![]() |
|
قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث .. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
هنا نجمع كل ما يتعلق بشرح حديث الافتراق((..وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة))
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
![]() هنا نجمع ما تيسر من مقالات وكتب وأبحاث ومحاضرات أهل العلم السلفيين الأقحاح في شرح حديث الإفتراق ورد الشبه حوله , فلا تبخلوا علينا بما عندكم بشرط أن يكون وفق منهج أهل السنة والجماعة وليس الحزبيين والمتعالمين أو المبتدعين من أهل الأهواء إنما نقتصر فقط على شروحات أهل العلم السلفيين المعروفين بصحة المعتقد وسلامة المنهج كما قال الإمام ابن سيرين(إن هذا العلم الدين فانظروا عمن تأخذوا دينكم))) . ما هو حديث الإفتراق؟. هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قالوا من هي يار سول اللَّـه ؟ قال : من كان على ما أنا عليه وأصحابي . وفي رواية: الجماعة) . يتبع.....
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() الكتب : حديث افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة للإمام الصنعاني,,تحقيق وتخريج: سعد بن عبد الله بن سعد السعدان https://www.archive.org/download/fira...ak_sanaani.pdf ![]() دفع المراء عن حديث الافتراق للشيخ حمد بن إبراهيم العثمان https://www.4shared.com/document/kA4h...______-__.html ![]() الوفاق في تأويل حديث الإفتراق للشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد حسونة https://www.hssona.com/eg/play.php?catsmktba=199 ![]() بحث علمي حول حديث الافتراق والرد على بعض المتعالمين للدكتور عبد العزيز العتيبي: https://islamancient.com/play.php?catsmktba=1109 ![]() الإسلام على مفترق الطرق للدكتور محمد عمر بازمول: https://islamancient.com/ressources/docs/239.zip ![]() حكم الإنتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية للعلامة بكر أبو زيد رحمه الله https://ia600202.us.archive.org/13/it...2327/22327.pdf ![]() الجماعات الإسلامية للشيخ سليم الهلالي: https://www.archive.org/download/zad41/zad41.pdf ![]() جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات للعلامة ربيع بن هادي المدخلي https://www.rabee.net/show_des.aspx?pid=1&id=17 ![]() أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية للدكتور ربيع بن هادي المدخلي حوار مع سلمان العودة https://www.mahaja.com/library/books/book/230 ![]() بداية الإنحراف ونهايتة للشيخ محمد بن عبد الله الإمام https://sh-emam.net/play-504.html صوتيات متعلقة بشرح حديث الافتراق: شرح حديث الإفتراق للعلامة فلاح إسماعيل مندكار حفظه الله تعالى الجزء الأول ![]() ![]() شرح حديث الافتراق للعلامة فلاح إسماعيل مندكار حفظه الله الجزء الثاني الكلام على الإخوان المسلمين ومنهجهم، شرح حديث افتراق الأمة - الإمام الألباني![]() ![]() حديث افتراق الأمة - الشيخ محمد أمان الجامى ![]() ![]() ![]() ![]() .. فأين تذهبون ؟! للشيخ سعيد رسلان |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم ------------------------------بشرى المشتاق بصحة حديث الافتراق بقلم فضيلة الشيخ: سليم الهلالي. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. أما بعد: فقد وقفت بوساطة بعض أصحابي من طلاب العلم على كلمة حول زيارة سلمان العودة إلى بلاد اليمن السعيد بدعوة من حزب الإصلاح الإخواني وجمعيته. وقد تأملت مجموع كلامه في شتى محاضراته؛ فرأيته كحاطب ليل، يخبط خبط عشواء على طريقة المنهج البنّائي: الذي يحاول إرضاء جميع الأطراف، والعمل تحت جميع الرايات، ويزعم أنه ما أراد إلا إحساناً وتوفيقاً. والشيء من معدنه لا يستغرب؛ فقد نشأ العودة ورفقاؤه (دعاة الصحوة) في محاضن الإخوانية منذ بواكير الصبا، لكن في فترة التسعينات من القرن الماضي لبسوا لبوس الدعوة السلفية مخادعة لدعاتها، واتقاء لبأسها، الذي كشف عوار هذه التنظيمات الحزبية التي ما زادت المسلمين إلا خبالاً، وأوضعت خلالهم الفتنة في العقيدة والمنهج والدعوة والتزكية. وكلامه –ذاك- يحتاجُ الكثيرَ مِن النقد والنظر؛ ولكن لي -هنا- وقفة مع قوله: «إن حديث الفرقة الناجية مختلف في ثبوته، ولا يعد أصلاً من أصول الدين، ولم يحاول أحد من المعتبرين تحديد هذه الفرق فضلاً عن كون الحديث جاء أساساً في سياق التحذير من الاختلافات، في حين يريد البعض أن يجعل منه قاعدة لصناعة الاختلافات ويضع هذا الحديث أصلاً، ويضع نفسه حكماً ويحكم لنفسه بالخيرية والهداية، وعلى غيره بالتكفير والتفسيق والتبديع، وهذا نوع من الكبر والإعجاب بالنفس». ![]() 1- قوله: «إن حديث الفرقة الناجية مختلف في ثبوته». الجواب عليه من وجوه خمسة: ◄أ- المراد بحديث الفرقة الناجية: إخبار الرسول –صلى الله عليه وسلم- في جملة مستفيضة من أحاديثه: أن أهل الكتابين من قبلنا اختلفوا على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وأن هذه الأمة ستختلف اتباعاً لسننهم في الافتراق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. ◄ب- هذا الحديث مستفيض، فقد ورد من حديث أبي هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وأنس بن مالك، وعوف بن مالك الأشجعي، وأبي أمامة الباهلي، وسعد بن أبي وقاص، وعمرو بن عوف المزني، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي الدرداء، وواثلة بن الأسقع -رضي الله عنهم-. ورواية هذا الجمع الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب، ترقى بالحديث إلى حد التواتر، أو ما هو قريب منه. ◄ت- أن كثيراً من هذه الأحاديث أسانيدها نظيفة؛ كحديث أبي هريرة، ومعاوية، وعوف بن مالك، وأبي أمامة وغيرهم. ◄ث- وعلى فرض أن أسانيد هذه الأحاديث في مفرداتها ضعف، فلا يشك من له أدنى خبرة بالصناعة الحديثية أن ضعفها ليس شديداً، وهي بذلك ترتقي إلى درجة الصحة والثبوت، والاحتجاج. ◄ج- أن أئمة الصنعة الحديثية حكموا على حديث الفرقة الناجية بالثبوت ولم يختلفوا في تصحيحه، ودونك سرد بأسمائهم ومواطن قولهم: ◘أولاً: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. قال الترمذي (2640): «حديث حسن صحيح». وقال الحاكم (1/128): «صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي. ◘ثانياً: حديث معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-. قال الحاكم (1/128): «هذه أسانيد تقوم بها الحجة في تصحيح هذا الحديث»، ووافقه الذهبي. قال الحافظ ابن حجر في «تخريج أحاديث الكشاف» (ص 63): «حسن». ◘ثالثاً: قال شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (3/345): «الحديث صحيح مشهور في السنن والمسانيد». ◘رابعاً: قال الشاطبي في «الاعتصام» (2/186): «صح من حديث أبي هريرة». ◘خامساً: قال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (2/482): «كما جاء في الحديث المروي في المسانيد والسنن من طرق يشد بعضها بعضاً: أن اليهود افترقت...» الحديث. وقال (4/574): «كما جاء في الحديث المروي من طرق». ◘سادساً: وممن نص على ثبوته عبد القاهر البغدادي في «الفرق بين الفرق» (ص 7) فقال: «للحديث الوارد على افتراق الأمة أسانيد كثيرة». ◘سابعاً: محدث العصر شيخنا الإمام الألباني في «الصحيحة» (204و205) عقد بحثاً حديثياً نفيساً وفند شبهات المخالفين. كل هؤلاء الأعلام الفحول جزموا بصحة الحديث وثبوته، خلافاً لبعض المعاصرين الذين تكلموا في غير فنهم؛ فأتوا بالعجائب. ◄ويمكن الجزم بتلقي أئمة الحديث لهذا الحديث بالقبول بطريقتين. ◘الأولى: كثرة أصحاب السنن، والمسانيد، والمعاجم، وكتب التراجم، والعقائد الذين رووه دون إنكار لمتنه. ◘الثانية: كثرة الكتب التي صنفت في «الملل والنحل» مثل «الملل والنحل» للشهرستاني، و«الفرق بين الفرق» للبغدادي، و«الفِصَل في الأهواء والملل والنِّحَل» لابن حزم، و«مقالات الإسلاميين» لأبي الحسن الأشعري -وغيرهم-. ![]() 2- قوله: «وهو في حالة ثبوته لا يعد أصلاً من أصول الدين». والجواب عليه من وجوه ثلاثة: ◄أ- أن قوله: (في حالة ثبوته) عبارة سياسية مطاطة؛ ليحفظ على نفسه خط الرجعة عندما يصادم بهذه النقول عن الحشود من أهل العلم الذين صححوا الحديث وثبتوه وتلقوه بالقبول!! ◄ب- أن المناورة السياسية لا تصلح للقضايا العلمية؛ فالعلم فضاح، «ومن تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زورٌ، ومن ادعى ما ليس فيه كشفته شواهد الامتحان». ◄ت: قوله:«لا يعد أصلاً من أصول الدين». ◘أولاً: هذه دعوى عريضة ليس لها حد يميّز الأصل مِن الفرع، وما الفرق بينهما؟!. ◘ثانياً: أن الحديث ورد ناهياً محذراً عن اتباع سنن اليهود والنصارى في الاختلاف والافتراق ... ألا يعد ذلك أصلاً من أصول الدين؟! ... أليس جمع الكلمة وتوحيد الأمة من مقاصد بعث الله-تبارك وتعالى- المرسلين، والله يقول: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}، وقوله: {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون}، ويقول -جل وعلا-: {ولا تكونوا من المشركين من الذي فرقوا -وفي قراءة: فارقوا- دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون}. ◘ثالثاً: إن هذا الحديث يتكلم عن منهج الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، والجماعة المحفوظة التي لا يضرها من كذبها، ولا من خالفها، ولا من خذلها، ولا من ناوأها، وهي أهل السنة والجماعة وأتباع السلف الصالح -بإجماع علماء الإسلام-؛ أليست مسألة المنهج هذه إذن من أصول الدين؟ ◘رابعاً: يشير بقوله هذا إلى بدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب، وهي باطلة وعاطلة؛ كما بسطت ذلك في كتابي «دلائل الصواب في إبطال تقسيم الدين إلى قشر ولباب». ![]() 3- قوله: «ولم يحاول أحد من العلماء المعتبرين تحديد هذه الفرق...». والجواب عليه من وجهين: ◄أ- أن كثيراً من العلماء الذين صنفوا في الفرق والملل والنحل؛ كالشهرستاني، والبغدادي، والأشعري، وابن حزم؛ حدَّدُوا هذه الفرق أصولاً وفروعاً ومذاهب. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في «مجموع الفتاوى» (12/346): «وأما تعيين الفرق فقد صنف الناس فيهم مصنفات، وذكروهم في المقالات...». ◄ب- أن العلماء حددوا أصول الفرق. وأقدم من تكلم في تعيين الفرق الضالة وتقسيمها يوسف بن أسباط، ثم عبد الله بن المبارك؛ كما نص على ذلك شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوى» (3/350)، فقد ذهبا إلى أن أصول البدع أربعة: الروافض، والخوارج، والقدرية، والمرجئة. روى ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (1/377) عن يوسف بن أسباط؛ قال: أصل البدع أربعة: الروافض، والخوارج، والقدرية، والمرجئة، ثم تشعبت كل فرقة ثماني عشرة طائفة فتلك اثنتان وسبعون فرقة، والثالثة والسبعون: الجماعة، التي قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «إنها الناجية». وروى -أيضًا- في الكتاب نفسه (1/379) عن ابن المبارك أنه سئل: على كم افترقت هذه الأمة؟ فقال الأصل أربع فرق: هم الشيعة، والحرورية، والقدرية ، والمرجئة، فاقترفت الشيعة على اثنتين وعشرين فرقة، وافترقت الحرورية على إحدى وعشرين فرقة، وافترقت القدرية على ست عشرة فرقة، وافترقت المرجئة على ثلاث عشرة فرقة، فقال السائل: لم أسمعك تذكر الجهمية؟! قال: إنما سألتني عن فرق المسلمين». وقد ذهب إلى هذا التقسيم البربهاري في «شرح السنة» (ص 46)، والطرطوشي في «البدع والحوادث» (ص 97). وذهب ابن الجوزي في «تلبيس إبليس» (ص 25) إلى أن أصول فرق أهل البدع ستة، وهي: الحرورية، والقدرية، والجهمية، والمرجئة، والرافضة، والجبرية، وقد انقسمت كل فرقة منها إلى اثنتي عشرة فرقة؛ فصارت اثنتين وسبعين فرقة». وكذلك يميل الشاطبي في «الاعتصام» (2/206) إلى تقسيم أصول الفرق إلى سبعة: المعتزلة، والشيعة، والخوارج، والمرجئة، والبخارية، والجبرية، والمشبهة» وانتصر لهذا القول السفاريني في «لوامع الأنوار البهية» (1/92). ◄والذي يهمني تقريره في هذه المسألة –ثمّةَ-: 1- أن العلماء متفقون على وجود فرق الأمة التي أخبر عنها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وهذا تصحيح صريح لحديث الافتراق. 2- أن اختلافهم في تعيين أصول فرق البدع ليس لاختلافهم في ثبوت الحديث، وإنما لاختلافهم في بعض هذه الفرق هل هي من الإسلام أم لا؟ كاختلافهم في الجهمية، فتدبر هذا المقام، ولا تكن ممن ضلت به الأفهام. ![]() 4- قوله: «فضلاً عن كون الحديث جاء أساساً في سياق التحذير من الاختلافات». والجواب عليه من وجهين: ◄أ- إذا كان الحديث كما وصفت وهو كذلك؛ فإن كثيرًا من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، تحذر من الاختلافات؛ فهي على ذلك –بعمومها- شواهد قوية، وأدلة جلية، على صحة حديث الفرقة الناجية متناً. ◄ب- الحديث الذي يحذر من الخلافات يجب أن يشاع بين الناس، ويذاع في مجالسهم، لا أن يشكك فيه، وإلا نكون داعين إلى خلاف مقصوده من: إقرار الخلاف والدعوة إلى قبول الاختلاف، ورب العزة يقول: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم} فأهل الرحمة لا يختلفون ولا يقرون الاختلاف، ولا يروِّجون للخلاف، بل الذي يفعل ذلك هم أهل العذاب -والعياذ بالله-. ![]() 5- قوله: «في حين يريد البعض أن يجعل منه قاعدة لصناعة الاختلافات». والجواب عليه من وجوه ثلاثة: ◄أ- أن هذا التعميم جزاف، وبيع غرر في سوق غير قائمة، وإن كانت موجودة فهي كاسدة! ◄ب- أن الذي يصنع الخلافات هم الذين فارقوا الفرقة الناجية، ورضوا بالمناهج المبتدعة؛ لقصر سبلها، وسرعة جنايتها؛ لكنها نعمت المرضعة وبئست الفاطمة. ◄ت- أن الخلاف والاختلاف قدر كوني، لكننا أمرنا باجتثاثه بسنن الله الشرعية: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}. ![]() 6- قوله: «ويضع هذا الحديث أصلاً...». والجواب عليه من وجهين: ◄أ- أن الحديث أصل في المنهج السني، والمعتقد السلفي، الذي لا يزيغ عنه إلا هالك، ولا يتنكبه إلا ضال. ◄ب- إن اهتمام العلماء قديماً وحديثاً في تخريجه، وتصحيحه، والذب عنه، وتعيين مراد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فيه، يعد أصلاً أصيلاً لن نبتغي عنه تحويلاً، أو نريد سواه بديلاً. ![]() 7- قوله: «ويضع نفسه حكماً، ويحكم لنفسه بالخيرية والهداية». والجواب من وجهين: ◄أ- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- هو الذي جعله حكماً على ضلال الفرق ومعياراً لمنهج الفرقة الناجية. ◄ب- أن الخيرية والهداية فيما كان عليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؛ كما في حديث خيريّة القرون –المتواتر-: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم...»، وحديث الفرقة الناجية يتفق معه حذو القذة بالقذة. ![]() 8- قوله: «وعلى غيره بالتكفير والتفسيق والتبديع». والجواب عليه من وجوه ثلاثة: ◄أ- كون هذه الفرق من الأمة الإسلامية؛ كما في قوله –صلى الله عليه وسلم-: «وتفترق أمتي ...» فهذا صريح أن هذه الفرق من المسلمين، والمسلم لا يُكَفَّرُ ولا يُفَسَّقُ ولا يُبَدّعُ إلا بدليل قاطع، ومِن جهة خاصّةِ أهل العلم، وبعد وجود الشروط وانتفاء الموانع... ◄ب- كونها في النار لا يلزم منه الخلود فيها، فهذا الحديث لا يخفى أنه من أحاديث الوعيد، وعقيدة أهل السنة والجماعة فيمن كان كذلك: أنه تحت المشيئة؛ إن شاء الله عفا عنه بفضله، وإن شاء عذبه بعدله. ◄ت- أن دخول الموحدين النار، إنما هو للتطهير من فتنتي الشبهات والشهوات التي اجتالتهم عن البيضاء النقية. ![]() 9- قوله: «وهذا نوع من الكبر والإعجاب بالنفس». قلت: الجواب من وجهين: ◄أ- الكبر بطر الحق وغمط الناس، ومن رد الحديث الثابت المتفق على تلقيه بالقبول بين علماء الأمة، هو الأولى أن ينسب إلى الكبر؛ لأنه رد الحق المبين والهدى المستبين. ◄ب- وأما الإعجاب بالنفس؛ فإنه خليقٌ بمن يرى لنفسه حقاً على غيره دون موجب شرعي، أما الاعتزاز بالإسلام والعض بالنواجذ على المنهج؛ إنما هو من باب قوله تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}. ![]() 10- وأختم حواري العلمي هذا مع (العودة)، (بالعودة) إلى كلامٍ سطرَه بيده، وقاله بملئ فمه، في كتابه «صفة الغرباء» (ص 19 -20) الذي يقرر فيه ثبوت صحة حديث الفرقة الناجية -رواية ودراية- قال: «وقد ورد الحديث الذي يبشر بها عن جمع من الصحابة، وهم: أبو هريرة، ومعاوية، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعوف بن مالك، وأنس بن مالك، وأبو أمامة، وابن مسعود، وجابر بن عبدالله، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الدرداء، وواثلة بن الأسقع، وعمرو بن عوف المزني، وعلي بن أبي طالب، وأبو موسى الأشعري. وفي معظم الأحاديث ذكرت الفرقة الناجية بعد ذكر الاختلاف، وفي بعضها ذكر الاختلاف دون إشارة للفرقة الناجية. وسأسوق هذه الأحاديث كلها مساقاً واحداً، حتى يتبيَّن بوضوح ثبوت الخبر في اختلاف الأمة ثبوتاً لا شك فيه([1])، إذ إن بعض هذه الأحاديث يشهد لبعضها الآخر. ويكفي في ثبوت وجود الفرقة الناجية أن تكون معظم هذه الروايات ذكرتها. ويؤكده تأكيداً لا يقبل الشك(1)، ما سيأتي بعد من ذكر الطائفة المنصورة». أقول: هذا كلام (العودة) –نفسه-؛ وهو يدل على جملة أمور: ◄أ- أن التصحيح والتضعيف عند (سلمان) للأحاديث النبوية: لا يصدر عن إحاطة بعلم الحديث الشريف، والصناعة الحديثية؛ فإن قبِلنا قولَه الأولَ رَدَدْنا الثاني!! وإن كان العكسُ فالعكس!!! وإنما الرجل يتلون بتلون المواقف السياسية التي (قد) يمسي فيها المرء مؤمناً ويصبح كافراً، ويمسي كافراً، ويصبح مؤمناً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل وجاه ذليل. ◄ب- أن هذه الدراسات التي قام عليها العودة وأتباعه من (دعاة الصحوة) استدراج للسلفيين، ليؤمنوا بدعوتهم أول النهار، ويكفروا بها آخره؛ ليصيبوا منهم مقتلاً وتشكيكاً. ت- أن من لم يرسخ في فنه أتى بالعجائب، وحكى الغرائب، وجلب على أمته النوائب والمصائب... وكان منهجه متناقضاً وقوله متعارضاً ... ومن ثمارهم تعرفونهم! ◄وختاماً: أسأل الله الهداية لجميع المخالفين، والثبات لأنصار سنة سيد المرسلين، وأن يجمع كلمة الموحدين على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالحين. وكتبه أبو أسامة سليم بن عيد الهلالي يوم الجمعة الموافق غرة ذي القعدة 1426 هـ في مجلس واحد ما بين العصر والمغرب في عمان البلقاء عاصمة جند الأردن من بلاد الشام المحروسة. (1) سبحان الله! أين ذهب هذا اليقين في الثبوت، حتى آل إلى ما هو أوهى من بيت العنكبوت؟!! اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك، ويا مصرف القلوب صرّف قلبي إلى طاعتك. