من أشراط الساعة كثرة الفتن (عبد القادر أبو يونس) خطبة الجمعة

[issac noway]

أما بعد فيا أيها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى واستعدوا للقاء


ربكم قبل أن يفاجئكم الموت فإنكم لم تخلقوا عبثا ولم تتركوا سدي


والله تبارك وتعالى "خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن

عملا"ولقد حذر ربنا عباده أن تفجأهم الساعة وجعل لها من

الأشراط الدالة على قربها ليتذكر المؤمن أن كل آت قريب ومهما

عمّر المؤمن فلا بد ولا شك أن يصير إلى المصير المحتوم "ولكل


أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون"ولقد

مرت معنا في جمعتنا الماضية سبعة أشراط من أشراط الساعة،

من بعثة النبي صلى الله عليه وسلمووفاته وانشقاق القمر وفتح بيت


المقدس وطاعون عمواس وظهور الدجالين الكذابين واستفاضة


المال، ولقد أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أن من أشراط الساعة

ظهور الفتن وما أدراكم ما الفتن، الفتن تطلق على كل مكروه

وبالفتن يلتبس الحق بالباطل ويزلزل الإيمان ويصبح الرجل مؤمنا

ويمسي كافرا، "والفتنة أكبر من القتل" "والفتنة أشد من القتل"،

بالفتن ياعباد الله تتغير الأحوال وتنقلب الموازين وبعد كل فتنة

فرقة والعياذ بالله، ولا تزال الفتن تظهر في الناس إلى قيام

الساعة، لقد حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم من الفتن بل أخبرنا

أن بين يدي الساعة تتوالى الفتن والمحن كقطع الليل المظلم، روى

الإمام أبو


داوود عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي فكسروا قِسِّيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا بسيوفكم الحجارة فإن دُخل على أحدكم فليكن كخير ابني آدم". عباد الله وإذا توالت الفتن على العباد كان الأمر بلزوم العبادة أعظم وأشد، روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا" قال الإمام النووي رحمه الله:"وهذا لعظم الفتن يتقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الإنقلاب" ولقد كان من رحمته صلى الله عليه وسلم ـ وهو الرحمة المهداةـ بيان الفتن التي ينكرها العباد حتى يظن الظان منهم في آخر الزمان أنه كلما جاءت فتنة هلك ومات، روى الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور

تنكرونها وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر"والشيطان راصد للإنسان في كل سبيل لإفساد دينه بالفتن، قال النبي صلى الله عليه وسلم"إن عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة" رواه مسلم، ولهذا فمن دعاء

الصالحين "ربنا لا تزغ قلوبنا بهد إذ هديتنا"قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، فقالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن"رواه مسلم وروى أبو داوود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:"بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة فقال: إذا رأيتم الناس قد مَرِجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا وشبّك بين أصابعه، قال: فقمت إليه فقلت كيف أفعل عند ذلك جعلني الله تبارك وتعالى فداك قال: إلزم بيتك وابك على نفسك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع أمر العامة". والمؤمن السعيد كل السعادة

الذي يُجنّب الفتن، روى الإمام أبو داوود عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال:أيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن السعيد لمن جُنّب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جُنّب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواها" عباد الله هذه بعض الأخبار والتحذيرات من الفتن وقانا الله شر الفتن ما ظهر منها وما بطن الخطبة الثانية لقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن بعض الفتن وعن مكان ظهورها وعن أصحابها وعن وقت وقوعها وهذه بعضها: فمن ذلك: أن الفتن تظهر من المشرق حيث يطلع قرن الشيطان، أخرج الشيخان عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبلا المشرق يقول: "ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان"وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "دعا النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وبارك لنا في شامنا ويمننا، فقال رجل من القوم : يانبي الله وفي عراقنا قال: إن بها قرن الشيطان، وتهيج الفتن وإن الجفاء بالمشرق" قال ابن حجر: "وأول الفتن كان منبعها من قبل المشرق فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة" وهذا أمر يا عباد الله مشاهد ومعروف فمن العراق ظهر الخوارج والشيعة الروافض

وغيرهم من الفرق الهدامة وأيضا فإن ظهور التتار في القرن السابع للهجري كان من المشرق وقد حدث على أيديهم من الدمار والقتل والشر العظيم ما هو مدون في كتب التاريخ وسيكون ظهور الدجال ويأجوج ومأجوج من جهة المشرق ـ نعوذ بالله من الفتن ـ ولقد كان من الفتن العظيمة في عهد الصحابة رضي الله عنهم بعد مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلكم الباب الذي كان مغلقا دون الفتن فلما قتل ظهرت الفتن العظيمة وهاهو صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة رضي الله عنه يخبرنا بذلك بحديث صريح صحيح، روى البخاري ومسلم عن حذيفة رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أيكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة فقالحذيفةأنا أحفظ كما قال، قال هات إنك



لجريء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها



الصلاةوالصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ليست هذه ولكن التي تموج كموج البحر



قال يا أمير المؤمنين لا بأس عليك منها إن بينك وبينها بابا مغلقا قال يفتح الباب أو يكسر قال لا



بل يكسر قال ذاك أحرى أن لا يغلق قلنا علمعمرالباب قال نعم كما أن دون غد t
وأمرنامسروقا فسأله فقال من الباب قال عمر" وكان ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فقد قتل عمر بن الخطاب وكُسر الباب وظهرت الفتن ووقع البلاء وقتل عثمان رضي الله عنه وهي أول فتنة وقعت وبمقتل عثمان رضي الله عنه انقسم المسلمون ودارت المعارك الطاحنة وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيقع فإنه أشرف على أطم من آطام المدينة (أي بناء مرتفع) فقال "هل ترون ما أرى قالوا لا قال فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر (أي تعم الناس وتكثر)"رواه مسلم. ووقع بعد موته صلى الله عليه وسلم فتن كما أخبر عن موقعة الجمل وموقعة الحرة وموقعة الصفين وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان من قوله: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان فيكون بينهما


مقتلة عظيمة دعواهما واحدة"، وقد وقعت في ذي الحجة سنة ست وثلاثين من الهجرة وكان بين



الفريقين أكثر من سبعين زحفا قتل نحو سبعين ألفا من الفريقين، أفاده الحافظ بن حجر. وهاتان



الفئتان دعواهما واحدة وكل منهما مجتهد ومصيب ومجتهد ومخطئ رضي الله عن الصحابة



أجمعين. عباد الله الكلام عن الفتن ورؤوسها يتطلب منا وقتا أكثر من الكلام عن الخوارج وغيرهم،





هذا موضوع جمعتنا القادمة بحول الله.

[يونس أبو يونس]

( الم ( 1 ) أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ( 2 ) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ( 3 ) أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ( 4 ) )

( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين )

( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب )

إذا كان أحدهم يضن أن ما نمر به اليوم في عصرنا فتن شديدة فليفكر مرة أخرى,,, فلم ترو شيئا بعد,,,

[يونس أبو يونس]

أحيانا المجنون الذي يضن أن الجن يمشون معه في الطريق بصورة بشر هو الذي يفلح,,
أحيانا,,

وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)