منذُ سنواتٍ قدْ خلتْ ، زارنا الوالي ، فهرع إلى ضيافتِه الأهالي ، الغنيُّ والفقير ،الكبير و الصّغير ، الرّخيصُ والغالي .
حينها قُلْتُ لحالي : مالِي أراني مُحايداً ، لا مرْؤوسًا ولا قائدًا ، ثُمّ ما يُدريكَ ، لعلّ هذه الزّيارة ستعودُ بالفائدَة ، على
مدينتِي فتُصبح رائدة...
وقامَتِ الدّنُيا ولمْ تقْعُدْ ، ولمْ يجدْ لها المسكينُ مقعد ، فصُفِّفَتِ الأعلام، وشُدّتِ الأقدام ، وشُحِذتِ الأقلام ، وقُطِعتِ الأرْحام ، وكثُرَ الكلام ،
وساد الوئام ، واُطلِقتِ الأزلام ،وكبُرتِ الأحلام ، وفُرشتِ الأرْضُ فرْشا ، ورشّتِ الحدائقُ رشّا ، وهشّتِ الدّوابُ هشّا ، وعُبّدتِ
الطّرقات ، وصُبِغتِ الجُدران و الواجهات ، ثمّ هدأتِ الأوضاعُ واشتدّ الصّراعُ ، والْتمّ الأتباعُ ، وتباينتِ الأطماعُ...
وبعدَذاك صُفّتِ الموائدُ ، وتنوّعتِ الأطباقُ و الشّواهدُ، وارتفعتِ الأبواقُ وزاد الخناقُ ...
وماهي إلاّ ساعة زمن ، حتّى انتهتْ الزّيارة وقفلَ الوالي راجعًا إلى دارَه، وخرجَ الأهالي خالين الوفاض ، وأمستْ
مشاريعهم مجرّد أنقاض ...
وذُكِرَ ممّا ذُكر ، أنّ الأهالي نَحَروا لهذه الزّيارة أربعة عَشَر خروفًا وخروفة منْ ذواتِ الأرْجُلِ المكْتوفَة ، وهو رقمُ الولاية
طبعَا ، حينها قُلْتُ :الحمدُ للّه أنّ هذه المأدُبة لمْ تُقَمْ بولاية غيليزان ، وإلاّ نجمَتْ عنها أزمةٌ خانِقةٌ في الخرفان ، أو بولاية
أدرار بِجاهِ النّبيّ المُختار...
بقلم غروب يوم : 08/09/2011م
السّاعة / 22:22