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() تنبيهات مهمة حول حديث افتراق الأمة - القسم الثاني- لفضيلة الشيخ سليم بن عيد الهلالي عرضت علي تعليقات وتعقبات كثير ممن قرأ ( القسم الأول ) من هذا البحث ( بشرى المشتاق بصحة حديث الافتراق ) فرأيت أن أسجل ملاحظاتي؛ لينتفع المفارق المخالف قبل الموافق المآلف؛ لأن العلم تواصل شريف وبحث وتصنيف: 1- بعضهم -غفر الله له- حاول صرف القراء عن حقيقة المشكلة وهي ( التشكيك ) في صحة حديث من ( أصول السنة ) اتفق المحققون على ثبوته ولم نسمع الطعن فيه أو تضعيفه إلا من دعاة التقريب بين المذاهب ( الإسلامية )، وبخاصة تلك التي ( لا طعم لها ولا لون ولا رائحة ) ؛ فإن العقبة الكؤود في وجههم هو هذا الحديث المستفيض. أقول: حاول صرف القراء بطرق، منها: 1- ادعاؤه أن البحث شتم وسب ونبز وهو يريدون من ذلك: أ- وصف الناقد لكلام العودة بأنه مخالف لأخلاق العلماء فينصرف الناس عن قوله ولو كان حقاً. ب- الطعن في مصداقية الاستقراء العلمي الذي أتينا به جيلاً فجيلاً وكابر عن كابر. فكانت هذه أولى ( غلطاته ) وأعلى ( شطحاته ) وأجلى ( سقطاته ) ... أنه بدأ كلامه بذلك فضاقت عليه المسالك. 2- تهوينه من كلام ( العودة ) وأنه لم يجزم بضعفه، بل لم يرجح ذلك، ولكن ذكر الخلاف فيه. وهذه محاولة يائسة يراد منها: ◄أ- التهوين من شأن الخلاف( ! ) فيميع المنهج القويم، ويضيع الصراط المستقيم: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبييله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}. ◄ب- دعواه أن من لم يجزم بضعف الحديث لا يضعفه، فهذه مصيبة، فإن التشكيك في السنة من سبيل المجرمين. وإن كان الأمر ليس كذلك في الواقع فإما أن يكون العودة في كلامه مثبتاً للحديث أو مضعفاً أو مشككاً. ◘فالأولى: لا يمكن لأحد أن أن يدعها إلا فيما كان عليه سابقاً. ◘وأما الثانية: فهو كذلك. وإن قيل غير ذلك كانت. ◘الثالثة التي هي قاصمة الظهر والعياذ بالله، فإن التشكيك في السنة أخطر ألف مرة من التضعيف. ◄ت- ذكر الخلاف دون ترجيح ليس من طرائق العلماء، فإن العلماء إن لم يتوصلوا إلى حكم مثبت جازم أو راجح أو مرجوح توقف أحدهم وعلق الأخذ به على الصحة فقال: إن صح حديث كذا أخذت به، أو إن صح الحديث فمحمول على كذا وكذا. وشتان بين المنزلتين. 3- دعواه أن سلمان ذكر أن المعتبرين من العلماء لم يشغلوا أنفسهم بتحديد الثلاثة والسبعين فرقة، ولم يقل أن الأئمة لم يتكلموا في الفرق. وهذا قول من لم يقرأ كلام سلمان، فهو لذلك لا يدافع عن حق رآه، وإنما عن شخص أحبه وهواه، ولذلك فليقرأ كلام العودة: «ولم يحاول أحد من العلماء المعتبرين تحديد هذه الفرق...». ◄أ- أليس هذا نفي أن العلماء تكلموا في الفرق أصولاً أو فروعاً. ◄ب- إن كثيراً من العلماء المعتبرين تكلموا في أصول الفرق، وهذا تحديد منهم للثلاث والسبعين، فكلام يوسف بن أسباط، وابن المبارك، والبربهاري، والطرطوشي، وابن الجوزي، والشاطبي، والسفاريني، واضح جلي في تحديد هذا الفرق أصولاً وفروعاً، فإن لم يكن هؤلاء من العلماء المعتبرين والأئمة المبرزين فعلى العلم السلام. ◄ت- أليس من صنف في هذه الفرق وكتب عنها شغل نفسه بتحديد أصولها وفروعها وعددها وإلا فكيف يكتب عن واقع غير معروف و ( الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) . 4- أما دعواه أن الكثيرين يدعون الحرص على السلفية وتنقيتها من الأدعياء... فأقول -وبالله وحده أجول وأصول-: ◄أ- هذا يدل على نقاء الدعوة السلفية وثباتها وانتشارها، وأنها كسفينة نوح من تعلق بها نجا ومن لم يركب معنا فهو من المغرقين. ◄ب- أن السلفية لا تثبت بالدعاوى. فالدعاوى إن لم تقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء. ◄ت- أن السلفي يعرف بعقيدته ومنهجه وثباته وعدم تلونه أو مداهنته لأهل الأهواء والبدع ... ولذلك أقولها -بكل صراحة ووضوح وجلاء-: أين موقع ( سلمان ) و ( دعاة الصحوة ) من هذا كله. ومن أراد معارضتي في ذلك... فأقول له: إنني منذ نحو أكثر من ربع قرن أراقب وأؤرخ وأكتب وأحلل في هذا الميدان وعندي بفضل الله ومنته جميع المنحنيات لـ ( دعاة الصحوة ) و( منظريهم ) والذين أصبحت مجالات الدعوة في نظرهم كـ( المسرح ) و (الشاشة الفضية ) و( الشاشة الكبيرة ) فيقرر الاعتزال اتباعاً لسنن أهل الكتابين وممن قلدهم من الممثلين والممثلات!! وكان ينبغي عليه أن يقرر الاعتدال وليس الاعتزال. نسأل الله لهم الهداية والرجوع إلى السلفية فإن ذلك ما يثلج صدورنا...ولكننا نأبى أن يذر الرماد في عيوننا. وكتبه سليم بن عيد الهلالي عمان - الاردن |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||
|
![]() الرد على من أنكر تفرق المسلمين فرقاً بدعية ورد الأحاديث.. رواية أو دراية. يحاول بعضهم ردّ أحاديث الافتراق لأنه يسير على منهج التجميع والتكتيل لكسب أكثر عدد من الأصوات لتوصلهم إلى منصة الحكم ومقتضى العمل بأحاديث الافتراق تقليل الجماهير لأن من لم يكن من الفرقة الناجية والطائفة المنصورة الوحيدة فإنه مبتدع يعادى , ومؤدى قول هؤلاء إبعاد العقيدة السلفية عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه التي علق الله رضاه عليها و بها تفتح الجنان وتغلق أبواب النيران .نقلا عن كتاب(تأكيد المسلمات السلفية في نقض الفتوى الجماعية بأن الأشاعرة من الفرق المرضية) للشيخ عبد العزيز الريس تقديم(العلماء:النجمي-عبيد الجابري-الفوزان-عبد المحسن العباد البدر). وقد حاول كثيرون ردّ أحاديث الافتراق إما رواية أو دراية كالدكتور طهَ جابر العلواني , والقرضاوي , والسقاف الجهمي الصوفي الأردني وله في ذلك رسالة , و المجلس الأوربّي للبحوثِ والإفتاءِ وليس هذا مستنكراً منهم كثيراً لأنهم لم يعرفوا بعقيدة صحيحة ولم ينشئوا بدولة سلفية وإنما المستنكر للغاية أن يدعو لهذا المبدأ الشيطاني من درس العقيدة السلفية وتربى في دولتها وبأرضها من أمثال المشرف على موقع الإسلام اليوم سلمان العودة[1] -هداه الله- إذ قال في موقعه : اقتباس:
والجواب على ما ذكر سلمان العودة دراية ورواية أما رواية فقد صح معنى حديث الافتراق من غير حديث الافتراق المعروف من ذلك : 1-عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" لن يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون" متفق عليه واللفظ لمسلم . ونحوه في الصحيحين عن معاوية، وفي مسلم عن ثوبان وجابر بن سمرة وجابر بن عبد الله وعقبة بن عامر وسعد بن أبي وقاص نحوه . و هذا الحديث متواتر كماعده متواتراً الإمام ابن تيمية في الاقتضاء (1/69) وجلال الدين السيوطي في كتاب قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة , وهو يفيد معنى افتراق الأمة وأن الذين على الحق طائفة واحدة . 2-وأخرج أحمد(1/435) والنسائي في الكبرى (6/343) بإسناد صحيح عن ابن مسعود قال خط رسول الله خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما ثم خطخطوطا عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )(الأنعام: من الآية153) 3-عن العرباض بن سارية قال: صلى بنا رسول الله ذات يوم ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله: كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي فسير اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ))(2) أخرجه أبو داود واللفظ له والترمذي وصححه وصححه أبو نعيم والبزار وابن عبدالبر (3). قال ابن القيم: وهذا حديث حسن، إسناده لا بأس به. فهذه الأحاديث تدل على ما يدل عليه حديث الافتراق المعروف الذي رواه جمع من الصحابة وخرجه طائفة منهم : ◄أ-أخرج الإمام أحمد وأبوداود عن معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال إن رسول الله قال : (إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ) في إسناد حديث معاوية أزهر الهوزني وقيل الحرازي وقيل غير ذلك، حسن حديثه الذهبي في الميزان ولم أر في أئمة الحديث المتقدمين من وثقه توثيقاً معتبراً وإن كان توثيق الذهبي له اعتباره. ◄ب-أخرج الترمذي وابن ماجه من طريق محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة )، وقد تكلم يحيى بن معين في رواية محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة. وقد روي حديث الافتراق عن ما يقارب ستة عشر صحابياً . وهذا الحديث لم يتفرد بحكم جديد بل تؤكده الأحاديث السابقة لذا لم يشدد فيه الأئمة فصححه و حسنه طائفة . قالَ الحافِظُ ابنُ حجَر في «تخريج أحاديث الكشاف» ( ص 63) : «حسَنٌ ». و قال ابن تيمية في «مجموعِ الفتاوَى» (3/345): «الحديثُ صحيحٌ مشهورٌ في السّننِ والمسانيدِ ». و قال الشّاطِبي في «الاعتصامِ » (2/186): «صحّ مِن حديثِ أبيِ هريرَةَ ». و قالَ الحافِظُ ابنُ كَثير في «تفسيرِه» (2/482): «كما جاءَ في الحديثِ المرويِّ فيِ المسانيدِ والسّننِ من طُرقٍ يشدّ بعضُها بعضاً : أنّ اليهُودَ افترَقَت... » الحديث . وقالَ (4/574): «كمَا جاءَ في الحديثِ المرويِّ من طرقٍ ». والإمام الألبانِي في «الصّحيحةِ» (204و205) .