عرس ملتزم

[هل ضاعت الأمانة]

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


خير الكلام أن نبدأ بالحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على رسول الله

سلام عليكم ومرحبا بالجميع

هذا أول موضوع أشارك به حسب ما قصدته من اسمي (( هل ضاعت الأمانة )) بغية مناقشة بعض الأفكار التي صارت ضرورة من ضروريات المجتمع بعيدة كل البعد عن شرع الله أو مخالفة له ،، صارت عادية جدا ولا عيب فيها ، ومجاهرة ومزاحمة وطاردة لفكر الالتزام بضوابط تنظم حياة الإنسان العامي على وجه الخصوص ، وقد ساهمَت في التفريق بين المسلمين عامي وخاص وصار كل واحد يطبل بطبله متجاهلا للآخر الذي يشاركه جغرافيا الأرض على الأقل ، وكل إناء ينضح بما فيه


أول موضوع سيكون على بركة الله بعنوان

عرس ملتزم


تقول صاحبة الموضوع:

حكايتي تشبه حكاية أية أخت ملتزمة بشرع الله ،ولا تبحث عن غيره من عيش العوام والعاميات ،من تقليد أعمى وعادات فرضت نفسها علينا ،إن وُضعت في ميزان الشرع كانت من الجهالات التي يؤمن بها كثير من الناس كضرورة من ضروريات الحياة في دنيانا اليوم
*******
اقترب موعد زفاف أخي كنا على أهبة التحضير له من صناعة الحلويات وخياطة وتنظيف وتنظيم بتوسعة البيت ،وتحضير أنفسنا لإكرام المعزومين ووضع حسابات أهل الكرم والترحيب
*******
كنت في أشد الوجل والحرج والخوف وفي حالة نفسية غير مرتاحة ومضطربة لأني ملتزمة بفتاوى وشرع الله في وسط عامي مثقف نعم ، لكن مقلد لحياة العامة ، ولأن أهل بيتي عاميون رغم وجود ثقافات بشهادات عالية مختلفة لكن طغيان الثقافة العامية والتقليد جعلني أفكر في كيفية اقناعهم بأن الموسيقى قد تفتح أبواب استحضار الشياطين ،، وبالتالي لن تحصل البركة في الاعراس ،،، واجتهدت في تحميل عدة أناشيد من هنا وهناك وحاولت قدر الامكان الاتيان بأناشيد تقترب من المباح حسب فتاوى العلماء وتقترب أيضا من ثقافتنا وبيئتنا ، مع خشية عدم موافقة الأهل عليها لأنها نادرة وإن كانت تحافظ على لحن أغنية سابقة تراثية وتغيرت كلماتها إلى كلمات راقية ويسمعها الجميع بعيدة عن وصف المرأة والغزل الماجن
*******
اقتنع البعض ولم يقتنع البعض وقالوها صراحة نحن نريد أن نرقص حتى الرجال
حان موعد إعلان العرس فكان عادة في منطقتنا 3 أيام أساسية
*******
كان اليوم الأول وبدأ المدعوون يصلون ،، وضعت أناشيد لافتتاح العرس وإعلانه ، وكلما التفت من حولي وجدت تجهما في وجوه المدعوين خصوصا النساء وأحسست بالنعاس قد دب فيهم ،، طبعا هناك من أعجبهم النشيد ولم يعجبهم في نفس الوقت كأنها عادة دخيلة لم يتعودوها ويبحثون عما تعودوا عنه
كمثل من يكثر في زماننا حين تقول لأحدهم : نحن مسلمون يقول نعم

