السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
كما العادة ونحن في الحلقة الثانية مع بانشوا.....بعد عون من الله وفضل...والتي أرجوا ان اكون قد وفقت في سرد أحداثها المتواضعة...
في صبيحة سبت شتوي شديد البرودة......وسماءٍ سوداءَ قد غلفتها الغيوم...وضباب كثيف غطّاه....نهض بانشوا وعلامات العبوس بادية على وجهه الكئيب....وراح متجها إلى المطبخ في خطوات واسعة وجلس على طاولة الاكل مشاركاً زوجته ماريا فطور الصباح...وكانت ماريا إمرأة جميلة الوجه ، معتدلة الجثة....إلّا أنها كثيرة الحقد سريعة الغضب...وعلامات التكبر ترصّع وجهها المشؤوم....في ذالك الصباح قال السيد بانشوا لزوجته الحقودة في كلمات قد قتلها الحزن والأسى...: اليوم سآخذ أبي عبد الرحمان إلى بته الجديد مادام في ذالك راحتك وسعادتك....ردت ماريا قائلة وكانت إبتسامة عريضة تحدّ وجهها ..: إذاً أتى اليوم المنتظر...(طبعاً ماريا كانت تحقد على والد بانشوا حقداً قاتلاً..وتحسده حسداً حارقاً....فكانت غير راضية بمكوثه بينهم)....وما إن لبثا حتى عمّ المكان صوت رهيب...وقام بانشوا إلى غرفة والده فدخل عليه وجلس بالقرب منه ....وكان عبد الرحمان شيخاً قد بلغ من الكبر عتيا.....حيث كان في الرابعة والثمانينَ من العمر....وكان ضيف الجسد...معطوف الظهر....لايقدر على الخطو وحده سوى عشر خطوات على الأكثر....وكان يرتدي عباءة بيضاء....وعمامة صفراء...وفي يده اليمنى تسبيحة سوداء اللون...باهية المنظر....فقال عبد الرحمان لولده المزعوم :أنا جاهز ياولدي....فهلّا ذهبنا....فصدم بانشوا من عبارات والد متماسك متوازن....عبارات يحملها الرضا بقضاء لا مفر منه.....وقلب حزين متفطر من الداخل....كان كل همّه إسعاد ولد ضائع بين طيات الزمان.....(باختصار وبدون أن أطيل عليكم من تخراف ممل أظن انه شوه الصفحة)....أخذ بانشوا والده المسكين إلى دار المسنين..،...إرضاءاً لرغبات زوجة حقودة حسودة...