السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي؛ إن ما فعلته هو عين الصواب، فلا يحق للآخرين أن يأذنوا لك كي توجه رسالتك هذه، بل عليهم أن يتقدموا إليك بالشكر الجزيل؛ ذلك لأنك فعلت ما كان مفترضا فعله من غيرك.
إن ما جاء في رسالتك لشيء مذموم حقا، وإنه لفعل مشين هذا الذي أصبح متداولا من قبل البعض في جزائر يسمونها ((جزائر العزة والكرامة)) وأية عزة وأية كرامة هاته التي صارت تداس بفعل -كهذا الذي لا أريد أن أعيد ذكره-. لقد عمت الرذيلة واستعلت على الفضيلة، واصبح الراشي أرفع قيمة -دنيوية- من الكريم الذي قال فيه مثله:
ولقد أظل على وأبيته حتى أنال به كريم المأكل.
كان بودي لو كنت أنا كاتب هذا الموضوع، وكان بودي لو فعلت ذلك قبل أن أنجح في العام الماضي في نفس المسابقةز ولكن تشاء الأقدار أن لا أفعل لأجد قلما آخر قد خطها اليوم على صفحات هذا المنتدى، فبوركت الأنامل التي رصفت هذه الحروف وصاغت هذه الكلمات. قلت كان بودي لو كنت أنا الفاعل، لكنني بقيت كغيري مفعولا به وفيه وعليه، إلى إشعار آخر. كلنا سكتنا وخرست ألسنتنا عن قول كلمة الحق التي هي عين الجهاد. فكان كما قيل أقرب بوصفنا بـ ((الشياطين الخرس))، ولهذا فقد شعرت بالأم يعتصرني، وبالذنب الشديد يأزني أزا.
وبالرغم من ذلك فسأدعو الله لعله يغفر لنا سكوتنا عن الحق وعجزنا عن مجابهة الحقائق. كما يطيب لي أن أخبرك أخي وكل أعضاء المنتدى بأمر يتعلق بهذه الترقية، التي أصبحت في حقيقة الأمر عقوبة مقننة. فما إن أعلن عن نجاحنا في العام الماضي، حتى نزلت علينا الاستدعاءات للالتحاق بمعهد ابن رشد في تيارت لتلقي التكوين هناك، فكانت الأيام تمر كالجبال جراء الوضعية المزرية التي عشناها هناك.
وبعد انتهاء تلك الأيام، انتظرنا نزول القائمة الترتيبية فكانت الصدمة أكبر، فمن عرف كيف يصطاد هناك ظفر بمرتبة ضمن العشر الأوائل، ومن كان غافلا وطن أن عمله سيعلي مرتبته، كان ذيل الترتيب جائزته. وجاءت التعيينات بعدها، وأي تعيينات؟؟؟؟؟؟ وضعونا في ((معقال)) كما يقولون ورموا بنا إلى مدارس لم نكن يوما نسمع بها، مدارس تبعد عنا بأكثر من 100كم. صعوبة بالإضافة إلى فوج تربوي ومطعم، فأصبحت الترقية عقوبة أو أكثر من ذلك، وصرنا نتمنى لو عادت بنا الأيام، لنكفر عن سيئاتنا ونستغفر ربنال، ونكفر بهذه الترقية.
والأدهى والأمرّ أن البعض قد بقي ينتهج نفس الأسلوب: معارف ورشاوى و.... كل الطرق الملتوية، لكي ينقل إلى مؤسسة قريبة، وحصل ذلك بالفعل، مما زاد في امتعاضنا وحزننا، وحطم معنوياتنا أيما تحطيم. ولمعلوماتك فإن القانون الخاص الأخير قد جعل هذا المنصب منصبا نوعيا (أي منصبك الأصلي تضاف له بعض النقاط "75 نقطة" لا تحتسب لك في أجرتك عند إحالتك على التقاعد) فهل بعد هذا بقي منا من يطمع في هذا المنصب؟ لا أظنكم تفعلون.
وفب الأخير أطلب منكم يا سادة يا كرام أن تضموا الصفوف وأن ترفعوا شعار التغيير وتنهظوا ضد سياسة التفشيل والتحطيم التي تمارس علينا جميعا، عسى ربنا أن يدخلنا مدخل صدق ويخرجنا من هذ الوضعية المزرية التي أصبحنا نتخبط فيها، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
التوقيع (واحد جا يترقى اتعاقب)