أخطاء في العمل الخيري

[بن يوسف الرياحي]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من المفترض أن الإنسان حينما يقدم على ممارسة العمل الخيري فإنه يقصد من ورائه مرضاة الله تعالى والتي نفهم أنه لابد من شرطين حتى نرجو تحققها ، وهما أن يكون العمل خالصاً صواباً ، ولكي يكون صواباً لابد لقاصد الخير أن يعلم أحكام الشرع فيما هو مقدم عليه ـ الآن يحضرني مثل عن نوع من الأوقاف في تركيا يتعلق بالموسيقا كمثل إصلاح آلاتها ، أو توفير هذه الآلات وما شابه ذلك ـ بحيث تكون هناك جهة ( خيرية ) تعنى بأمر الموسيقا . المتبرع قد ينظر إلى إنفاقه المال في تطوير الموسيقى على أنه عمل خيري ولكن هل يحكم الشرع على هذا الإنفاق بأنه صدقة يثاب عليها فاعلها ؟
لكن لندخل الآن في الأمثلة التي لا خلاف عليها في العمل الخيري كمثل تشييد المساجد أوكفالة الأيتام ...الخ إذا اطّلع المسلم على قصد الشارع من بناء المساجد يجد أنه يقصد فيما أحسب إلى ناحية عملية فقط لا إلى ما نراه من نواح فنية أو سياحية كما هو مشاهد أمامنا في أغلب المساجد ، بل إن المرأ يخشى أن يقول أن هذا الهدف الفني قد يكون منهي عنه لأنه ربما أضعف أحد مطالب الصلاة وهو الخشوع ، فلو أننا قصرنا المسجد على الناحية العملية بأن يكون المسجد واسعاً متينا متحققة فيه النواحي الصحية كالتهوية والإضاءة ، لتحققت لنا جملة من الأهداف الشرعية ، كالخشوع وزيادة بعض الأموال التي من الممكن الاستفادة منها في إلحاق مدرسة لتعليم القرآن أو مبرّة بالمسجد أو توفير مكتبة بالمسجد إلى غير ذلك ، ومن الصور الأخرى التي يُقصد من ورائها الخير عمل مطبات على الطرق التي وقعت أو يخشى أن تقع بها حوادث مرورية ففي بعض البلاد ترى الأفراد يقومون بمثل هذا العمل ،.. لكن لهذه المطبات أضرارها ولاشك ، فماذا لو توجه المواطن إلى جهات الاختصاص وطلب منهم عمل مطب شارحاً الأسباب متكفلاً بنفقاته حتى يكون مطابقاً للشروط القياسية .
الرسالة التي أريد إيصالها هي دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه " اللهم اجعل عملي كله خالصاً صواباً ".
ألا ترى معي أن بعض العمل الخيري قد يعود بالشر رغم حسن نية صاحبه .