بسم الله الرحمن الرحيم
(( التبرج المُقنَّع ))
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه و على آله وسلم.
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنَّ إلاَّ وأنتم مسلمون))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثًَ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنَّ الله كان عليكم رقيباً ))
يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ))
أمَّا بعد ،،
فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد :
فإننا في زمن كثرت فيه الفتن وعظمت وأعظم فتنة تواجهها الأمة في هذه الأيام فتنه النساء وقد حرص الـأعداء على تغريب المرأة عن دينها فظهر في صفوف النساء اللباس العاري والقصير والضيق الذي يصف والرقيق والخفيف الذي يشف حتى وصل الأعداء في تغريب المرأة عن دينها إلى الحجاب الشرعي , فاتجهوا إلى عباءة المرأة فزخرفوها وجعلوها موضة فمنها العباءة الضيقة ومنه العباءة المفتوحة من الأسفل ومنها العباءة المُخَرَّقة من بعض الأماكن ومنها العباءة اللماعة وهي بما تسمى (( بالطحَّاسة )) وأتوا لها بأسماء غربية العباءة الفرنسية والعباءة كذا إلى غير ذلك من الأسماء.
فمن النصح للمسلمين عامة ولأختي المسلمة على وجه الخصوص كتبت هذه الورقات في خطر تبرج المرأة المسلمة في دينها وعلى مجتمعها وأسميتها (( التبرج المقنع )).
ومعنى هذا العنوان هو أن تلبس المرأة ما صورته الحجاب الإسلامي إلاَّ أنها أبعدته عن هذا الوصف بما أدخلت عليه من تغييرات خرج بها عن حدود الحجاب الشرعي والتبرج هو : إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرجال الأجانب.
كما في ( لسان العرب ) .
وسبب كتابة هذه الرسالة هو أنني تكلمت مرة مع شيخنا أبي عبد الله عبد الرحمن بن مرعي العدني في مسجد الصحابة عن فتنه التبرج فرأيت كثيرا ً من الإخوان يطلبون إعادة هده الكلمة في مساجدهم لحاجة النساء إلى سماع مثل هذه المواضيع لعظيم فتنة التبرج وبعضهم طلب أن أكتب له الأدلة في التبرج كي يسمعها من يشاء من أقاربه فلأجل هذه الأمور عزمت على الكتابة وزدت فيها بعض الأدلة والنصائح والفتاوى حتى تعم الفائدة والله من وراء القصد.
فصل في ذكر الأدلة من القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح على حرمة التبرج :
الأدلة من القرآن :
1- قال الله تعالى : (( وقرن في بيوتكن ولا تبرجنَّ تبرج الجاهلية الأولى )) الأحزاب , قال السعدي رحمه الله تعالى : أي أقررن فيها , لأنه أسلم وأحفظ لكنّ ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) أي لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية الأولى الذين لا علم عندهم ولا دين , فكل هذا دفع للشر وأسبابه .
قال مقاتل بن حيان رحمة الله : التبرج المنهي عنه هو أن تلقي المرأة الخمار على رأسها ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها ولكن يبدو ذلك كله منها .
ذكره ابن كثيرفي التفسير.
2- (( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهنّ جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم )) النور.
قال السعدي : أن يضعن ثيابهن أي الثياب الظاهرة كالخمار ونحوه فهؤلاء يجوز لهن أن يكشفن وجوههن لأمن المحذور منها وعليها لأنهن عجائز أو ذميمات
(غير متبرجات بزينة) أي غير مظهرات للناس زينة (وأن يستعففن خير لهن )
هذا مختصر كلام السعدي في التفسير، سورة النور.
3- (( ولا يبدين زينتهن إلاَّ ما ظهر منها )) سورة النور.
قال ابن مسعود رضي الله عنه
الملاءة فوق الثياب ) , وقال السعدي رحمه الله : (( كالثياب الجميلة والحلي , وجميع البدن كله من الزينة , ولما كانت الثياب الظاهرة لا بد منها , قال ( إلاَّ ما ظهر منها أي الثياب الظاهرة , التي جرت العادة بلبسها إذا لم يكن في ذلك ما يدعو إلى الفتنة بها))..
4- أدلة الحجاب ترد وتبين حرمة التبرج فمن ذلك قوله تعالى : (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهم من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذ ين وكان الله غفوراً رحيماً )) الأحزاب.
قال الشنقيطي رحمه الله : ومن الأدلة القرآنية على احتجاب المرأة وسترها جميع بدنها حتى وجهها قوله تعالى : (( يا أيها النبي قل لأزواجك .......الآية)) فقد قال غير واحد من أهل العلم أنَّ معنى < يدنين عليهن َ من جلابيبهن > أنهن يسترن بها جميع وجوههن ولا يظهر منهن شيء إلاَّ عين واحدة تبصر بها , وممن قال به ابن مسعود وابن عباس وعبيدة السلماني وغيرهم. ج6 سورة الاحزاب ص358.
5- (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن )) قال القرطبي رحمه الله : إن سبب نزولها أن النساء كنَّ في ذلك الزمان إذا غطين رؤوسهن بالأخمرة وهي المقانع سدلنها من وراء الظهر كما يصنع النَبط , فيبقى النحر والعنق والأذنان لايُسترُ على ذلك فأمر الله تعالى (بليَّ الخمار على الجيوب).
قال البخاري رحمة الله باب ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) عن عائشة رضي الله عنها قالت : يرحم الله نساء المهاجرين الأُول لمّا أنزل الله : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) شققن مروطهن فأختمرن بها , قال الحافظ أي غطين وجوههن ،وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع/ انظر الفتح للحافظ.
الأدلة من السنة :
1- عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لاتسأل عنهم رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصياً وأمة أوعبد أبق فمات, وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده لا تسأل ( عنهم ).
رواه أحمد وصححه الألباني عليهم رحمه الله ( 3053 ) صحيح ( الجامع / الصحيحة (542).
2- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال جاءت أميمة بنت رقيقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام فقال : ( أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا , ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك ولا تنوحي ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى ) رواه أحمد والنسائي وصححه أحمد شاكر وصححه الألباني.
3- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُكره عشر خلال ... وذكر منها : ( والتبرج بالزينة لغير محلها )
رواه أبو داود وأحمد واللفظ له وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح.
4- عن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا وقال قولاً شديداً )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وقال فيه : فهي ( زانية ) وصححه الألباني .
5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أيمّا امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة )
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له وصححه الألباني ( 3/1049) برقم (4739).
6- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت إلعنوهنَّ فإنهنَّ ملعونات .
رواه الطبراني في الصغير وقال الألباني : ( سنده صحيح ).
7- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )
رواه مسلم بر قم : ( 2128) .
قال ابن عبد البر رحمه الله في شرح حديث ابن عمر : ( أراد النبي صلى الله عليه وسلم النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر ، فهنَّ كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة )
ذكره السيوطي في تنوير الحوالك ( 3/103)
وسُئلت اللجنة الدائمة عن حديث : ( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) يعني الكاسيات العاريات ، فأجابت اللجنة : ( أنه إن أستحلَّ منهنَّ ذلك اللباس فهنَّ كافرات إذا متن على ذلك ، وإن لبسن ذلك مع اعتقادهن تحريمه فقد ارتكبن كبيرة من الكبائر ) أ.هــ مختصراً فتوى رقم ( 9255) السؤال الثاني / المجلد السابع عشر .
8- عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال : كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبطيَّة كثيفة كانت مما أهداها دحيه الكلبي فكسوتها امرأتي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مالك لم تلبس القُبطيَّة ؟ ) قلت يا رسول الله كسوتها امرأتي فقال : ( إني أخاف أن تصف حجم عظامها )
رواه أحمد وأبو داود بنحوه عن دحية الكلبي وصححه الألباني .
القبطية : القباطي جمع قبطية وهي ثياب بيضاء رقيقة من مصر. ومعنى تصف حجم عظامها يعني جسدها.
9- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه لقيته امرأة وجد منها ريح الطيب ينفح ولذيلها إعصار فقال يا أمة الجبار جئت من المسجد قالت نعم قال أَوَلهُ تطيبتي؟ قالت نعم قال أني سمعت حبي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول :
((لا تقبل صلاة لإمرأة تطَيبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة)) رواه أبو داود واللفظ له والنسائي مختصراً وصححه الألباني.
10- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على روؤسهن كأسنمة البخت العجاف. إلعنوهن فإنهن ملعونات ))
رواه ابن حبان وحسنه الألباني.
11- عن عائشة رضي الله عنها : قال صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ما بينها وبين الله عزوجل )
رواه أحمد والحاكم.
الآثار عن السلف :
1- عن أم الضياء أنها قالت لعائشة رضي الله عنها : يا أم المؤمنين ما تقولين في الخضاب والصَباغ والقرطين والخلخال وخاتم الذهب وثياب الرقاق ؟
فقالت لها رضي الله عنها : ( يا معشر النساء قصَتُكنَ كلها واحدة أحل الله لكن الزينه غير متبرجات أي لا يحل أن يروا منكن محرماً) تفسير ابن كثير( 3/304).
2- وقالت أم علقمة بنت أبي علقمة دخلت حفصة بنت عبد الرحمن ابن أبي بكر على عائشة أم المؤمنين وعليها خمار رقيق فشقته عائشة عليها وكستها خماراً كثيفا)) رواه ابن سعد في الطبقات ( 8 / 71 )
فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنَّ المرأة أوالأم وولي المرأة تتفقد بناتها وتنظر في لباسهن.
3- عن عائشة رضي الله عنها قالت لو أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما مُنعت نساء بني اسرائيل )).
4- عن هشام بن عروة رحمه الله أن المنذر ابن الزبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية وقوهيَة رقاق عِتاق بعد ما كف بصرها فلمستها بيدها ثم قالت أفٍّ ردوا عليه كسوته فشق ذلك عليه وقال يا أمه إنه لا يشف قالت إنها إن لم تشف فإنها تصف ) رواه ابن سعد .
فيه مثال عظيم للمرأة المتدينة المحافظة على جسدها من أن يبدوا منه شيء مع أنها قد كفّ بصرها وكبر سنها ، أمَّا اليوم فكثير من الشابات تعرض جسدها وتعريه باللباس الذي يشف أو يصف ولا تراقب الله ولا تخشاه في كشف العورات وإلى الله المشتكى وهل انحرف من انحرف من الشباب في البيوت وفي الشوارع إلاَّ بسبب تساهل كثير من النساء بكشف ما لا يحل كشفه.
5- عن عبد الله بن أبي سلمة أَّن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسا الناس القباطي ثم قال لا تُدرّ عنّها نساءكم. فقال رجل يا أمير المؤمنين ألبستها امرأتي فأقبلت في البيت وأدبرت فلم أًره يشف فقال عمر: ( إن لم يكن يشف فإنه يصف ) سنن البيهقي ( 3/234-235) .
6- قال الذهبي رحمه الله في كتابه الكبائر: ( من الأفعال التي تُلعن عليها المرأة إظهار الزينة والذهب واللؤلؤ تحت النقاب , وتطيُّبها بالمسك والعنبر والطيب إذا خرجت ولبسها الصباغات والأزُر والأقبية القصار , مع تطويل الثوب وتوسعة الأكمام وتطويلها وكل ذلك من التبرج الذي يمقت فاعله في الدنيا والآخرة ولهذه الأفعال التي غلبت على أكثر النساء قال عنهن النبي صلى الله عليه وسلم : (( اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء )) الكبائر(33).
باب ذكر الأدلة على عظم فتنة النساء :
1- عن أسامة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت بعدي فتنه أضر على الرجال من النساء ) البخاري رقم (5096) ومسلم رقم (2741).
2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم:
(( الدنيا حلوة خضرة والله مستخلفكم فيها ,فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإنَّ أول فتنه بني إسرائيل كانت في النساء )
رواه مسلم (2742) ، و الترمذي ( 2191) وغيرها .
3- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم :
(( المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) رواه الترمذي ( 1173 ).
