أبو تمام وعروبة اليوم... شاعر اليمن الكبير (عبدالله البردوني ) رحمه الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أبو تمام وعروبة اليوم... شاعر اليمن الكبير (عبدالله البردوني ) رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-09-01, 07:45   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الوطن اغلى
عضو متألق
 
الصورة الرمزية الوطن اغلى
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي أبو تمام وعروبة اليوم... شاعر اليمن الكبير (عبدالله البردوني ) رحمه الله

في ذكرى رحيل شاعر اليمن الكبير (عبدالله البردوني ) رحمه الله :-
من أروع ما قيل في الشعر على الأطلاق
نال بها إحدى الجوائز العربية وقد تنبأ بالكثير من الأحداث منذ منتصف سبعينات القرن الماضي:-



ما أصدقَ السيفَ إنْ لم يَنْضِهِ الكَذِبُ
وأكذبَ السيفَ إنْ لم يصدق الغضبُ

بيضُ الصفائحِ أهدى حين تحْمِلُهَا
أيدٍ إذا غَلَبَتْ يعلو بها الغلبُ

أدهى من الجهلِ عِلْمٌ يطْمَئِنُّ إلى
أنصافِ ناسٍ طغوا بالعلمِ واغْتَصَبُوا

قالوا: همُ البشرُ الأَرْقَى وَمَا أَكَلُوا
شيئاً ..كما أكلُوا الإنسانَ أو شَرِبُوا

ماذا جرى يا أبا تمام تسألني
عفوا سأروي ولا تسأل عن السبب

يَدْمى السؤالُ حياءً حينَ تسألهُ:
كيف احتفت بالعِدا(حيفا) أو(النَّقبُ)

مَنْ ذا يُلَبِّي؟ أمَا إصرارُ مُعتصمٍ
كلَّا وأخزى من ( الأفشينِ) ما صَلبوا

اليومَ عادتْ عُلُوجُ ( الرومِ )فاتحةً
وموطنُ العربِ المسلوبُ والسَّلَبُ

ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجالِ ولمْ
نَصْدُقْ…وقدْ صدقَ التنجيمُ والكتبُ

فأطفأتْ شُهُبُ ( الميراج ) أنجمَنَا
وشمْسَنَا… وَتَحَدَّتْ نارَها الخُطَبُ

وقاتلتْ دوننا الأَبواقُ صامدةً
أما الرجالُ فماتوا…ثمَّ أو هربُوا

همْ يَفْرشُونَ لجيشِ الغزوِ أعيُنَهُمْ
وَيدَّعونَ وُثُوباً قبل أن يَثِبُوا

الحاكمونَ و ( واشنطن ) حكومتُهُمْ
واللّامعونَ …وما شَعَّوا و ما غربُوا

القاتِلونَ نبوغَ الشَّعبِ تَرضيةً
للمُعتدينَ وما أجْدَتُهُم القُرَبُ

لهم شُموخُ ( المُثنَّى ) ظاهراً ولَهُمْ
هوَىً إلى ( بابِكَ الخَرْميِّ ) ينتسبُ

ماذا ترى يا ( أبا تمام ) هل كَذَبَتْ
أَحْسَابُنا؟ أو تناسى عرقَه الذهبُ

عروبةُ اليومِ أُخرى لايَنِــــمُّ على
وجودِهَا اسمٌ ولا لونٌ …ولا لقبُ

تسعونَ ألفاً ( لعمُّوريَّةَ ) اتقدُوا
وللمُنَجِّمِ قالُوا : إنّنا الشُهُبُ

قيلَ:انتظارُ قِطافِ الكَرْمِ ما انْتَظروا
نُضْجَ العناقيدِ لكنْ قبلَهَا الْتَهَبُوا

