انفق ينفق الله عليك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

انفق ينفق الله عليك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-01-05, 16:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو عبد الجبار
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










M001 انفق ينفق الله عليك

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد: فإنه من أجل فضائل الأعمال التي يحبها الله جل وعلا، ويعظم لأهلها الأجر والثواب، ويضاعفه بغير حساب: الجود والصدقة والإحسان.
فلقد ورد في كتاب الله وسنة نبيه  نصوص عديدة تحث على الإنفاق في سبيل الله، وتحرض المسلم على هذه الشعبة الطيبة، والتي تعد من أجَلِّ شعب الإيمان، وإن الواقف على ما دلت عليه تلك النصوص من ثمرات الصدقة والإنفاق في سبيل الله، لتعلو همته علوًا يسمو به عن الشح والبخل والإمساك خشبة الإملاق!
فما هي ثمار الصدقة والإنفاق في سبيل الله؟
أنفق.. تفتح لك أبواب الرزق!
أخي المسلم: اعلم أن المال إذا أنفق في أي شيء نقص إلا في وجوه البر والإحسان فإنه يزداد ويبارك فيه بركة عظيمة! وهذا لعمر الله من عظيم رحمة الله بالخلق.. ومن عجيب أحوال هذه الدنيا وهذه الحياة!
فالله جل وعلا هو واهب المال.. وهو الذي استخلف فيه عباده كما قال تعالى: وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ [النور: 33]!
والله جل وعلا هو من أمر عباده بالإنفاق، وحثهم على الصدقة والإحسان، كما قال تعالى: وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ [الحديد: 7]، وقال سبحانه في مدح عباده المؤمنين: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [السجدة: 16]، وكذلك: وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ [المؤمنون: 4].
والله جل وعلا هو من وعد المنفقين المحسنين الباذلين للمال بالزيادة والبركة والخلف الجزيل، كما قال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ: 39].
أخي المسلم: وإذن فلا دافع يمكن أن يدفع المؤمن للإنفاق في سبيل الله غير الإيمان الصادق الذي من لوازمه الاطمئنان إلى وعد الله سبحانه، حيث وعد المؤمنين بأن نفقاتهم وبذلهم هو باب بركتهم وبركة أموالهم: إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [التوبة: 12].
وإذا تتبعت أخي النصوص الدالة على أن النفقة في سبيل الله من أسباب بركة المال وزيادته وجدت منها الكثير، وهي نصوص جاءت على أقسام:
* فقسم منها جاء ينفي النقص عن مال المنفق، ومنها قوله : «ما نقص مال من صدقة».
* وقسم جاء بإثبات العوض والخلف من الله، ومنها قوله تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ: 39].
* وقسم جاء لإثبات أن الصدقة والإنفاق من أسباب الرزق وأبوابه كقوله تعالى في الحديث القدسي: «ابغوني في ضعفائكم، فإنما ترزقون وتنصرون بضعافكم» [رواه أبو داود].
* وقسم جاء لإثبات أن الصدقة سياج للنعمة وحفظ لها، فإذا زالت زال معها الرزق لأنه ما قام إلا على أساسها، وما نزل إلا من بابها، ولا فتح إلا بمفاتيحها ومن ذلك قوله  : «إن لله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم» [رواه ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني].
أخي الكريم: فإياك أن تظن أن الصدقة والإنفاق منقصة لمالك، بل هي ما يربيه ويحفظه، ويكثره ويحرسه، وتأمل في هذه العظة النبوية التي تجسد هذه العقيدة تجسيدا بليغا مؤثرا، قال رسول : «ما نقص مال من صدقة».
أنفق.. يحفظك الله من الآفات
أخي المسلم: إن الإنفاق شأنه عجيب في حفظك من الآفات والهلكات، وهذا الأمر قد دلت عليه النصوص الصريحة، كما دلت عليه وقائع الأيام، ودونت فيه قصص، وقيلت في شأنه الحكم.
قال : «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر» [رواه الطبراني وحسنه الألباني].
يقول ابن القيم رحمه الله في تقرير دفع النفقة للبلاء: (هذا أيضا من الكلام الذي برهانه وجوده، ودليله وقوعه، فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء! ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خواصهم وعامتهم وأهل الأرض كلهم مقرون به، لأنهم جربوه) [الوابل الصيب ص64].
ومن البلاء الذي تدفعه الصدقة والإنفاق في سبيل الله، بلاء الفقر، فهو من جنس البلاء كما قال تعالى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ.
وكما قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، فإذا علمت أن الفقر من أنواع البلاء فتذكر أن ما يدفع هذا البلاء هو الإنفاق والإحسان وصناعة المعروف، وهو ما يؤكد أن الإحسان من أسباب زيادة المال لا من أسباب نقصانه.
ومن لطائف ما يذكر في هذا الباب، أن دعاء الملائكة مستجاب، وقد صح في السنة أن لله ملائكة تدعو للمنفقين بالخلف، وعلى الممسكين بالتلف كل صباح.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا» [رواه البخاري].
فالإنفاق في سبيل الله بمثابة التأمين على الأموال من التلف والضياع.. ثم إن المنفق موعود بالخلف والعوض من الله جل وعلا.
أنفق.. فالنفقة تدفع العقوبات
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «صدقة السر تطفئ غضب الرب» [رواه البخاري]، فللصدقة شأن عجيب في دفع العذاب النازل، وصرفه عن المحسن الباذل! وكأنما أعتق المؤمن نفسه من ذلك العذاب بالنفقة فهي بمثابة الحصن له من الآفات والعقوبات التي توجبها الذنوب.
أنفق.. فالصدقة تشرح الصدر
أخي المسلم: اعلم أن الصدقة تشرح الصدر، وتبهج النفس. قال ابن القيم رحمه الله: (والمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح صدره، فهو بمنزلة اتساع الجبة عليه، فكلما تصدق اتسع وانفسح، وانشرح وقوي فرحه وعظم سروره، ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبد حقيقا بالاستكثار منها والمبادرة إليها) [الوابل الصيب: 63].
والسر في كون الصدقة من أسباب انشراح الصدر أن المتصدق قد أدخل بصدقته السرور على المحتاج، فجزاه الله وأثابه من جنس عمله، فشرح صدره، وأسعده وأفرحه. وفي الحديث قال رسول الله : «أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن، كسوت عورته أو أشبعت جوعته، أو قضيت حاجته» [رواه الطبراني].

أنفق.. فمالك ما قدمت!
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله! ما منا أحد إلا ماله أحب إليه. قال: «فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر» [رواه البخاري].
أخي المسلم: تيقن تمام اليقين أن مالك هو ما قدمت.. وأنفقت في سبيل الله.. ووجوه الخير.. فهو ظلك يوم القيامة تستظل به من حر يوم الدين حتى يقضي بين الناس.. وهو برهانك يوم الحساب.. يثقل به ميزانك وترفع به درجاتك.. وتكفر به سيئاتك.. وتجده أضعافا مضاعفة كما قال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261].
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل للنبي ، يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟ قال : «أن تصدق وأنت صحيح حريص، تأمل الغنى، وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان» [رواه البخاري].
وتذكر –أخي المسلم- أن الصدقة الجارية مما ينفع المؤمن بعد موته، فهي من أفضل الأعمال وأجلها، وأنفعها لدينك وآخرتك، وحاجة الإنسان في قبره إلى الحسنات والثواب حاصلة لا محال، والموفق من ينتبه لذلك.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [رواه ابن ماجة].
وعنه أيضا قال: قال رسول الله : «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته، بعد موته، علمًا نشره، أو ولدًا صالحا تركه، أو مصحفا ورَّثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته» [رواه ابن ماجة وهو في صحيح ابن ماجة، رقم: 198].
أخي المسلم: وإذا كان للصدقة والإحسان تلك الثمرات الحسان، فإن للشح والبخل آثارا وخيمة على صاحبه، فالشح من أسباب الهلاك والتعاسة، تضيق به الأرزاق، وتتحرج به الصدور، ويظل صاحبه أسير وزره، في الدنيا والآخرة، قال تعالى: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: 9].
وقال النبي : «اتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالفجور ففجروا» [رواه أبو داود].
وقال النبي : «لا يجتمع الشح والإيمان في قلب مؤمن» [رواه أحمد].
إذا كنت في الدنيا عن الخير عاجزا

فما أنت في يوم القيامة صانعُ

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه...» [رواه مسلم].
وكما قيل:
يا جامعاً مانعاً والدهر يرمقه

مفكراً أي باب منه يغلقهُ

جمعت مالاً ففكر هل جمعت له

يا جامع المال أياماً تفرقه

المال عندك مخزون لوارثه

ما المال مالك إلا يوم تنفقه

إن القناعة من يحْلُلْ بساحتها

لم يلق في ظلها هم يورقه

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-01-06, 07:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد بنايلي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد بنايلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, اوفق, يوفق, عليك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc