أعلنت جامعة أدرار في خضم الأسبوع الماضي قائمة الناجحين في مسابقات الماجيستير (16/10/2011) في 6 تخصصات. و الجديد هذه السنة مركزية تنظيم هذه المسابقات من طرف السيد مدير الجامعة. فنسخ الأسئلة، و وضع الأرقام السرية و تصحيح الأوراق، كله تم على مستوى مديرية الجامعة و تحت إشراف المدير شخصيا. هذه المركزية انتقدها بعض الأساتذة (بعضهم و ليس كلهم) و فضلوا الأسلوب القديم أين كانت الحراسة و التصحيح تتم على مستوى كل قسم في الكلية، و اعترفوا بسهولة العمل آنذاك، و صعوبته هذه السنة. غير أن السيد مدير الجامعة فضل متابعة العمل ميدانيا على مستواه في مكتبه لأنه و كما يبدو لا يثق في عمداء الكليات و رؤساء الأقسام من ناحية الأمانة في طبع الأسئلة وتصحيح الأوراق. لكن ما أثار استياء بعض الأساتذة هو توبيخ السيد مدير الجامعة لأحد أساتذة التعليم العالي المختصين في الأدب القادم من الجزائر العاصمة من أجل تصحيح الامتحانات. هذا الأستاذ الفاضل طلب مغادرة الجامعة نحو الفندق للاستراحة قليلا، فما كان من المدير إلا أن عنفه بالصراخ متهما إياه بمحاولة "سابوطاج" لعملية التصحيح، الشيء الذي لم يهضمه لا الأستاذ و لا باقي المشرفين على المسابقة. و ليس لنا في هذا المقام إلا أن نقول للسيد المدير "إن لم تستح فافعل ما شئت". ونرجو من أستاذنا الفاضل القادم من الجزائر العاصمة أن يقبل اعتذارنا نيابة عن المدير، لأنه ليس من شيم أدرار أن تهين ضيوفها.
و المثير للانتباه أيضا هو نجاح مجموعة من الطلبة ذوي المستوى المحدود، حيث كان معدلهم في سنوات التدرج في الليسانس متوسطا في أحسن الأحوال، و ما يدل على ذلك حصولهم على معدل 09 في مسابقة الماجيستير. طبعا الأمر لا ينطبق على جل الطلبة، خصوصا الأوائل على الدفعات و غيرهم ممن يشهد لهم بالعمل المثابر طيلة سنوات دراستهم. ما أقصده أيضا هو وجود أسماء ناجحين لطلبة من ذوي قرابة بعض الأساتذة . فكيف يمكن أن تمر علينا ببساطة مسألة أن يأتي طلبة (ذوي قربى) من بعيد و لا ينجحون في جامعاتهم التي درسوا فيها، و لا في الجامعات القريبة منها، وينزل عليهم وحي العلم في جامعة أدرار وينجحون في المسابقة؟ و لماذا معامل اللغات الأجنبية في المسابقة مثله مثل مواد التخصص؟ و كلنا نعلم أن طلبة الجنوب يعانون ضعفا في اللغات الأجنبية مقارنة مع طلبة الشمال.
و لسنا هنا نحسد فلانا أو فلانة على نجاحهما في المسابقة، بل ستكون الكارثة أكبر بعد سنتين من التكوين و الحصول على شهادة الماجيستير، أين سيتقدم الجميع لمسابقة التوظيف كأساتذة جامعيين، و صدقوني لن أكون مستغربا أو مندهشا عندما أسمع أن هؤلاء الطلبة محدودي المستوى هم الذين تم اختيارهم للتدريس عوض زملائهم المتفوقين. حينها أرجو أن لا يتفاجأ أحد بأن الأساتذة الجدد لا يختلفون كثيرا عن طلبة الثانوية، لا في الشكل و لا في المضمون.