ماذا ينقصنا حتى لا نرفع طموحاتنا

[bebenet]

قلم جاف : ماذا ينقصنا حتى لا نرفع طموحاتنا


لم تمر تصريحات المدرب الوطني حول الاهداف المسطرة في عقده مع الاتحادية الجزائرية و المتمثلة في نهائي كاس افريقيا و بلوغ المربع الذهبي لمونديال البرازيل ، هذه الشروط قابلتها ردات فعل متباينة بين الاستهزاء و الضحك و الاشمئزاز الا فئة قليلة رات في ذلك الامر المعقول

الطموح : هو أن تعيش بضع سنوات من حياتك بشكل ” يستهزأ ” به أغلب الناس كي تعيش بقية حياتك بشكل ” لا يستطيعه ” أكثر الناس ، نعم هذا هو تعريف الطموح لمن لايعرفه ، فردة فعل اليوم تدل على ولادة حلم و عن اهداف مسطرة في المستقبل قد يصل اليها من خطط لها و قد يفشلون و هي سنة الحياة

الطموح هو القوة التي مكنت الخضر من الفوز على المانيا و اذلال رومينغي و جيله الذهبي على ارض اسبانيا حتى اضطرت واحدة من اكبر الامم العالمية كرويا الى التآمر على فريق متواضع اسمه الجزائر قالوا انهم سيواجهونه بالأطقم ، و هو الذي جعل رفاق حاج ضيوف يهزمون بطل العالم في افتتاحية المونديال الذي تلاه و اسقطوا التاج من على رأسه

الطموح هو تلك القوة التي جعلت الجزائر تهزم مصر صاحبة التاج الافريقي للدورتين السابقتين للقاء و تمرغ انفها كرويا في الارض و تتأهل على حسابها الى كأس العالم ،و ذلك بالجيل الاسوء في تاريخ الكرة الجزائرية و الذي قاد الخضر الى مهازل عديدة منها الثلاثيات و الرباعيات و غياب عن ثلاثة كؤوس افريقيا ، فلو قال سعدان و راوراوة بعد امضاء العقد بينهما انهما يخططان للتأهل لكاس العالم بمنتخب لم يتمكن حتى من التأهل لكأس افريقيا لقوبل بموجة اكبر من هذه من الاستهزاء لكن في الحقيقة قوبلا بعد هذا بموجة من الاهات و الزغاريد

الطموح هو ذلك الدافع الذي أوصل البلاك ستارز الى ربع نهائي المونديال على حساب امم عريقة كروية خرجت من اضيق الابواب ، و خرجوا بضربات الحظ بعد ان كانوا قاب قوسين او ادنى من بلوغ المربع الذهبي لولا يد الشيطان كما سميت لسواريز و التي ضيعت عليهم دخول التاريخ من اوسع ابوابه

غياب الطموح هو ما جعل الخضر يخرجون من كاس العالم بصفر هدف و بلا أي فوز للذكرى بعد ان وضعوا نصب اعينهم ان المشاركة هي طموحهم و انهم قد بلغوها و لم يرفعوا سقف تعطشهم و اكتفوا ان يحضروا مونديال البرازيل بمونديال جنوب افريقيا في تخطيط سيبقى الاغرب في تاريخ المستديرة

غياب الطموح هو ما جعل الفرق الجزائرية تسلم بالإقصاء من المنافسات الافريقية حتى ان تبدأ ، تحت شعار ما نملك نحن من تاريخ مما تملكه فرق كالاهلي و الترجي و مازمبي

ماذا ينقص هذا الجيل حتى نقتل طموحهم و نستهزأ بأهدافهم بدل ان نسعد بزوال عقلية المهم المشاركة التي قضت على اجيال او كما نقول بالعامية ” واش سود سعدهم” ، ما الفرق بينهم و منتخب الجزائر الذي هزم المانيا او منتخب السينغال الذي هزم فرنسا و بلغ ربع نهائي المونديال و كان قاب قوسين او ادنى من بلوغ المربع الذهبي لولا الهزيمة في الوقت الاضافي امام تركيا ، ماذا ينقص جيلنا عن منتخب كوريا الجنوبية الذي اعطى درسا في الطموح لايطاليا و اهان اسبانيا و خرج من اوسع الابواب امام المانيا في نصف نهائي كاس العالم ، ماذا ينقصنا عن منتخب غانا ، وعن الاروغواي التي هزمناه فتوقف طموحنا عند الفوز عليه ووصل طموحهم الى احتلال المركز الرابع في كاس العالم ، لو قارنا الاسماء او الامكانيات فلن نجد فروقا كبيرة لكن لو قارنا الطموح لوجدنا فوراق عديدة

ارفعوا من طموحاتكم فالأحلام لم تكن يوما محرمة لا شرعا و لا عرفا ، لكن فقط لا تقدموا وعودا و تكون مجرد فقاعات و احلام وردية لنستفيق على كوابيس ، اما الجماهير فعليها ان تكون عقلانية ففرق كبير بين الطموح و الوعود