واليومَ تِسعونَ مليوناً وما بَلَغُوا
نُضْجَاً وقدْ عُصِرَ الزيتونُ والعنبُ

تنسى الرؤوسُ العوالي نارَ نَخْوتهِا
إذا امتطاها إلى أسيادِهِ الذَنَبُ

(حبيبُ) وافيتُ من(صنعاء) يحملُني
نسرٌ وخلفَ ضلوعي يلهثُ العربُ

ماذا أحدّث عن صنعاءَ يا أبتي؟
مليحةٌ عاشقاها السِّلُّ و الجربُ

ماتتْ بصندوقِ ( وضاحٍ ) بلا ثمنٍ
ولم يمتْ في حشاها العشقُ والطربُ

كانت تراقبُ صبحَ البعثِ فانبْعَثتْ
في الحلمِ ثمّ ارتمتْ تغفو وترتقبُ

لكنها رغمَ بخلِ الغيثِ ما برحتْ
حبُلْى وفي بطنهِا (قَحطان) أو (كَرِبُ)

وفي أسى مقلتيها يغتلي ( يمَنٌ )
ثانٍ كحلمِ الصِبا ، ينأى ويقتربُ

(حبيبُ) تسأل عن حالي وكيف أنا؟
شبَّابةٌ في شفاهِ الرِّيحِ تنتحبُ

كانت بلادُكَ (رَحْلاً) ضَهْرَ (ناجيةٍ)
أما بلادي فلا ضَهْرٌ ولا غَبَبُ

أرعيتَ كُلَّ جديبٍ لحْمَ راحلةٍ
كانت رعتْهُ وماءُ الرَّوضِ ينسكبُ

ورُحتَ من سَفَرٍ مُضْنٍ إلى سفرٍ
أضنى؛ لأنَّ طريقَ الرَّاحةِ التَّعبُ

لكنْ أنا راحلٌ في غيرِ ما سَفَرٍ
رَحْلِي دَمِي وطَرِيقي الجمرُ والحطبُ

إذا امتطيتَ ركاباً للنوى فأنا
في داخلي أمتطي ناري وأغتربُ

قبري ومأساةُ ميلادي على كتفي
وحوليَ العدَمُ المنفوخُ والصًّخَبُ

(حبيبُ) هذا صداكَ اليومَ أُنشِدُهُ
لكن لماذا تَرى وَجْهي وتكتئبُ؟

ماذا؟ أتعجبُ من شَيبي على صِغَري؟
إنِّي ولِدتُ عجوزاً؛ كيف تعتجبُ؟

واليومَ أذوي وطيشُ الفَنِّ يَعزفُني
والأربعونَ على خدَّيَّ تلتهبُ

كذا إذا ابْيَضَّ إيناعُ الحياةِ على
وجهِ الأديبِ أضاءَ الفكرُ والأدبُ

وأنتَ من شِبتَ قبلَ الأربعين على
نارِ (الحماسةِ) تجلوها وتنتخبُ

وتجتدي كلَّ لصٍّ مُترفٍ هِبةً
وأنتَ تُعطيهِ شِعراً فوق ما يهَبُ
شرَّقْتَ غرَّبْتَ من (والٍ) إلى (ملكٍ)
يَحُثُّكَ الفقرُ أو يقتادك الطَّلبُ

طوَّفتَ حتى وصلتَ (الموصلَ) انطفأتْ
فيك الأماني ولم يشبعْ لها أربُ

لكنَّ موتَ المجيدِ الفَذِّ يبدأهُ
ولادةٌ من صِباها ترضعُ الحِقَبُ

(حبيبُ) ما زال في عينيك أسئلةً
تبدو … وتنسى حكاياها فتنتقبُ

وما تزالُ بحلقي ألفُ مُبكيةٍ
من رهبةِ البَوحِ تستحيي وتضطربُ

يكفيكَ أنَّ عِدانا أهدروا دَمنا
ونحنُ من دِمنا نحسو ونحتلبُ

سحائبُ الغزوِ تَشوينا وتحجبُنا
يوماً ستحبَلُ من إرعادنا السُّحُبُ

ألا ترى يا ( أبا تمَّام ) بارِقَنا
(إنّ السَّماءَ تُرَجَّى حينَ تحتجِبُ )








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اليمن, اليوم..., الكثير, تمام, شاغر, وعروبة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc