أوراق الخريف..الشريد.أام عازبة..السجين

[سفيان الحسن]

الشريد

يفترش الطوى ويأكل الصبر في نهم ،تمر عليه الساعات كجمر يحرق خطواته المتعبة ، كل لحظة هي عذاب ممتد الى ما لانهاية ،سوط الزمن يعذب صبره الأيوبي تهطل عليه نظرات المارين فتغرقه في مدى بصرهم بعض النظرات خليط من الشفقة المعتمة والخوف من مصير مشابه في زمن كثير الحركة لا إستقرار دائم فيه، وبعض الأعين تنظر اليه بنظرات قاسية تطعن قلبه بنصلها الغادر يمر هو عبر العيون المشدوهة في صمود عجيب مدهش مستمرا في رحلة البحث عن ما يسد رمقه من ما تجود به الايدي الصلبة او وما يفترشه ليلا ليقيه صقيع الليالي الحالكة حين يداهمه الليل يفترش رصيف الخيبة ليسبح في بحر الاحلام المغدورة بطعنات الزمن المر

أم عازبة

أسفل الجدار المائل المهترئ ،كانت تقبع بين الظلال تختفي عن أعين المارين تحتضن جسدا شبه عاري قد اتسخت اطرافه كانت تحاول ان تهديه بعض الدفء المفقود بين اتون المشهد تفترسها عيون متربصة تنتهك حرمة الحزن المسجونة هي فيه ،بعض العيون الاقل وقاحة ترسل سيل من الاسئلة عن فحوى القصة لكنها لا تطيل السباحة بين سطور الإلحاح ثم تنسحب بعيدا لتستمر رحلتها الطويلة بين الجدار والظل والعيون، عذابها الطويل ورائه قصة حزينة قد غرست تفاصيلها ذات طيش ،مغامرة خاسرة بطلها شخص عابر زرع جسدا في أحشاء الام ثم رحل بلا عنوان، الألسن ترسل كلمات من قبيل فاجرة وفاسدة وبعض الالسن الاكثر افصاحا ترسل كلمات المساومة في مجتمع شبه شرقي لا يرحم الرذيلة لكنه يعشقها والضحية طفل ولد بدون ارادة منبوذ ازلي بدون غسم ولا عنوان هي العولمة تهديك الحرية لكنها لا تضمن لك عواقبها ،المرأة المسكينة تنتظر ما تجود به بعض الايدي الخيرة من رغيف يسد جوعها وبعض النقود حتى تشتري ما يدفئ برد ليلها اسفل الجدار

سجين

تمر عليا الساعات كسوط يثخن جسدي المتعب كل شيء هنا متوقف اللحظات والأحلام والالم ايضا ،اختلس غفلة السجان للأقطف خيوط النور المرسلة من اعلى الشرفة الصغيرة وأختلس نظرة الى عالم السماء حيت الحرية حيت الإمتداد اللامحود الشاسع حيت الفراغات ممتدة يستلقي على جانبي جثمان صديقي الحي اراه دوما منكبا على بعض الاوراق وقلم يطعن به بساط الورق طعنا ،كنت اخاله قد تملكه الجنون نظرا لطول مكثوه في تلكم الحالة لكن مع مرور الايام اصبحت اتشوق لمعرفة ما يصنع بالورق والقلم في عالم الصمت والجماد،وفي يوم وفي غفلة عن الصمت نطق صديقي وقال هي رسائل ارسله لكل احد ولا احد، بدون عنوان ولا تاريخ انصرفت وانا ارتمي في حضن الحزن على ما يصنع صاحبي ،في المقابل صديق اخر قد توسد الشرود اراه دوما يسبح في بحر دموعه وبالكاد اقدر على مواساته واهدائه بعض من الامل المغشوش فكرت مليا كيف اصنع مع هذا الجو الصامت اخيرا قررت ان اتبع نهج صاحبي امسكت قلما ودونت عليه الاتي

بسم الله والصلاة على رسول الله

إليكم أزف شوقي الغامر مع كل قطرة حب هاطلة أستوحش الظلام فاراكم بنور القلب وأخشى السباحة في بحر الحزن فامتطي سفين الشوق اليكم كونو بخير فلم ازل أبحر اليكم في شوق ما هب هبوب وما تهاطل من السماء قطر والسلام

أخوكم رقم 533535

...........رابطة أحرار القلم ............عضو3