عاشق الحور ...
سيارة منطلقه تقل ثلاثة من الشبان وإذا بها تصطدم بشاحنه فكانت النتيجة حادثاً مروعاً راح ضحيته سائق السيارة ونجاة رفيقيه . وكان هذا الحادث فاتحة خير لأحدهما..
حيث أنه توجه إلى الله معتبراً ...
وعارفاً لحقيقة هذه الدنيا ... لقد عرف الطريق وتمسك به في ليلٍ حالك ...
كان ذلك أثناء دراسته الثانوية...
أحب الفتى بعدما من الله عليه بالهدى نصرة الدين والجهاد لاٍعلاء كلمة الله ...
فقد أحب هذا الطريق وأحبه أهل هذا الطريق
فكان فؤاده دائما مايردد نشيد المجاهدين :
غرباء ولغير الله لانحني الجباه *** غرباء وارتضيناها شعاراً للحياة
فلنجاهد ونناضل ونقاتل من جديد *** غرباء هكذا الأحرار في دنيا العبيد
وأستمر على هذا الطريق ثم انتقل إلى كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام بالرياض وبعد أن أنهى المستوى الثالث فيها سمع عن أخبار المجاهدين في البوسنة وتاقت نفسه للجهاد وكان لخبر مقتل " أبي عبد الله الغامدي" رحمه الله في البوسنة الأثر العظيم على همة " أبي سعيد " كيف لا وهو يعرفه منذ زمن وكان أول رفيق له ينال تلك المنزلة التي أصبحت بعد ذلك هدف "أبا سعيد " في الحياة ...
ومع ذلك كله إستشار من يثق بعلمه وأمانته "الشيخ ناصر العمر" حفظه الله فقال له : هل تعلم من نفسك العزيمة على ذلك ؟ قال : نعم . فقال : إذاً توكل على الله ...
وماهي إلا أيام وإذا به يدخل بوابة معسكر التدريب بلواء المجاهدين في البوسنة ..
وكان لزاماً عليه أن يمضي تلك الدورة التدريبية ليتمكن من المشاركه مع المجاهدين ..
بدأت المعركة فجر السبت4/6/1416هـ وكان "أبو سعيد " يشارك مع إخوانه على مدافع الهاون ..
حتى كتب الله لهم النصر والتمكين ..
ولم ينال أبو سعيد أمنيته بالشهادة ..
لقد أمضى " أبو سعيد " أيامأ جميلة على أرض البوسنه أحبه كلٌ من عرفه ولازمه لقد أجتمعوا في الله وافترقوا على ذلك {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر }.
العودة من البوسنة ..
الإعداد في سبيل الله ..
إن من أعظم ما أهتم به أبوسعيد رحمه الله هو كيف يكون مستعداً ومعداً في أي وقت يفكر فيه بالنفير والخروج لبذل نفسه رخيصةً في سبيل الله .. فكان العزم على الإعداد الكامل وكانت الرحلة إلى أفغانستان حيث مكث شهوراً يعد نفسه ويمارس أشق التدريبات لينال قدرة جسمانية ومعنوية لخدمة هذا الدين .. وهناك وجد مجموعة من المجاهدين نذرت نفسها لنصرة الحق على قمم الطاجيك وفعلاً كانت تلك القمم في الطاجيك تتوافق مع تلك الهمة العالية التي حواها صدر " أبي سعيد " ومكثوا ما يقرب شهر على حدود الطاجيك تمنعهم الثلوج من التقدم ..
وفي يوم الثلاثاء 25 ربيع الأول من عام 1421هـ الموافق للسابع والعشرين من شهر يونيو لعام 2000م قام المؤمنون بأداء صلاة الفجر ...
وبعد أن أشرقت الأرض بنور الشمس الساطعة أخذ الكماة بالاستعداد لمواجهة جديدة مع أعداء الله من الجيش الروسي ، وقد لاقى أعداء الله في الجولة الأولى يوم الاثنين أصناف العذاب على أيدي الأبطال المجاهدين ، حيث تناثرت جثث الأعداء في ساحة القتال ..
بدأت المعركة تهدأ شيئاً فشيئاً حتى وقفت أسلحة العدو من الإطلاق وقام أبو سعيد باستكشاف وضع العدو فاقترب من أحد الجنود وأخذ منه سلاحه وكان قد تظاهر بالموت فلما أراد أبو سعيد الرجوع إلى إخوانه أخبره أحد المجاهدين بأن العدو لم يقتل فأسرع بالرجوع إليه وشعر الكافر به فأخرج سلاحاً آخر وأسقطه بطلقة في جنب رأسه فخرجت من خلف رأسه .
ورحل أبوسعيد إلى مولاه ..
حيث الراحة والسرور ..
وحيث اللقاء بالحور ..
والعيش في القصور..
بفضل الربّ الغفور..
بجودالله الشكور..