الحلقة الثانية من سلسلة ** البيوت أسرار ** بقلم أختكم عطر الملكة
في الواقع أن نظرة ** سي لخضر ** للحياة بعين الرجل المجرب المدرك لخفايا الأمور تجعله دائما محل إعجاب و احترام من الآخرين بل أنه كثيرا ما حضر مجالس كبار البلدة لفض بعض النزاعات التي كثيرا ما كانت تثار بسبب أراضي ** العروشية ** بعيدا عن أروقة المحاكم بشكل ودي و مرضي لجميع الأطراف ، حتى أن المتتبع لتلك النزاعات التي يكاد أصحابها يقتلون بعضهم بعض بسبب قطعة أرض كثير ما انتهت نهاية سعيدة يجتمع فيها المتخاصمين على قصعة **كسكس باللحم الغنم** و أباريق من **الشاي بنكهة النعناع الأخضر ** و الكل يفترق راضي أتم الرضا وسط أجواء تغمرها الابتسامة و عبارات التسامح و الإشادة بمواقف الرجل و حكمته و أسلوبه اللبق في إيجاد الحلول الجيدة و الإيجابية .
أما ** ساعد ** وليد ** العم طاهر** فقد كان من أسرة مستورة نسبيا يعمل في أحد محلات التاجر ** عبد الرحمن** منذ حوالي 3 سنوات كان شاب يبدو عليه النشاط و الخفة و حب العمل و لطالما مدحه السيد ** عبد الرحمن ** في مجالس التجار و أعيان المدينة مما أكسبه سمعة و ذكر طيب بين الناس .
و بالرجوع إلى الصيف الماضي أقام السيد ** عبد الرحمن** عرس ابنه البكري و طبعا عائلة ** سي لخضر ** كانت من ضمن المدعوين للعرس و لأن العرس استمر لوقت متأخر من الليل وسط أهازيج ** الغايطة و البندير **
فضلت الحاجة ** سعدية ** المبيت هناك أما **مريم ** فقد كانت تشعر بصداع ربما سببه فوضى العرس جعلها ترغب في مغادرة العرس و لأن البيت قريب فضلت مريم أن تذهب رفقة احد إخوتها سيرا على الأقدام لعلها تستنشق بعض الهواء النقي و تستمتع بشيء من جمال ليالي الصيف المقمرة ، في الواقع لم تكن ليلة عادية في حياة **ساعد** الذي كان جالس هو و مجموعة من الشباب من أهل العريس و أصدقائه يرتشفون الشاي و بعض حبيبات المقروط و البقلاوة سقط كأس الشاي من يده و تبعثرت كلماته و حلت عليه حالة من الارتباك حينما مرت أمامه ** مريم ** و هي ترتدي عباءة خليجية فاخرة بخطوات هادئة يمتزج فيها الدلال بالوقار و الاحتشام أريج عطرها الفاخر الذي كان يداعب نسمات الصيف الشقية جعل الرجل يسكر بغير سكر فلم يعد يعي ما يقال في مجلس الأصدقاء و فجأة انفصل عقله و قلبه عن الواقع و مرت تلك الليلة الغريبة مثل الحلم في حياة ** ساعد ** و بدء إعجابه يكبر مع الأيام و كلما خرجت من بيتها لقضاء بعض حوائجها كانت عيون الشاب تتبعها و في الحقيقة أن نية الشاب كانت تتجه إلى الزواج و تأسيس بيت لكن المشكل الذي كان يؤرقه هو التفكير في الفوارق الاجتماعية و المادية التي كانت تحول بينه و بين مناقشة الأمر حتى مع نفسه و لكنه لم يستطع العيش وسط هذ الصراع النفسي مما جعله يطرح الأمر على بعض الأصدقاء و المقربين و الحق يقال أن الكل شكر له في **سي لخضر** و الكل طمئنه و أكد له انه شخص كريم و لا يهتم كثيرا للفوارق الطبقية .
أما صديقه ** حميد ** فقد نصحه بـ :
**حميد ** :أنصحك بعرض الأمر على الوالد و من ثمة على السيد ** عبد الرحمن**
(( توكل على الله يا رجل خذ السيد الوالد برفقة سي ** عبد الرحمان ** و بعض التجار ))
** ساعد ** : أخشى ما أخشاه أن يقابل طلبي بالرفض و أضع والدي في موقف حرج فأنت تعلم يا صديقي الفوارق بيننا كثيرة
** حميد ** : لالالا اعتقد ذلك حسب ما أعرفه عن الرجل لا إحراج و لا شي و بالنهاية الزواج قسمة و نصيب
فلا تجعل الأفكار السلبية تسيطر على تفكيرك استخر الله في أمورك و توكل على الله
سؤال الحلقة
من وجهة نظرك الخاصة الى اي مدى تؤثر الفوارق الاجتماعية و المادية في نسبة نجاح الزواج ؟؟؟