من المواقف التي ما زال التاريخ ينحني لها اجلالا...

[tab51]

...من المواقف التي ما زال ينحني لها التاريخ اجلالا و تعظيما .......
.
بسم الله الرحمن الرحيم .
انهم بشر صدقوا ما عاهدوا الله عليه ! صنعوا الواقع المثالي و المثال الواقعي !!!...كانوا مصاحيف تمشي على الارض رغم بشريتهم !...لم يتخرجوا عن ايادي الغرب و لا الشرق ...تخرجوا من مدرسة محمد صل الله عليه و سلم فصنعوا العجائب و نشروا الفضيلة و القيم الربانية في اي مصر من الامصار وصلت اليها دعوتهم !!!!
وصلوا الى القمم السامقة, لم تصلها اي امة في القديم و لا في الحديث .و شهد لهم ربهم بالخيرية هذه حيث قال :"كنتم خير أمة أخرجت للناس ."!!...لم يكونوا قد قراوا لا الفلسفات اليونانية و غير اليونانية و لا "الديمقراطية "الغربية و لا و لا ......لكنهم تلقوا من كتاب الله و عن رسول الله صل الله عليه و سلم ! انهم صحابة رسول الله رضي الله عنهم اجمعين..
و من المواقف التي يقف التاريخ امامها منحنيا اجلالا و تعظيما تلك الوقفة التي قام فيها عمر بن الخطاب يخطب الناس فيقول :"أيها الناس,اسمعواو أطيعوا,فقام له سلمان الفاترسي رضي الله عنه يقول:لا سمع لك و لا طاعة لك اليوم علينا !فلا يغضب عمر,و لا يأمر بحبسه ,ولا جلده (كما يفعل اليوم في كل مكان ),انما يسأله :ولمه؟ فيقول سلمان :تبين لنا من اين لك هذا البردالذي ائتزرت به و انت رجل طوال لا يكفيك برد واحد كما نال بقية المسلمين !!.فينادي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولده عبد الله بن عمر فيقول له:نشدتك بالله !هذا البردالذي ائتزرت به أهو برك ؟؟؟ فيقول عبد الله :نعم ! هو بردي اعطيته أمير المؤمنين لانه رجل طوال لا يكفيه برد واحد كما نال بقية المسلمين!!!!! .فيقول سلمان :الآن امر ! نسمع و نطع !!!!
هذه هي اعظم القواعد السياسية التي يقوم عليها الحكم العادل :رقابة المحكوم للحاكم ! و رضا الحاكم بمحاسبة الامة له !
لكن اين نحن من هذا اليوم !اصبحنا غثاء كغثاء السيل نقلد هذا و ذاك و ذلك فتهنا !كم نحن بحاجة الى اناس يرجعون هذه الامة الى "خير أمة أخرجت للناس" المليئة بامثال هذه المواقف المثالية و التي تقشعر لها الجلود !!!