تقول : نحن نقول لا اله إلا الله يقول نعم

وماذا بعد لا إله إلا الله يقول: أعرف كل شيء لكني غير مقتنع به

سبحان الله مسلم لا يقتنع بما أمره الله به

*******
فكنت أدعو الجميع بالوعظ على أن هذا أفضل من الموسيقى التي لا تخلوا من غزل ماجن في أغانينا
المهم مر اليوم الأول بسلام ثقيل عن البعض ،،، لكن الامر الملاحظ حقا هو أن الكثير أقام الصلاة وحافظ على صلواته المفروظة
*******
جاء ليوم الثاني وبدأت التدخلات من شباب العائلة وشاباتها من العزومين طبعا من ابناء عمومة واخوال وخالات
*******
تدخل أحدهم وقال ،،،،، ماهذا؟ هل هذا عرس أم مأتم افتحوا الموسيقى خلوا الناس ترقص
*******
بدأت تحضيرات ليلة حنة العريس وبدأ اخوة العريس وأبناء عمه يحضرون للديسك جوكي الصاخب ويأتون بسيديهات أغاني غزل ماجن معروفة جدا في مجتمعنا ،، من به ذرة حياء لا يتحمل ولا يطيق سماع كلماتها فهاج الجميع وانقلب العرس الملتزم لعرس فاضح رقص واختلاط ، صخب ، وإنكار من طرف الملتزمات خصوصا ، كنت أنكر جو الاختلاط حتى أن أحد المعزومين القادم من مدينة بعيدة ظن نفسه مطرودا وصرخ في وجه زوجته أخرجي ولم يبت اللية في بيت العرس (( وهو زير نساء وبات في بيت زير نساء راقص مع النساء مثله ))

*******
تنكر الكثير من الدعات على أبواب جهنم ممن يشجعون المجون والعري والاختلاط والرص الفاضح بل الجميع في هذا الهرج لم كان ينكر هذا المنكر وكانوا ضدي كلهم تقريبا إلا من رحم ربك
*******
فما كان مني إلا أن استسلمت للأمر حتى يمر العرس دون عراك لكنه استسلام الذي لا حول له ولا قوة إلا بالله وسط الفتنة ، وكنت أقول حسبي الله ونعم الوكيل
*******
تقول الاخت : شعرت بحسرة وخيبة شديدة ، أحسست هذا دائما وتضاعف هذا الاحساس في هذه الايام وِحدة وغربة قاتلة وانعزال مميت حين لا تجد من ينصرك في حق ولا تجد تأييدا مجسدا ظاهرا من الله وقتها (( لأن الانسان عجول وأنا مؤمنة بأن نصر الله أكيد وظهوره في حينه له حكمة )) ،، شعرت بأني أريد الهروب والخروج من هذا الجو ، لم أجد ملجأ حينها إلا اللجوء والشكوى إلى الله عندما عاداني الجميع حتى أهلي
*******
طبعا الملاحظ أن الصلوات ضاعت عند الكثير حتى المعتمرات في رمضان يتحدثون عن رقص فلان ورقص فلانة والزهو الذي يعرفونه ولم يستطيعوا أن يتوبوا إلى الله منه ، وحتى الشيوخ كانوا يعرضون رقصهم سبحانك ربي أجرنا
*******
جاء اليوم الثالث وكان الهرج مستمرا وكان أن طرحوني جانبا وأنا بنت البيت ومن المسؤولين عنه وكلفوا بنت العم بإدارة الحفل والموسيقى
*******
فلم أكن أر إلا شياطين الانس مع شياطين الانس تتجول في أروقة البيت والكاسيات العاريات يعرضن أنفسهن أمام الشباب وفتحت أبواب الفتن على مصراعيها وسط نكراني لكل هذا ومن معي من القلة الذين لا يعدون على الاصابع من نسوة طبعا اعتزلت هذا الهرج وغضب مني أهلي واستمرت الانتقادات الموجهة لي بكل أنواع الحقد والكره والشتائم حتى ، لأن كل صويحباتي ومن هن في مثل سني تزوجن إلا النادر فكانوا يوجهون لي نظرات الاحتقار وأن من نتائج التزامي عدم زواجي
*******
انتهت حكاية الأخت
*******
انتظر معالجتكم لهذا الأمر وهل يمكن التحكم فيه حتى نخرج بنتائج إيجابية ممكن أن تكون صدقة جارية على أصحابها خصوصا إن وصلت لأذهان العامة ونفعتهم


*******
هل من الأدب أن يتدخل المدعوون بالتحريش على تغيير نظام أهل البيت في طريقة إدارة عرسهم
*******
هل تضعون كل هذا في دائرة التخلف الإجتماعي أم ترونه عادي جدا

؟؟؟!!!!