لاشك أن الفرق بين العرب والغرب يكمن في ان عرب اليوم لا يستطيعون إعمال عقولهم والاستفادة من أفكارهم وان جل تخطيطاتهم وخططهم تبنى على أساس مستقبلهم المحدود الذي لا يتجاوز – في أفضل أحواله – حدود أنوفهم ؟
في حين أن الغرب عندما يخطط لشيء فانه ينتظر نتائجه لسنوات وربما لأكثر
وهذا بالضبط ما نلاحظه اليوم إزاء الفوضى في سوريا
غاية الغرب في الشرق الأوسط أن لا تكون هناك دولة أقوى أو تعادل أو حتى تقترب بمقدار العشر من قوة الكيان الصهيوني
وعلى هذا الأساس تبنى الخطط وتوضع الاستراتيجيات , فلابد إذن من سحق أي قوة قد تبدو ملامحها في الأفق . حدث هذا مع العراق فتحالفت عليه دول الغرب وكسرت طموحه في ان يكون دولة ذات قرار سيادي في المنطقة ... ولكن مالضامن لعدم عودة العراق من جديد ؟ هنا لابد من غرس سرطان في جسد العراق ليأتي على ما تبقى ,,, هذا السرطان اسمه الطائفية فهو ينخر العظم واللحم ولا يبقي شيء و هذا ما نشهده في العراق حاليا من تمزق للنسيج الاجتماعي وكثرة الولاءات واستشراء الفساد وهلم جرا... ولن تقوم للعراق قائمة مادام هذا المرض الخبيث في جسده ...
وذاك ما يريدونه لسوريا...نعم ؟
الغرب لا يهمه من سيربح أو سيخسر في سوريا. وما الدماء التي تسيل في سوريا إلا نتيجة للعملية الجراحية التي ينفذها الغرب لزرع ورم الطائفية بعد أن تأكدت له قوة مناعة الجسد السوري للعدوى و للتأثيرات الإيحائية المنطلقة تباعا وبعناية من قنوات العهر الإعلامي .
إن تحدي سوريا القادم سيكون كبيرا والشرخ الذي أحدثه جنون الدول العربوبعيرية كبير جدا ولهذا على السوريين ان ينظروا للأحداث على نحوها الحقيقي وبان العصابات الإجرامية لا تمثل أي طيف أو نسيج اجتماعي سوري بل هي مجرد جماعات مرتزقة تقبض رواتبها سرا وعلانية من الدول الغنية مالا الفقيرة فكرا المنعدمة عقولا ؟
وعلى السوريين أن يدركوا بان ما وقع لسوريا ليس وليد الصدفة وان الأمر مخطط له منذ أمد وكما افشلوا مخطط الأعداء فإننا نهيب بهم أن يفشلوا المشروع الحقيقي من وراء كل هذه الفوضى ألا وهو الطائفية المقيتة والبغيضة والتي هي آخر أسلحة أعداء الأمة وان صبح النصر قريب وستعود سوريا أقوي مما كانت واشد عزما
رحم الله الشهداء الابرار...عاشت سوريا أبية عصية