فصل في ذكر مظاهر التبرج :
وللتبرج مظاهر كثيرة فينبغي الحذر منها ومن تساهلت من نساء المسلمين بأمر الحجاب الشرعي فأنها تدخل في عداد المتبرجات شعرت بذلك أم لم تشعر وذلك بكشف شيء من محاسنها للرجال الأجانب أوإظهار مفاتنها من خلف الستار بما تلبسه من عباءات مزخرفة في نفسها أو ضيقة أو لمّاعة لاصقة بالجسد تصف ما وراءه وهذا هو التبرج المقنع ، فيا لله كم من فتنة وقعت للرجال بسب هذه العباءات الفاتنة.
والمظاهر كثيرة وكل يوم تخرج لنا عباءة المرأة بشكل وبزينة جديدة ، فمنها :
1- كشف الوجه :
وهو أعظم فتنه فينبغي ستره بالحجاب الشرعي وقد تقدمت بعض أدلته من القران وكلام الشنقيطي رحمه الله في وجوب ستر الوجه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت إن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمها من الرضاعة بعد أن نزل الحجاب , قالت : ( فأبيت أن آذن له , فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرته بالذي صنعت , فأمرني آن آذن له ) , وفي رواية أنه قال لها : ( أتحتجبي مني وأنا عمك ) . وفي رواية ( وكان أبو القعيس زوج المرأة التي أرضعت عائشة ) والحديث رواه البخاري برقم ( 5103 ) ومسلم رقم ( 1445) قال الحافظ ابن حجر: ((وفيه وجوب احتجاب المرأة من الرجال الأجانب)أ-هـ فتح الباري(9/152).
2- لُبس العاري .
3- لبس الخفيف أو الرقيق الذي يشف عما تحته.
4- لبس القصير إلي لا يستر ما بقي من جسد المرأة.
وقد مر بنا حديث ابن عمر وأبي هريرة في شأن النساء الكاسيات العاريات والوعيد لهنَّ بالنار وأنهن ملعونات وأنهن لا يدخلن الجنة فكل هذا الوعيد لمن تعّرت وتكشفت أمام الرجال الأجانب فكشفت وأظهرت لهم ما لا ينبغي إظهاره .
فالمرأة المسلمة التي تخاف على نفسها من هذا الوعيد لا تظهر أمام الرجال بهذه المظاهر وإلاَّ كان حالها على حد قول القائل :
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها **إنَّ السفينة لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على** ما كنت تركب من بغل ومن فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولد** وضمة القبر تنسي ليلة العرس
5- لبس العباءة على الكتف :
فتلبسها كما يلبس الرجل القميص فيبدو منها مفاتنها من مقدم صدرها وكتفيها وما تحته إلى الأسفل لأنها لم تلبس ما يسترها من فوق رأسها إلى الأسفل وهو الجلباب الذي ترخيه من فوق رأسها إلى صدرها وإلى الأسفل فتظهر بمظهر الستر. أما لبس العباءة على الكتف ففيه إظهار لمحاسنها . ولذلك أفتى أهل العلم بالمنع من ذلك وإليك فتوى اللجنة الدائمة.
س8- ما حكم وضع المرأة العباءة على الكتف ؟
ج8- لا يجوز للمرأه وضع العباءة على الكتف عند الخروج لما في ذلك من التشبه بالرجال , وقد لعن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم المرأة التي تلبس لبسة الرجل , والرجل الذي يلبس لبسة المرأة والله الهادي إلى سواء السبيل
ج17 ص107 فتاوى اللجنة ((لباس المرأة وحجابها)).
6- لُبس العباءة الطحَّاسة :
وهي العباءة اللاصقة التي تلتصق عند المشي بجسد المرأة فتبدوا للرجال تقاسيم جسدها وتظهر بلبسها مفاتنها .
وسيأتي معنا فتوى اللجنة الدائمة عند السؤال على هذه العباءة الجديدة المفصلة على الجسم .
وكان الجواب ننقله هنا باختصار : ( أنه لا يجوز لبس العباءة التي لها خاصية الالتصاق بالجسد وأن لا تكون زينة )
وكل هذه المفاتن موجودة في العباءه التي تسمى عند النساء بالطحّاسة وقد انتشرت في هذه الآونة الأخيرة بشكل كبير والله أعلم ما هو السر في ذلك .