[2] ◄وبعد بيان صحة حديث الافتراق وذكر ما يشهد لمعناه أقف مع بعض الملاحظات في كلامه : ◘الملاحظة الأولى :أنه عاب على من يبالغ ويذكر هذا الحديث عند العامة خشية أن يفهموا منه ما ليس مراداً ونسي أنه ممن يلقيه على العامة ويفهمهم خلاف المراد منه عند علماء السنة حتى اليمن لما زارها ذكر الحديث وأفهمهم منه ما ليس مراداً عند علماء السنة , والأحرى بالمنع هو من أتى بفهم جديد خلاف فهم السلف . ◘الملاحظة الثانية:حاول التشكيك في صحة الحديث مع اعترافه بصحته وذلك أنه ذكر أن الشيخين لم يخرجاه وهذا لا فائدة منه بما أنه معترف بصحته ثم إنه ذكر من ضعفه وهذا لا فائدة منه بما أنه اعترف بصحته ثم زاد في التشكيك لما عزا وأشاد ببحث المفتون عبد الله الجديع وهو يعلم أنه ممن يضعف الحديث. ◘الملاحظة الثالثة :أورد حديث أبي موسى (( أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الآخِرَةِ عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْفِتَنُ وَالزَّلاَزِلُ وَالْقَتْلُ)) الذي جوده إسناده ابن مفلح في الآداب الشرعية (1/100)و حسنه الحافظ ابن حجر في بذل الماعون (2/54) وابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى (4/23)وصححه الإمام الألباني في السلسة الصحيحة رقم959 وقد أورده العودة في سياق الرد و التشكيك في أحاديث الافتراق وهذا ما لا يصح لأن ظاهر هذا يعارض نصوصا أخرى متواترة تدل على أن من المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من سيدخل النار كأحاديث الشفاعة لذا وجهه أهل العلم توجيهاً يتوافق مع بقية النصوص الشرعية خلافاً للعودة وذلك بأن حمله طائفة على الغالب كما هو قول ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى(4/23) والإمام الألباني إذ قال :واعلم أن المقصود بـ ( الأمة ) هنا غالبها للقطع بأنه لابد من دخول بعضهم النار للتطهير ا.هـ وآخرون من العلماء على أن المراد أهل قرنه صلى الله عليه وسلم كما هو قول ابن رسلان والمناوي كما في فيض القدير (2/185) . إذا تبين توجيه العلماء للحديث على ما تقدم لم يكن للعودة متعلق بالحديث إلا أن يقول على التوجيه الأول : إن هذا يفيد أن غالب الأمة سالم وهذا خلاف ظاهر حديث الافتراق فيقال : إن هناك فرقاً بين أحكام الدنيا والآخرة -على ما سيأتي بيانه- وحديث الافتراق يتعلق بأحكام الدنيا والواجب تجاه المخالفين من أهل البدع ممن تلبسوا بالبدع ثم لازم استدلال العودة بالحديث ألا ننكر الزنا ولا الربا على المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه لا عذاب على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ما لا يقول به لا هو ولا غيره فبهذا يكون تناقض تناقضاً بيناً !! ◘الملاحظة الرابعة: استدل على رد أحاديث الافتراق بقوله تعالى ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس) ، وقال سبحانه: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) وهذا مالا دلالة فيه بحال لأنه لا تنافي ولا تعارض بين خيرة الأمة على غيرها من الأمم ووجود فرق أكثر من الأمة ضالة من ثلاثة أوجه : ◄الوجه الأول:قد تكون الخيرية من جهة النوع لا العدد . ◄الوجه الثاني :أنه لا يلزم من كثرة عدد الطوائف والفرق الضالة أن يكون عدد الأفراد الضالين أكثر فقد يتفرق مائة على فرقتين وفي المقابل يتفرق عشرة على خمس فرق . ◄الوجه الثالث:أن نوع تفرق هذه الأمة أهون من نوع تفرق الأمم السابقة وهذا التفرق الأهون مقابل بفضائل ومحامد كثيرة للأمة . وقد ذكر هذين الوجهين الأخيرين سلمان العودة نفسه في مقاله المردود عليه ثم بعد ذلك وقع فيما يخالفهما .!! ◘الملاحظة الخامسة : استدل على رد أحاديث الافتراق بقوله تعالى في سورة البقرة (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)وهذا استدلال باطل عاطل فمن قال: إن هذه الفرق الضالة ناسية أو مخطئة الخطأ المقابل لتعمد القول أو الاعتقاد ؟ هذا لم يقل به أحد ولو كانوا كذلك لما ضللوا فضلاً أن يخرجوا من الفرقة الناجية المرضية . ◘الملاحظة السادسة:أكثر من إيراد الأدلة التي فيها كثرة دخول أمة محمد صلى الله عليه وسلم الجنة , والأدلة التي فيها العفو عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهكذا ... وهذا ما لا يصح الاعتماد عليه لرد أحاديث الافتراق من وجهين : ◄الوجه الأول: أنه لا تلازم بين أحكام الدنيا والآخرة فهم في الدنيا ضلال أما حكمهم في الآخرة إلى الله ولا يلزم من ضلال الرجل المعين في الدنيا أن يكون في الآخرة بالنار قال الإمام ابن تيمية : لأن الإيمان الظاهر الذي تجري عليها الأحكام في الدنيا، لا يستلزم الإيمان في الباطن الذي يكون صاحبه من أهل السعادة في الآخرة ثم تكلم عن المنافقين وأن عبد الله بن سلول ورث ابنه عبد الله ا.هـ[3] وقال - رحمه الله - : فهذا أصل ينبغي معرفته فإنه مهم في هذا الباب، فإن كثيراً ممن تكلم قي مسائل الإيمان والكفر لتكفير أهل الأهواء - لم يلحظوا هذا الباب، ولم يميزوا بين الحكم الظاهر والباطن ، مع أن الفرق بين هذا وهذا ثابت بالنصوص المتواترة ، والإجماع المعلوم ،بل هو معلوم بالاضطرار من دين الإسلام ، ومن تدبر هذا علم أن كثيراً من أهل الأهواء والبدع ، قد يكون مؤمناً مخطئاً جاهلاً ضالاً عن بعض ما جاء به الرسول ، وقد يكون منافقاً زنديقياً يظهر خلاف ما يبطن ا. هـ[4] وقال: وبالجملة فأصل هذه المسائل أن تعلم: أن الكفر نوعان : كفر ظاهر ، وكفر نفاق،فإذا تكلم في أحكام الآخرة كان حكم المنافق حكم الكفار ، وأما في أحكام الدنيا فقد تجري على المنافق أحكام المسلمين ا0هـ[5] ومن المعلوم عند أهل السنة أن كل ذنب دون الشرك تحت المشيئة كما قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) وقد أشار إلى هذا العودة في جوابه. ◄الوجه الثاني :أنه لا يصح لأحد أن يضرب السنة بعضها ببعض والواجب عند الاشتباه التسليم والإيمان بكل دليل وحده كما قال تعالى عن الراسخين في العلم (كل من عند ربنا ). ◘الملاحظة السابعة :ذكر نقلاً عن الشاطبي أن السلف لم يكونوا يشتغلون بتعين الاثنتين والسبعين فرقة . ونقله عن الشاطبي صحيح لكن لا فائدة منه فيما نحن بصدده لأن الكلام ليس في تعيين هذه الطوائف الاثنتين والسبعين كلها حتى يقال هذا الكلام وإنما في مفهوم حديث الافتراق وتبديع من لم يكن من الفرقة الناجية وعدائه, والسلف جزموا بأن بعض الطوائف من الفرق الهالكة الاثنتين والسبعين كمثل المرجئة والقدرية والمعتزلة والشيعة كما جعلها الإمام ابن المبارك أصول الفرق الضالة , وجزموا أن الأشاعرة كذلك كما تقدم فالمطلوب صحة الحكم على بعض طوائف المسلمين أنهم من الفرق الضالة لا تعيين جميع طوائف الاثنتين والسبعين . وإني لأجد نفسي مضطراً أن أبين للمسلمين نصحاً لله ولدينه أنه من دراستي لأطروحات العودة فإني أجدها غير صريحة وغير واضحة وإذا أراد الدعوة إلى أمر يصادم ما عليه الجماهير اتخذ أسلوب الخفاء وعدم الوضح كما فعل في أحاديث الافتراق فكن حذراً فإن الزم ما عليك دينك وهو زادك عند لقاء ربك وتذكر قول الإمام ابن سيرين كما في مقدمة صحيح مسلم : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم . __________________________________________________ [1] قد أرسل لي الشيخ الدكتور أحمد بن صالح الزهراني-وفقه الله لكل خير - أوراقاً في نقد كلام سلمان العودة ,وقد استفدت منها . فجزاه الله خيراً . (3) انظر جامع العلوم والحكم الحديث الثامن والعشرين ، وجامع بيان العلم وفضله(2/1165 ) . [2] انظر كلام الشيخ سليم الهلالي-وفقه الله لكل خير- على الحديث وقد استفدت منه . [3] مجموع الفتاوى (7/209-210) . [4] الفتاوى (7/472) . [5] الفتاوى (7/620) . |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() تحفة المشتاق بالتعليق
