ميانمار: عملية إزالة الألغام تتقدم خطوة إلى الأمام.
...............
تقول منظمة غير حكومية نرويجية رئيسية تعمل في مجال إزالة الألغام أنها مستعدة لبدء إزالة الألغام في جنوب شرق ميانمار بمجرد أن تحصل على الضوء الأخضر.
وفي تصريح ل (إيرين)، قال أندرياس إندرغارد، المدير القطري لجمعية معونة الشعب النرويجي (npa)، و هي منظمة غير حكومية، في ميانمار: "بمجرد أن نحصل على الضوء الأخضر من الحكومة و المجموعات العرقية ذات الصلة، يمكننا أن نبدأ عملية المسح، و من ثم الإزالة. من جانبنا، نحن على استعداد للتحرك".
و في 26 سبتمبر الماضي، وقعت جمعية معونة الشعب النرويجي اتفاقاً مع الحكومة البورمية لإزالة الألغام في ولاية كاياه (شرق ميانمار)، و ولايتي كارين و مون، فضلاً عن مناطق تانينثاريي و باغو (في جنوب ميانمار).
و أضاف إندرغارد قائلاً: "نحتاج إلى الحصول على موافقة كافة المجموعات ذات الصلة في كل منطقة تغطيها مذكرة التفاهم الخاصة بنا. الأعمال المتعلقة بالألغام هي نوع جديد من البرامج الإنسانية في ميانمار، و تحتاج إلى قليل من الوقت للحصول على تأييد الجميع لها".
لا يوجد حالياً أي نشاط منظم لإزالة الألغام في ميانمار، و الجميع غير متأكدين من احتمال أو موعد بدء هذا النشاط.
و قامت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (unmas) بزيارة ميانمار للمرة الأولى منذ عشر سنوات في شهر يونيو الماضي، بحسب التقارير الواردة، و ناقشت إمكانية إزالة الألغام مع كبار المسؤولين.
و تجدر الإشارة إلى أن البيانات المتوفرة عن مدى التلوث بالألغام الأرضية في ميانمار قليلة، رغم أن التقارير تشير إلى أن هذا البلد يعاني من أحد أعلى معدلات الوفيات و الإصابات الناجمة عن الألغام الأرضية في العالم.
و ذكر تقرير أصدرته منظمة نداء جنيف، و هي مجموعة حقوقية مقرها في سويسرا، في عام 2011 أن ما يقدر بنحو خمسة ملايين شخص يعيشون في بلدات تحتوي على مناطق ملوثة بالألغام، و أنهم في حاجة إلى التوعية بالحد من مخاطر الألغام.
و مع ذلك، فقد شملت مبادرات السلام الأخيرة مع الميليشيات العرقية المختلفة إزالة الألغام كجزء من عملية السلام.
و أكد إندرغارد أن "إزالة الألغام مهمة جداً لمستقبل ميانمار، و خاصة في سياق عملية السلام. و في العديد من المناطق، ستكون عودة النازحين، و في نهاية المطاف عودة اللاجئين، إلى أماكن إقامتهم الأصلية مستحيلة أو خطرة جداً، ما لم تتم إزالة الألغام أولاً".
و وفقاً لاتحاد حدود تايلاند- بورما، و هي مجموعة شاملة من المنظمات غير الحكومية التي تعمل على الحدود بين تايلاند وبورما، التي يصل طولها إلى 1,800 كيلومتر، يعيش أكثر من 400,000 شخص إما كنازحين داخلياً أو في مخيمات اللاجئين عبر الحدود في تايلاند.
و تعتقد جمعية معونة الشعب النرويجي أن العديد منهم سيعودون إلى مواطنهم الأصلية إذا سمحت الأحوال الأمنية بذلك.
و يُعتقد أن الألغام الأرضية تتركز على حدود ميانمار مع بنجلاديش و تايلاند، و لكنها تشكل تهديداً في مناطق جنوب شرق البلاد بصفة خاصة، لأن فترة ما بعد الاستقلال شهدت محاولات من قبل الأقليات العرقية في ولايتي كاين (كارين) و كاياه، و الجزء الجنوبي من ولاية شان، و ولاية مون، و تناسيريم/ تانينثاريي للحصول على الحكم الذاتي، وفقاً لمرصد الألغام الأرضية.
.................
إزالة الألغام يمكن أن تستغرق سنوات.
و يقول نشطاء أن كلاً من القوات الحكومية و الجماعات المسلحة غير الحكومية تستخدم الألغام الأرضية بكثافة، و أن الألغام المضادة للأفراد تسببت في مقتل و إصابة ما لا يقل عن 2,800 شخص خلال السنوات العشر الماضية، وفقاً للحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (icbl) التي تتخذ من جنيف مقراً لها.
فالنازحون داخلياً عرضة بشكل خاص لحوادث الألغام الأرضية بسبب حركتهم المتكررة.
و في المناطق الأكثر تلوثاً بالألغام، يتخلى النازحون و المقيمون في بعض الأحيان عن الأراضي الزراعية الخصبة بسبب هذا التهديد.
و قال يشوا موزر-بوانغسوان، عضو الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، أنه مطلوب من جميع الأطراف الالتزام علناً بفرض حظر كامل على الألغام الأرضية، بما في ذلك تدمير مخزونات الألغام ومرافق إنتاجها.
و أضاف موزر-بوانغسوان أن "الخطوة الأولى في إزالة الألغام هي التحقق من وقف أي استخدام جديد للألغام من قبل جميع المقاتلين في منطقة معينة.
و إذا لم توفر الجهات المعنية الموارد المناسبة وتعتبر إزالة الألغام أولوية قصوى، ستظل ميانمار متضررة من الألغام لعدة عقود".
و قال إندرغارد، المدير القطري لجمعية معونة الشعب النرويجي: "بناءً على ما يعرفونه بالفعل، ستستغرق عملية إزالة الألغام سنوات عدة".
و أضاف أن "أحد التحديات المحتملة هي عدم وجود خرائط كافية لحقول الألغام، لأن العديد من الجهات الفاعلة زرعت الألغام الأرضية دون سجلات دقيقة لأماكنها".
...............
الألغام الأرضية في ولاية كاشين.
و في الوقت نفسه، تشير منظمات الإغاثة في ولاية كاشين، التي تقع في أقصى شمال ميانمار، إلى استمرار استخدام الألغام الأرضية من كلا طرفي الصراع، بعد أكثر من 16 شهراً على انهيار وقف إطلاق النار الذي دام 17 عاماً بين الحكومة و جيش استقلال كاشين (kia)، الذي يقاتل من أجل مزيد من الحكم الذاتي طوال العقود الستة الماضية.
و بحسب الأمم المتحدة، يوجد حوالى 75,000 نازح داخلياً في ولاية كاشين، بينما كان عددهم في شهر أغسطس الماضي 70,000 نازح.
و يقيم أكثر من نصف النازحين في 36 مخيماً في المناطق التي يسيطر عليها جيش استقلال كاشين.
و حذر زاو جار، مدير منظمة ضوء باماو للتنمية، و هي مؤسسة خيرية محلية تساعد النازحين، من أنه "حتى لو انتهت الحرب الآن، فلن تكون عودة النازحين إلى قراهم آمنة بسبب الألغام الأرضية."
......
والجدير بالذكر أن ميانمار ليست من بين الدول الموقعة على معاهدة حظر الألغام لعام 1997، و هي اتفاقية دولية تحظر استعمال و تخزين وإنتاج الألغام المضادة للأفراد.
.........
ايرين.. 23/اكتوبر/2012