والمسلمين
قبل ان تحاسب الناس على ردة فعل طبيعية وهي اقل ما يمكن ان يحدث .
_اعظم نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم هي باتباعه
وفي الختام
كما نقول دائما ونكرر ونقرر وكما بينت في مقالة (كيف ننصر الرسول صلى الله عليه وسلم)
ان اعظم طريق لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم هي باتباع سنته ونهجه واقتفاء اثره والتمسك بهديه
وبيان سنته للناس ودعوة الناس اليها وتعريفهم بها
وفي نفس الوقت من الواجب على المسلمين حكاما ومحكومين
ان يتخذوا موقفا حازما صارما قويا
اتجاه كل ما يسيئ الى الاسلام والى نبي الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
ولتعلموا ان عدواتهم واعتداءهم على الاسلام وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم
ستنقلب عليهم بعكس ما يريدون
وسيتساءل الناس لم كل هذا الحراك وكل هذا الغضب تندد بالاساءة لرجل ؟؟؟
ما الذي فعله هذا الرجل فملأ حبه قلوب مئات الملايين ؟
لماذا يحبونه كل هذا الحب ..؟
ومن هنا يبحث المنصفون منهم في سيرته صلى الله عليه وسلم وفي سنته
ويعرفون انه خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم
الذي ارسله الله رحمة للعالمين
وإذا أراد الـلـه نشــر فـضـيلـة *** طـُويـت أتـاح لهـا لسـان حسـود
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
وكتبه محمد بن العربي التلمساني