على حديث الافتراق بسم الله الرحمن الرحيم إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاديَ له . وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له. وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وبعد .. فلا يخفى على كثيرٍ من القراء هذه الفُرقة التي يعيشها المسلمون بسبب هذه الحزبيات التي فرَّقت الأمة إلى شيعٍ وأحزاب ((كل حزبٍ بما لديهم فرحون)) . وإذا ما ذكَّرتهم بالوعيد الذي جاء في حديث الافتراق يقولون : ( هذا خاص بأمة الدعوة أمَّا نحن المسلمون أمة الإجابة ، وهذا الوعيد لا يشملنا !!! ) وزد على ذلك أنَّهم يقولون :( هذه الأحزاب ظاهرة صحية !! وكل على ثغرة ينصر الإسلام !! ) فاستثنوا أنفسهم من هذا الوعيد بمثل هذا الكلام!! وسبحان الله كيف سوَّغوا لأنفسهم أن يقولوا هذا الكلام الذي هو مخالفٌ للكتاب والسنة ؟!! إذ كيف يكون في التفرق والاختلاف عافية والله قد نهانا عنه ؟!! وكيف يُنصر الإسلام بهذا التفرق والاختلاف والله قد أخبرَ أنَّ الاختلاف والتنازع سبب للضعف والهزيمة ؟!! فمن أجل ذلك ننصح لهؤلاء ونورد لهم كلام العلماء حول حديث الافتراق حتى يُخَلِّصوا أنفسهم من هذا الوعيد الشديد . وذلك بالاجتماع على الكتاب والسنة وترك الافتراق . والرجوع لأهل العلم العاملين بالكتاب والسنة . فتعال لترى حديث الافتراق وماذا قال العلماء فيه؟ ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة . عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا إنَّ من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإنَّ هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة ) أخرجه أبوداود 2/241 وقال الحاكم : ( هذه أسانيد تُقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث )ووافقه الذهبي وقال الحافظ في تخريج الكشاف ص63: ( وإسناده حسن ) وصححه ابن تيمية كما في المسائل 2/83 وقال :(حديث صحيح مشهور) وصححه الشاطبي في الاعتصام 3/38 و انظر السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله ج1 ص 358 برقم 204 ![]() في ( بيان أن المراد بافتراق الأمة هي أمة الإجابة أهل القبلة المسلمون ) 1-قال الصنعاني رحمه الله في كتابه شرح حديث الافتراق بما معناه : ( أنَّ المراد بقوله عليه الصلاة والسلام : ( أمتي ) أي أمة الإجابة ) ورد على من قال أنَّها أمة الدعوة وأنَّ الناجية أمة الإجابة كلها رد ذلك من خمسة أوجه ، وانظر ص 56. 2- اللجنة الدائمة حفظها الله : السؤال الثالث من الفتوى رقم 4246 ج 2 / العقيدة . ( ما المراد بقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الأمة حيث يقول في الحديث : ( كلهم في النار إلاَّ واحدة ) ما الواحدة ؟ وهل الاثنتان والسبعون فرقة كلهم خالدون في النار ؟ )فذكرت اللجنة : (أنَّ المراد بها أمة الإجابة وقالت إنَّ هذا هو الراجح ) مختصراً. 3- قال الإمام العثيمين رحمه الله : ( يعني أمة الإجابة لا أمة الدعوة لأنَّ أمة الدعوة يدخل فيها اليهود والنصارى وهم مفترقون ، فاليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وهذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها تنسب نفسها إلى الإسلام واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم )وقال رحمه الله : (.. وعلى كل حال فالرسول عليه الصلاة والسلام أخبر أنَّ أمته أمة الإجابة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها ضالة ، وفي النار إلاَّ واحدة وهي الجماعة يعني التي اجتمعت على الحق ولم تتفرق فيه ..) انظر شرح الواسطية للعثيمين ج2ص371 ط / دار ابن الجوزي 4- قال المباركفوري : ( قوله صلى الله عليه وسلم : ( وتفترق أمتي ) أي أمة الإجابة فيكون الملل الثلاث والسبعون منحصرة في أهل قبلتنا ، وإن كانت بدعة بعض هذه الملل مكفرة ومخرجة عن الإسلام ، هذا هو المتبادر من إضافة اسم الأمة إليه صلى الله عليه وسلم ) إلى أن قال : ( وهو التفرق الذي صاروا به شيعاً وأحزاباً وفرقاً وجماعات ، بعضهم فارق البعض ، ليسوا على تآلف ، ولا تعاضد ، ولا تناصر ، بل على ضد ذلك من الهجران ، والقطيعة ، والعداوة ، والبغضاء ، والتضليل ، والتكفير ، والتفسيق ، وهذه الفرقة المشعرة بتفرق القلوب المشعر بالعداوة والبغضاء . إنمَّا هي بسبب الابتداع في الشرع والخروج عن السنة ، لا بسبب أمر دنيوي ، ولا بسبب معصية ليست ببدعة ) انظر كتاب : ( مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ج1 ص 270 حديث رقم ( 171 )لأبي الحسن عبيد الله المباركفوري بابٌ ![]() ( في بيان بعض العلامات الإجمالية في الفرق ذكر المباركفوري في ص 273 ج1 نقلاً عن الشاطبي في الاعتصام قوله : ( .. ولمَّا تبين أنَّ الفرق المذكورة في الحديث لا يتعينون فلهم خواص وعلامات يُعرفون بها ، وهي على قسمين علامات إجمالية وعلامات تفصيلية فأمَّا العلامات الإجمالية فثلاثة : 1- الفرقة أي التي تكون سبباً للتحزب ومستلزماً للعداوة ، والبغضاء ، والتدابر ، والقطيعة . 2- اتباع المتشابه من القرآن ، وترك الحكم . 3- اتباع الهوى وتقديمه على الأدلة الشرعية . 4- الاعتماد على الرأي وتحكيم العقل .. ) بابٌ ![]() في ( ذكر علامة الفرقة الناجية ) قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - في شرح مسائل الجاهلية ص 143 مسألة رقم 34: (( من مسائل الجاهلية أنَّ كل فرقة منهم تدَّعي أنها هي التي على الحق وأنَّ غيرها على الباطل وكان هذا في اليهود والنصارى ومن شابههم. قال الله : { وقالوا لن يدخل الجنة إلاَّ من كان هوداً أو نصارى }[ البقرة : 111 ] حصروا الهداية ودخول الجنة في اليهود والنصارى.ومثلهم الفرق الضالة كل فرقة تدَّعي أنها هي التي على الحق ، وأنَّ غيرها على الباطل ، وكل فرقة تدَّعي أنها الفرقة الناجية التي قال فيها صلى الله عليه وسلم : ( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلاَّ واحدة) ولكنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بيَّن العلامة الفارقة لهذه الفرقة عن غيرها لمَّا قالوا :( من يا رسول الله ؟) قال : ( من كان على ما أنا عليه وأصحابي) ..)) والحديث رواه أبو داود برقم ( 4596 ) ( 3597 ) والترمذي برقم ( 2645)و ( 2646 ) وابن ماجة برقم ( 3991 ) وصححه الألباني برقم ( 1028 ) و ( 1083 )و( 3992 ) و ( 3993) وقال الشيخ الفوزان - حفظه الله - : (( فقوله : ( بلى من أسلم .. إلخ ) هذا المنهج السليم الذي من كان عليه صار من الفرقة الناجية ، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من كان مثل ما أنا عليه وأصحابي) هذا ضابط من السنة والآية ضابط من القرآن ، فمن كان يريد الجنة فليسلم وجهه إلى الله ويحسن عمله على السنة ويتجنب البدع والمحدثات التي ما أنزل الله بها من سلطان )) شرح المسألة ( 34 ) من مسائل الجاهلية ص 134 وقال الشيخ الفوزان - حفظه الله - : (( وأهل الضلال من هذه الأمة يدَّعون أنهم يتبعون سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأتباعهم وأنَّ ما هم عليه هو مذهب السلف أو على منهج السلف . وما كل من أدعى أنه على مذهب السلف أو على منهج السلف تكون دعواه صحيحة حتى يُعرض ما عنده على منهج السلف ، فإن طابق فهو على منهج السلف ، وإن خالف فإنه ليس على منهج السلف ، وإن أدعى هذا .كل الطوائف الضالة الآن تدّعي أنها على مذهب السلف ، ولكنهم ليسوا على منهج السلف ، لأنهم لا ينطبق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم ضابط منهج السلف ( من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) هذا الذي يكون على منهج السلف أمَّا من خالف هذا فإنَّه ليس على منهج السلف ، وإن أدّعى ذلك ، والعبرة ليست بالدعوات ، وإنما العبرة بالحقيقة ، فالذين يدّعون السلفية كثيرون ، لكن لا بد من عرض ما هم عليه على منهج السلف الصالح ، فإن طابق فهذا حق ، وإن خالف فإنهم ليسوا على منهج السلف الصالح ..))شرح المسألة (120) من مسائل الجاهلية ص 295 أقول : صدق حفظه الله وكلامه هذا متين وسديد وهو كلام عالم سلفي . فنقول لمن يسير على غير طريقة السلف الصالح وإن كان يدّعي أنه على طريق السلف أو على السنة أو على الكتاب والسنة لأنَّ المخالفين لا يتجاسرون فيصرحون أنهم على غير الكتاب والسنة أو طريقة السلف لأنَّ هذا الكلام منهم يفضحهم أمام الناس وأنهم ضد الكتاب والسنة.فيقولون : ( نحن على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف !! ) فنقول :هذا الكلام منكم حسن فأرونا ما عندكم وأعرضوا ما عندكم على الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح فإن طابق منهج السلف فأنتم على نهجهم وإن خالف فأنتم على غير نهجهم . فنقول لمن يسير على غير طريقة السلف الصالح: هل من منهج السلف الصالح تلميع أهل البدع؟ هل من منهج السلف مخالطة أهل البدع؟ هل من منهج السلف عقد البيعات للمشايخ؟ هل من منهج السلف عقد الجلسات السرية؟ هل من منهج السلف تكفير المجتمعات المسلمة؟ هل من منهج السلف تكفير حكام المسلمين؟هل من منهج السلف التفجيرات والانقلابات؟ هل من منهج السلف الثورات والمظاهرات؟هل من منهج السلف الخروج على الحكام بالسلاح؟ هل من منهج السلف الكلام على الحكام من على المنابر؟هل من منهج السلف معاداة حملة السنة والمتمسكين بها؟ هل من منهج السلف نفي الأسماء والصفات وتحريفها ؟هل من منهج السلف تقديم العقل على النقل ؟ هل من منهج السلف تقديم الذوق ؟هل من منهج السلف أنهم جعلوا المنامات مصدراً للتلقي ؟ هل من منهج السلف عبادة القبور والاستنجاد بالمقبور ؟هل من منهج السلف فعل البدع كالموالد وغيرها ؟ هل من منهج السلف سب الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم أجمعين ؟هل من منهج السلف الانتخابات والحزبيات والديمقراطية ؟ هل من منهج السلف عدم الرجوع إلى أهل العلم والأكابر ؟فيا أخي في الله إنَّ منهج السلف واضح لا غموض فيه وهو مُسَطَّرٌ في كتب السلف فطالعها وانظر هل هذه الأمور المسئول عنها قال بها السلف ؟كأصول السنة للإمام أحمد والسنة لعبد الله بن أحمد والسنة للبربهاري و اعتقاد أهل السنة لللاكائي والإبانة لابن بطة وغيرها من كتب السلف. فإن قلت : ( نعم قال بها السلف ) فأخرج لنا كتاباً بذكر هذه المسائل مع الدليل من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة ما يؤيد تلك المسائل المسئول عنها وإن لم تجد في الكتاب والسنة ومذهب السلف الصالح ما يؤيد هذه الأمور المسئول عنها فاعلم أنك على غير الجادة وأنَّ الطريق التي أنت عليها غير طريق السلف الصالح . فانظر تحت قدميك وعلى أي طريق سرتَ فإنَّ من استقام على الصراط المستقيم في الدنيا وبعد عن أهل الباطل وشبهاتهم وبدعهم سهل عليه السير على الصراط الذي يكون على جهنم ، ومن ضعف سيره على الصراط المستقيم في الدنيا هنا وتناوله أهل البدع بشبهاتهم ضعف سيره هناك على صراط جهنم وتناولته الكلاليب والشوك على جسر جهنم فاستقامتك على الصراط هنا تمهيد لاستقامتك على الصراط هناك .وما أدراك ما هناك حيث الصراط وظلمته فهو أدق من الشعرة وأحدُّ من السيف ومن تحته جهنم يأكل بعضها بعضاً . { إذا رأتهم من مكانٍ بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيرا * وإذا أُلقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين دعوا هنالك ثبورا * لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيرا } فالصراط دحض مزلة ، والدحض والمزلة هو المكان الذي لا تستقر عليه الأقدام ، فيه خطاطيف وكلابيب تخطف الناس إلى الهاوية . والناس فيه ثلاثة أقسام : 1- ناجٍ مسلم 2- مخدوش مرسل 3- مكردس به في نار جهنم. فنسأل الله أن يسلمنا والمسلمين من على الصراط وأن يجعلنا ممن سار على الكتاب والسنة حتى الممات .![]() أعرض ما عندك من أقوال وأعمال واعتقادات على الكتاب والسنة وسل عنها علماء الأمة . أعرضها على العلماء قبل يوم العرض على رب العالمين . { يومئذٍ تُعرضون لا تخفى منكم خافية }أعرض ما عندك وصحح الطريق التي أنت عليها قبل أن تُجابه بقول الله تعالى بالآخرة : { وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون } أمَّا أهل السنة السائرون على منهج السلف الصالح فهم لم يجتهدوا في بدعة ولم ينطقوا إلاَّ بما في الكتاب والسنة . فإذا لقوا اللهَ فسيقولون : ( ما قلنا إلاَّ ما قلت أنت ورسولك صلى الله عليه وسلم) بخلاف أهل البدع فإنهم فعلوا وقالوا بغير الكتاب والسنة إنمَّا هي أفكارهم وآراء مشايخهم وأهواء.قال ابن القيم - رحمه الله - في النونية ص170 إنَّا أبينا أن ندينَ ببدعةٍ ** وضلالةٍ أو إفك ذي بهتانِ لكن بما قد قلتهُ أو قالهُ ** من قد أتانا عنكَ بالفرقانِ وكذاكَ فارقناهمُ حينَ أحتا ** جَ الناسَ للأنصار والأعوانِ كيلا نصير مصيرهم في يومنا ** هذا ونطمع منك بالغفرانِ فمن الذي منَّا أحق بأمنهِ ** فاختر لنفسكَ يا أخا العرفانِ لا بُدَّ أن نلقاه نحن وأنتمُ ** في موقف العرض العظيم الشانِ وهُناك يسألنا جميعاً ربُّنا ** ولديه قطعاً نحن مختصمانِ فنقولُ قلت كذا وقال نبينا ** أيضاً كذا فإمَامُنا الوحيانِ فافعل بنا ما أنت أهل بعد ذا ** نحن العبيد وأنت ذو الإحسانِ أفتقدرونَ على جوابِ مثل ذا ** أم تعدلونَ على جوابٍ ثانِ ما فيه قال اللهُ قالَ رسولهُ ** بل فيه قلنا مثل قول فلان ِ وهو الذي أدَّت إليه عقولنا ** لمَّا وزنَّا الوحيَ بالميزانِ إن كانَ ذلكم الجواب مُخلِّصاً ** فامضوا عليه يا ذوي العرفانِ تا اللهِ ما بعد البيان لمنصفٍ ** إلاَّ العناد ومركب الخذلانِ ![]() وفي الأخير ومن باب النصيحة والحرص على هداية الناس عندي سلسلة بعنوان : (الصوارف عن الحق )ذكرتُ فيها فوق الأربعين من الصوارف عن الحق وإن شاء الله تعالى نوردها على حلقات متتابعة في عددٍ من الشبكات السلفية على الأنترنت نصحاً للمسلمين. فنسأل من الله أن تكونَ فيها هداية الناس . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. وكتبه : أبو عبد الله عبد الرحمن بن بادح العدني مسجد السنة بمنطقة العريش خورمكسر / عدن - اليمن |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() متى يجوز تعيين الفرق الهالكة؟
للإمام أبي إسحاق الشاطبي (ت 790)عدم التعيين هو الذين ينبغي أن يُلتزم ليكون ستراً على الأمة كما سُترت عليهم قبائحهم، فلم يفضحوا في الدنيا في الغالب، وأمرنا بالستر على المؤمنين ما لم تبد لنا صفحة الخلاف، ... وأيضاً؛ فللستر حكمة أخرى، وهي أنها لو أظهرت - مع أن أصحابها من الأمة - لكان في ذلك داع إلى الفرقة وعدم الألفة التي أمر الله ورسوله بها، حيث قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾ وقال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾ وقال تعالى: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾. وفي الحديث :«لا تحاسَدُوا، ولا تَبَاغضُوا، ولا تَدَابَروا، وكُونوا عبادَ اللهِ إِخوانا»، وأمر عليه الصلاة والسلام بإصلاح ذات البين، وأخبر أن فساد ذات البين هي الحالقة التي تحلق الدين. فإذا كان من مقتضى العادة أن التعريف بهم على التعيين يورث العداوة بينهم والفرقة؛ لزم من ذلك أن يكون منهياً عنه، إلا أن تكون البدعة فاحشة جداً كبدعة الخوارج، وذكرهم بعلامتهم حتى يعرفوا، ويلحق بذلك ما هو مثله في الشناعة أو قريب منه بحسب نظر المجتهد، وما عدا ذلك؛ فالسكوت عنه أولى. وخرج أبو داود عن عمرو بن أبي قُرَّة قال : «كان حُذَيفةُ بالمدائن، فكان يذكر أَشياءَ قالها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لأُناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممّن سمع ذلك من حذيفة، فيأتون سلمان، فيذكرون له قولَ حذيفة، فيقول سلمان: حذيفةُ أَعْلَمُ بما يقول، فيرجعون إِلى حذيفة، فيقولون له: قد ذكرنا قولك لسلمان، فما صَدَّقَكَ، ولا كذَّبك، فأتى حذيفةُ سلمانَ وهو في مَبْقَلة، فقال: يا سلمان، ما منعك أن تصدِّقني بما سمعتُ من رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال سلمان: إِنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه، ويرضى فيقول في الرضى لناس من أصحابه، ثم قال لحذيفة: أَمَا تَنْتَهي حتى تُورِثَ رجالا حُبَّ رجال، ورجالا بغض رجال، وحتى توقع اختلافا وفُرقَة، ولقد علمتَ أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- خَطب، فقال: أَيُّما رَجُل من أُمَّتي سَبَبْتُهُ سَبَّة أو لَعَنْتُهُ لَعنَة في غضبي، فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين، فاجْعَلْها عليهم صلاة يوم القيامة، والله لَتَنْتَهِيَنَّ أو لأكْتُبَنَّ إِلى عمر» . فتأملوا ما أحسن هذا الفقه من سلمان رضي الله عنه! وهو جار في مسألتنا، فمن هنا لا ينبغي للراسخ في العلم أن يقول: هؤلاء الفرق هم بنو فلان وبنو فلان! وإن كان يعرفهم بعلامتهم بحسب اجتهاده، اللهم إلا في موطنين: أحدهما : حيث نبه الشرع على تعيينهم؛ كالخوارج؛ فإنه ظهر من استقرائه أنهم متمكنون في الدخول تحت حديث الفرق، ويجري مجراهم من سلك سبيلهم، فإن أقرب الناس إليهم شيعة المهدي المغربي، فإنه ظهر فيهم الأمران اللذان عرف النبي صلى الله عليه وسلم بهما في الخوارج من أنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، وأنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، فإنهم أخذوا أنفسهم بقراءة القرآن وإقرائه حتى ابتدعوا فيه ثم لم يتفقهوا فيه، ولا عرفوا مقاصده. ولذلك طرحوا كتب العلماء وسموها كتب الرأي وخرقوها ومزقوا أدمها، مع أن الفقهاء هم الذين بينوا في كتبهم معاني الكتاب والسنة على الوجه الذي ينبغي، وأخذوا في قتال أهل الإسلام بتأويل فاسد، زعموا عليهم أنهم مجسمون وأنهم غير موحدين، وتركوا الانفراد بقتال أهل الكفر من النصارى والمجاورين لهم وغيرهم ... والثاني : حيث تكون الفرقة تدعو إلى ضلالتها وتزيينها في قلوب العوام ومن لا علم عنده، فإن ضرر هؤلاء على المسلمين كضرر إبليس، وهم من شياطين الإنس، فلا بد من التصريح بأنهم من أهل البدعة والضلالة، ونسبتهم إلى الفرق إذا قامت له