وتأملي يا أمة الله كيف أنكر الرسول الله صلى الله عليه وسلم على أسامه لمَّا ألبس القُبطية امرأته قال إني أخاف أن تصف حجم عظامها (( يعني جسدها )) وهكذا قال عمر لما كسا الناس القباطي فأخبره رجل أنه كساها امرأته وقال إني لم أره يشف فقال له عمر إنه إن لم يشف فإنه يصف ، وهكذا قالت أسماء رضي الله عنها لما اهدى لها ابن الزبير لباساً وهي قد عميت فلمسته بيدها وردته وقالت إن لم يشف فإنه يصف . وهكذا نقول للمرأة المسلمة هذه العباءة إن لم تشف فإنها تصف.
وستأتي الفتوى بنصها في الفصل الذي ننتقل فيه فتاوى العلماء في ذم التبرج عند ذكر شروط الحجاب الشرعي.
فتوى رقم ( 8942)
س6) أرجو نصيحة الأخوات اللاتي يرتدين الحجاب التقليدي, وهو عباره عن طرحة قصيرة تغطي الرأس والجيب والبلوزة بداخلها ؟
ج6) يجب على النساء أن يلبسنَّ حجاباً يسترهن دون أن يشف عما وراءه لخفته , ودون أن يحدد أعضاءهن / ج17ص179 فتاوى اللجنة.
7- لبس العباءة المزخرفة :
فتوى ( 10432 )
س1) هل يجوز للمرأة أن تخرج بثوب مزخرف ؟
ج1) لا يجور للمرأة أن تخرج بثوب مزخرف يلفت الأنظار , لأنَّه مما يغري بها الرجال ويفتنهم عن دينهم وقد يعرضها لانتهاك حرمتها )
المجلد السابع عشر فتاوى اللجنة الدائمة .
8- ومن مظاهر التبرج لبس العباءة ( البالونة) اللماعة حتى تبدو المرأة أكبر من حجمها.
9- إظهار ما تحت العباءة من زينة من حلي أو اللباس أو الكفين أو القدمين .
عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة , فقالت أم سلمة فيكف يصنع النساء بذيولهن قال : ( يرخين شبراً ) فقالت إذا تنكشف أقدامهن قال فُيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه )) الترمذي واللفظ له ( 1173 ) ، ( 4119 ) وأبو داود والنسائي وهو عند ابن ماجه ( 3581 )و صححه الألباني.
فتوى رقم ( 5091 )
س18- هل أخراج الكفين في الشارع حرام أم لا ؟
ج18) أن كفي المرأة عورة لا يجوز كشفهما لغير محرم ..
فتوى س- هل يجوز للمرأة المسلمة أن ترتدي البنطال ( البنطلون ) وهي محجبة خارجة إلى السوق , وماذا إذا كان البنطلون فضفاضاً ؟
لا يجوز لما في ذلك من التشبه بالكافرات والمسلمون منهيون عن التشبه بالكفار , ولأنه أيضاً يحدد حجمها ويبدي تقاطيع جسدها وفي ذلك الفتنة عليها وعلى الرجال الشيء العظيم / ج17 ( ص116) اللجنة الدائمة .
10- لبس الشراب الخفيف أو الخمار الرقيق .
فتظهرالمرأة كاسية وهي عارية قد ظهر شيء من بدنها. وقد مرمعنا قصة عائشة مع حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وكيف شقَّت عنها الخمار الرقيق وألبستها خماراً كثيفاً.
11- لبس العباءة مفتوحة من الساقين فتبدو الساقان.
12- التوسع في مسألة النقاب بإظهار ما حول العينين .
فتوى للعلامة العثيمين رحمه الله والفوزان حفظه الله : ( النقاب الموسع نرى أن يُمنع منعاً باتاً وعلى المرأة أن تتقي ربها في هذا الأمر ، والبرقع والنقاب الذي يظهر منه شيء من الوجه كالوجنتين والجفنيين وما فوقهما كالحاجبين لا يجوز ولِمَا فيه من الفتنة وإظهار شيء من الوجه )
نقلاً عن كتاب: (أكثر من ( 1000 ) جواب للمرأة) لخالد الحسينان.
13- تحسين الوجه بالكحل ونحوه وإظهاره للأجانب.
أفتت اللجنة بالنهي عن إبداء الكحل لغير الزوج والمحارم / ج17 (128)
14- خروج المرأة متعطرة ليجدوا ريحها.
وقد مرمعنا قوله صلى الله عليه وسلم في النهي عن خروج المرأة متعطرة إلى المسجد فيكف بغير المسجد.
قال ابن حجر رحمه الله : ( ويلحق الطيب ما في معناه لأنَّ سبب المنع منه ما فيه من تحريك داعية الشهوة كحسن الملبس والحُلي الذي يظهره والزينة الفاخرة وكذا الاختلاط بالرجال ) الفتح (2/415).
15- لبس البنطال :
فتوى س11- هل يجوز للمرأة المسلمة أن ترتدي البنطال ( البنطلون ) وهي محجبة خارجة إلى السوق , وماذا إذا كان البنطال فضفاضاً ؟
لا يجوز لما في ذلك من التشبه بالكافرات والمسلمون منهيون عن التشبه بالكفار , ولأنه أيضاً يحدد حجمها ويبدي تقاطيع جسدها وفي ذلك الفتنة عليها وعلى الرجال الشيء العظيم / ج17 ( ص116) اللجنة الدائمة .
16- لبس الباروكة :
عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حجّ وهو على المنبر وتناول قصة من شعرفي يد حرسي يقول : ( يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه ويقول :
(( إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم ))
رواه البخاري ( 10/5932 ) ومسلم واللفظ له ( 2127 ).
فتوى : الباروكة محرمة وهي داخلة في الوصل وفي الحديث : ( لعن الله الواصلة والمستوصلة ) العثيمين انظر إلى كتاب ( أكثر من ( 1000 ) جواب للمرأة ) لخالد الحسينان.
17- لبس الكعب العالي :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين طويلتين , فاتخدت رجلين من خشب وخاتماً من ذهب مغلَّفاً بطين , ثم حشته مسكاً وهو أطيب الطيب , فمرت بين المرأتين فلم يعرفوها فقالت بيدها هكذا )) رواه مسلم .
وقد أفتت اللجنة الدائمة بحرمة لبس الكعب العالي لما فيه من المضار على الجسم ولما فيه من التغرير / فتاوى اللجنة ج17 لباس المرأة وحجابها ص123 .
18- عمل شعر الرأس كعكة :
فتوى اللجنة الدائمة النهي عن الفرقة من الجنب وعمل الكعكة - س3 ص
6-12 ج17 فتوى العلامة العثيمين :
(( الكعكة إذا كانت على الرأس من فوق ، فهذا لا يجوز أما إذا كانت الكعكة على الرقبة مثلاً فإنَّ هذا لا بأس به إلاَّ إذا كانت المرأة ستخرج إلى السوق فإنه في هذه الحالة يكون من التبرج لأنه سيكون علامة تظهر من وراء العباءة لا يجوز)) نقلاً عن كتاب خالد الحسينان أكثر من (1000) جواب للمرأة.
19- أن تضم المرأة ثيابها حال قيامها لأنه يبين تقاطيع بدنها:
فتوى : لا يجوز للمرأة أن تضم ثيابها حال قيامها لأنه يبين به تقاطيع بدنها / فتوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله نقلاً عن كتاب (1000 جواب المرأة) لخالد الحسينان.
قلت ومن النساء من تتقصد أن تشد وتضم ثيابها عند مرورهن بمن افترشوا الطرقات من الشباب الذين أصبح همهم الشاغل النظر إلى النساء وهذا يدل على قلة الحياء وضعف الوازع الديني.
20- الإختلاط بالرجال وما يتضمنه من مصافحة الأجانب و المزاحمة بل والخلوة كما في بعض الأماكن.
21- الخضوع بالقول:
(ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً ) الأحزاب .
وبعض النساء تتكسر بالكلام أمام الباعة وربما تضحك معه ومن جهل كثير من النساء وبعدهن عن تعاليم الشرع إني رأيت امرأة تتكلم مع بائع العطر وتضحك معه حتى وصل الأمر أن يعطيها العطر في يدها ليجد الناس ريحتها ولمَّا أنكرت على البائع الذي فعله استغرب هذا الإنكار وظنه أنه ليس بمنكر.