الشهود على أنهم منهم. كما اشتهر عن عمرو بن عبيد وغيره ... فمثل هؤلاء لا بد من ذكرهم والتشريد بهم، لأن ما يعود على المسلمين من ضررهم إذا تُرِكوا، أعظم من الضرر الحاصل بذكرهم والتنفير عنهم إذا كان سبب ترك التعيين الخوف من التفرق والعداوة. ولا شك أن التفرق بين المسلمين وبين الداعين للبدعة وحدهم إذا أقيم عليهم أسهل من التفرق بين المسلمين وبين الداعين ومن شايعهم واتّبعهم، وإذا تعارض الضرران يُرتكب أخفهما وأسهلهما، وبعض الشر أهون من جميعه، كقطع اليد المتآكلة، إتلافُها أسهل من إتلاف النفس. وهذا شأن الشرع أبداً: يطرحَ حُكمَ الأخفِّ وقايةً من الأثقل(*). فإذا فقد الأمران؛ فلا ينبغي أن يُذكروا ولا أن يُعينوا وإن وجدوا، لأن ذلك أول مثير للشّحناء وإلقاء العداوة والبغضاء، ومتى حصل باليد منهم أحد ذاكره برفق، ولم يُرِه أنه خارج من السنة، بل يريه أنه مخالف للدليل الشرعي، وأن الصواب الموافق للسنة كذا وكذا. فإن فعل ذلك من غير تعصُّب ولا إظهار غلبة؛ فهو أنحج وأنفع، وبهذه الطريقة دُعي الخلق أولاً إلى الله تعالى، حتى إذا عاندوا وأشاعوا الخلاف وأظهروا الفرقة قوبلوا بحسب ذلك. قال الغزالي في بعض كتبه : أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصُّب جماعة من جُهّال أهل الحق، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدلاء، ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة، وتعذَّر على العلماء المتلطّفين محوها مع ظهور فسادها، حتى انتهى التعصب بطائفة إلى أن اعتقدوا أن الحروف التي نطقوا بها في الحال بعد السكوت عنها طول العمر قديمة. ولولا استيلاء الشيطان بواسطة العناد والتعصب للأهواء، لما وجد مثل هذا الاعتقاد مستقراً في قلب مجنون فضلاً عن قلب عاقل. هذا ما قال. وهو الحق الذي تشهد له العوائد الجارية، فالواجب تسكين الثائرة ما قُدر على ذلك. والله أعلم.)) انتهى كلام الشاطبي. ____________________ (*) وقد حذر كبار علماء المسلمين من الفرق الحديثة المعاصرة وإليك بعض فتاويهم القيمة: ◄قال إمام أهل السنة في هذا العصر الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله: الواجب على المسلمين توضيح الحقيقة ومناقشة كل جماعة أو جمعية ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله ـ فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه في قوله جل وعلا : { وأنَّ هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيمَاً فاتَّبعوهُ وَلا تتبعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّق بكم عَن سَبيْلِه ذَلِكم وَصَّاكم به لعَلكم تَتَّقون } ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولا وأعداء الإسلام من الإنس ثانياً، لأن اتفاق كلمة المسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل مصلحة المسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوة بينهم، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلالة، إنه ولي ذلك والقادر عليه)). [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (5/202ـ204)] ◄وسئل العلاّمة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: هل هناك نصوص في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فيها إباحة تعدد الجماعات الإسلامية؟ فأجاب : "ليس في الكتاب ولا في السنة ما يبيح تعدد الجماعات والأحزاب، بل إن في الكتاب والسنة ما يذم ذلك قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }. وقال تعالى { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}. ولا شك أن هذه الأحزاب تنافي ما أمر الله به بل ما حث عليه في قوله {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}. ولا سيما حينما ننظر إلى آثار هذا التفرق والتحزب؛ حيث كان كل حزب، وكل فريق يرمي الآخر بالتشنيع والسب والتفسيق وربما بما هو أعظم من ذلك، لذلك فإنني أرى أن هذا التحزب خطأ. وقول بعضهم أنه لا يمكن للدعوة أن تقوى وتنتشر إلا إذا كانت تحت حزب. نقول: إن هذا الكلام غير صحيح بل إن الدعوة تقوى وتنتشر كلما كان الإنسان أشد تمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأكثر اتباعاً لآثار النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين". [الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات ص 155] ◄وسئل العلاّمة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:هل يجوز للعلماء أن يبيّنوا للشباب وللعامة خطر التحزب والتفرق والجماعات؟ فأجاب فضيلته: "نعم يجب بيان خطر التحزب وخطر الانقسام والتفرق ليكون الناس على بصيرة لأنه حتى العوام الآن انخدعوا ببعض الجماعات يظنون أنها على الحق، فلا بد أن نبين للناس المتعلمين والعوام خطر الأحزاب والفرق لأنهم إذا سكتوا قال الناس: العلماء كانوا عارفين عن هذا وساكتين عليه، فيدخل الضلال من هذا الباب، فلا بد من البيان عندما تحدث مثل هذه الأمور، والخطر على العوام أكثر من الخطر على المتعلمين، لأن العوام مع سكوت العلماء يظنون أن هذا هو الصحيح وهذا هو الحق". اهـ [" الأجوبة المفيدة عن اسئلة المناهج الجديدة"ص (68)] وقال في ص (16) من الكتاب السابق: "كل من خالف أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام: في الدعوة، أو في العقيدة، أو في شيء من أصول الإيمان، فإنه يدخل في الاثنتين والسبعين فرقة، ويشمله الوعيد، ويكون له من الذم والعقوبة بقدر مخالفته". ◄ويقول العلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد – رحمه الله- في("خصائص جزيرة العرب" ص 85) : "جزيرة العرب هي بارقة الأمل للمسلمين في نشر عقيدة التوحيد لأنها موئل جماعة المسلمين الأول وهي السُّور الحافظ حول الحرمين الشريفين فينبغي أن تكون كذلك أبدا فلا يسمح فيها بحال بقيام أي نشاط عقدي أو دعوي - مهما كان - تحت مظلة الإسلام ؛ مخالفا منهاج النبوة الذي قامت به جماعة المسلمين الأولى : صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدّده وأعلى مناره الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى . فالجماعة واحدة : جماعة المسلمين تحت عَلَم التوحيد على طريق النبوة لا تتوازعُهم الفرق والأهواء ولا الجماعات والأحزاب . وإن قبول أي دعوة تحت مظلة الإسلام تخالف ذلك هي وسيلةُ إجهازٍ على دعوة التوحيد وتفتيتٍ لجماعة المسلمين، وإسقاطٍ لامتياز الدعوة، وسقوطٍ لجماعتها، وكسرٍ لحاجز النفرة من البدع والمبتدعين، والفسق والفاسقين. والجماعات إن استشرى تعددها في الجزيرة فهو خطر داهم يهدد واقعها ويهدم مستقبلها ويسلّم بيدها ملفَّ الاستعمار لها وبه تكون مجمّع صراع فكري وعقدي وسلوكي" .اهـ منقول عن مدونة أخينا أبو راشد: https://www.aborashed.com/2010/05/blog-post_14.html |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() ثبوت حديث افتراق الأمة و أنها جميعاً في النار إلا واحدة و الرد على الدكتور س الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه. و بعد، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين و سبعين فرقة، و تفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين و سبعين فرقة، و تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة)) أخرجه أبو داود و الترمذي و ابن ماجه و ابن حبان في "صحيحه" و الآجري في "الشريعة" و الحاكم و أحمد و أبو يعلى في "مسنده" من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً به. انظر السلسلة الصحيحة برقم 203 و الحديث بهذا الإسناد صحيح دون زيادة "كلها في النار إلا واحدة" كما تجده في كلام شيخنا الألباني –رحمه الله- في السلسلة و إنما هذه الزيادة هي من حديث غيره كما يأتي إن شاء الله. و قال صلى الله عليه و سلم: ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين و سبعين ملة، و إن هذه الملة ستفترق على ثلاث و سبعين: ثنتان و سبعون في النار، و واحدة في الجنة، و هي الجماعة أخرجه أبو داود و الدارمي و أحمد و الحاكم و الآجري في "الشريعة" و ابن بطة في "الإبانة" و اللالكائي في "شرح السنة" من طريق صفوان: حدثني أزهر بن عبد الله الهوزني عن أبي عامر عبد الله بن لحي عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فينا، فقال: ألا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام فينا، فقال: فذكره. و أورده ابن كثير في تفسيره من رواية أحمد و لم يتكلم على سنده بشيء مشيرا إلى تقويته بقوله: "و قد ورد هذا الحديث من طرق". و قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "المسائل": "هو حديث صحيح مشهور" و صححه أيضاً الشاطبي في "الاعتصام". انظر السلسلة الصحيحة برقم 204 و قد ورد الحديث الأول المذكور أعلاه بزيادة "كلها في النار إلا واحدة" من حديث أنس بطرق اجتمع عند الشيخ الألباني -رحمه الله- سبعة منها كما ذكر في السلسلة الصحيحة برقم 204: 1- عن قتادة عنه أخرجه ابن ماجه . 2- عن العميري الراجح انه النميري عنه أخرجه أحمد . 3- عن ابن لهيعة: ثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عنه... مع زيادة أخرجه أحمد . 4- عن سلمان أو سليمان بن طريف عنه أخرجاه الآجري و ابن بطة . 5 - عن سويد بن سعيد قال: حدثنا مبارك بن سحيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس --أخرجه الآجري . 6- عن أب معشر عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن زيد بن اسلم عن انس به. --أخرجه الآجري . 7- عن عبد الله بن سفيان المدني عن يحيى بن سعيد الأنصاري عنه بزيادة "ما أنا عليه و أصحابي" --أخرجه العقيلي في "الضعفاء" و الطبراني في "الصغير" و "الأوسط" . انظر السلسلة الصحيحة برقم 204 و هذه الطرق و إن كان لا يخلو طريق منها من مقال إلا انها بمجموعها حسنة، بل ترتقي إلى الصحيح =================== ◄و الآن إلى الرد على ضلالات الدكتور س فيما سطره: أ- قضية أن الحديث لم يرد في الصحيحين، قضية قديمة قال فيها العلماء: من لم يأخذ عن غير البخاري و مسلم في صحيحهما فقد فاته الكثير من السنة! بل ثبت أن الكثير من أحاديث مسند الإمام أحمد أصّح و أعلى و أجود من أسانيد الصحيحين! كيف و أحمد شيخ البخاري! فعدم ورود حديث أو أثر و لو بأصله في الصحيحين لا يعني شيئاً! و إنما قيمتهما العلمية هي من حيث صنيع الإمامين البخاري و مسلم بالصحيحين و الاعتناء بأصح الأسانيد و العناية بما روياه، فجزامهما الله عن الإسلام خير الجزاء. ب- قد بينا تخريج الحديث -من غير الزيادة- الذي تكلم عنه الدكتور س في هذه الفقرة، و يبقى أن نقول أن "محمد بن عمرو" حسن الحديث يحتج به كما استقر عليه الإمام الألباني -رحمه الله- تبعاً للنووي و الذهبي و ابن حجر العسقلاني. فهو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي. -- قد قال عنه الذهبي: صدوق حسن الحديث و وثقه النسائي و ابن معين في أكثر الروايات، و قال يحيى بن سعيد القطان: صالح ليس باحفظ الناس للحديث، و قال أبو حاتم: صالح الحديث، يُكتب حديثه، و هو شيخ! و قال ابن عدي: له حديث صالح، و قد حدث عنه جماعة من الثقات... و أرجو أنه لا بأس به. و قد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه. و إنما روى له البخاري مقروناً بغيره، و مسلم في المتابعات.-- [راجع تحرير تقريب التهذيب برقم 6188، المجلد الثالث، ص 299]. -- قال ابن طهمان: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن عمرو ثقة. روى عنه يحيى بن سعيد القطان و غيره. و قال ابن محرز: و سمعت يحيى بن معين و سئل عن محمد بن عمرو بن علقمة، فقال: ثقة! و قال ابن أبي مريم عنه: ثقة. [الكامل لابن عدي]--. [راجع تهذيب الكمال في أسماء الرجال بتحقيق الدكتور بسام عواد معروف، الطبعة الجديدة المصغرة، المجلد السادس، ص 459-461]. فبعد هذا كله، هل يُقال في محمد بن عمرو غير انه -- حسن الحديث يحتج به--؟! فإياك أن تغتر بما تمسك به الدكتور س من حكم الحافظ ابن حجر عليه و هو -أي: الدكتور س- لم يفهم معناه من خلال تعليقه!!! و إلا لعرف أنه محتج به عند ابن حجر أما قول الدكتور س: "و قد رُويَ الحديث بهذه الزيادة..." فمرفوض لأنه بصيغة التمريض --رُويَ بالمبني على المجهول-- و قد رواه الأئمة من تلك الطرق محسنين الحديث و مصححين له!!! فمن أين له أن يقول: رُويَ؟ و أما قوله "... و كلها ضعيفة الاسناد، و إنما قووها بانضمام بعضها إلى بعض" -يقصد الحديث بالزيادة- فمقبول لكن عدم قبول تحسين الحديث بل تصحيحه بهذه الروايات فهذا الذي من أعجب العجب!! فقد مرّ معنا من رواه و في أي الكتب روي --و جلها كتب السنة و العقيدة!--، و مَن مِن الأئمة تلقوه بالقبول بل أخبروا عن شهرته و هذا يدلّ على أن الحديث --مع الزيادة-- أصل من أصول الدين و من أصول أهل السنة و الجماعة و لا يوجد معارض للحديث فيما نعلم من سلف الأمة و ممن تلقى الحديث و عمل به من علماء الشريعة عبر هذه القرون الماضية و لم يحصل إشكال في معناه عند السلف و عند علماء الأمة، بل أكّد على وحدة المنهج النبوي و منهج الصحابة و منهج أهل الحديث و الأثر و منهج أهل السنة و الجماعة فكيف يعترض عليه الدكتور س بالإشكالات التي طرحها و هي واهية جداً لا أصل يدعمها من الشريعة؟ فما هو وجه الإشكال في أن تفترق الأمة الإسلامية أكثر من سابقتها من النصارى و اليهود؟ بل هذا تحذير من النبي صلى الله عليه و سلم لأن نكون أكثر حذرا من اتباع السبل و التفرق، و هو تشديد منه على التمسك بسبيل المؤمنين الذي لا سبيل للنجاة إلا به -- {و من يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا}-- فقد بيّن نبينا صلى الله عليه و سلم الداء و بيّن الدواء! و هذا من تمام و كمال دعوته اما اعتراض الدكتور س على أن الحديث: "يفتح باباً لأن تدعي كل فرقة أنها الناجية، وأن غيرها هو الهالك، وفي هذا ما فيه من تمزيق للأمة، وطعن بعضها في بعض، مما يضعفها جميعًا، ويقوي عدوها عليها، ويغريه بها" فهذا مردود!! فقد سبق لنا و أن قلنا أن النبي صلى الله عليه و سلم قد بيّن الداء و بيّن الدواء، فقال صلى الله عليه و سلم: 1-"هي الجماعة" 2-"ما أنا عليه و أصحابي" 3-و قال: "عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" 4- و قال: "خير الناس قرني ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم" و هذا كله يبيّن بوضوح أن منهاج الفرقة الناجية واضح لا غبار عليه و لا غموض فيه و قد ميّز الأئمة من السلف و من تبعهم من علماء الأمة الربانيين إلى يومنا هذا بين الفرقة الناجية و بقية الفرق الضالة و ألفوا فيها الكتب و المصنفات بل لو سألنا الدكتور س نفسه اليوم: إلى من تنتمي: إلى السنة أو الشيعة؟ إلى السنة أو إلى الأشاعرة؟ إلى السنة أو إلى المعتزلة؟ إلى السنة أو إلى القدرية؟ إلى السنة أو إلى الخوارج؟ فبماذا سيجيب؟ لا أُراه إلا قائلاً: إلى السنة وهذا من حسن الظن بما سيدعيه و إلا فهو مخالف لقوله للأسف فهل عندما ادعى الأوزاعي و السفيانان و أبو حنيفة و الشافعي و مالك و أحمد بن حنبل و البخاري و غيرهم من الأئمة أنهم من أنصار الفرقة الناجية و على منهاجها و ردوا على المخالفين من أهل البدع و ضللولهم و نسبوهم للفرق الهالكة، هل عندما ادعى هؤلاء الأعلام ذلك، مزّقوا الأمّة و طعنوا فيها و ضعّفوا من شوكتها و وقووا عدوّها عليها و أغروه بها؟؟؟!! كلا و الله!! بل أن الأمة حفظها الله بحفظ أولئك لدينه و لسنة نبيه صلى الله عليه و سلم و على منهاج القرون المفضلة فهم جمعوا الأمة و وحدوها و رفعوا من شأنها و قووها و جعلوها الأعلى قدرا من بين الأمم و حفظوا أصول دينها و جعلوا أعداءها يهابونها... و قد عاشت الأمة أيام عزها و مجدها في تلك العصور فرحمهم الله رحمة واسعة و أسكنهم فسيح جنانه بما خدموا الأمة و بذلوا لأجلها الغالي و النفيس نعود لنقول: ثم هل كان أتباع هؤلاء الأئمة في إحياء العقيدة و المنهج كمثل شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيّم و من بعدهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ثم مشايخ عصرنا الألباني و ابن باز و ابن عثيمين، هل كان هؤلاء على حق فيما بينوه و علموه للناس من سلامة المعتقد و حسن المنهج و تبديع أهل الزيغ و تضليلهم أم كانوا على باطل؟! هل مزقوا الأمة؟ هل ضعّفوها؟! هل أعانوا عدوها عليها؟ كلا و الله فرحمهم الله رحمة واسعة و ألحقهم بسلفهم و ألحقنا بهم جميعاً!! بل و الله ما رأينا التمزق و التشتت و ضعف الشوكة في الأمة، و ما رأينا الطعن في أصول الدين و فروعه، و إعانة أعداء الأمة عليها إلا على يدي أمثالك أيها الدكتور س!! فأنت من ميّعت الدين و عقدت الصلح و اللقاءات مع الروافض و قطعت حواجز العقيدة و المنهج التي تفصلنا عنهم و أنت من رددت أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم بهواك لأنها لم توافق عقلك و ذوقك و أنت من انبرى للفتاوى التي لا مثيل لها من تحليل حرام أو تحريم حلال و أنت من فتح أبواب الفتنة أمام الشباب و أزلت حواجز الستر على فتيات الأمة و أنت من أزال العداء العقدي الذي أصله فينا نبينا صلى الله عليه و سلم على اليهود و النصارى حتى جعلتهم إخوة لنا و أنت أول من انبرى للدفاع عن أصنام الوثنية بحجة أنها من التراث لما أراد المسلمون تدميرها و أنت من روّج للقنوات الفضائية الفاسدة و زرعت ثقة الناس بها و بأخبارها و دعوت نساء المسلمين للعمل فيها و أنت من مدح الأغاني و المغنيات و الأفلام و الممثلين و جعلت تذكرهم بالفضل و الوقار و أنت و أنت و أنت... و قائمة التهم تطول جداً...!! فكيف ترمي غيرك ----مظنة---- من خلال الحديث بما أنت واقع فيه بل غارق فيه ----واقعاً----؟؟! فلا حول و لا قوة إلا بالله رجوعاً للكلام عن الحديث، نقول: ج- أن تضعيف ابن حزم للزيادة يرده ما قررناه أعلاه من ثبوته بتعدد الطرق و من الحديث الثاني الذي لم يذكره الدكتور س، كما يرده أن الذين صححوا الزيادة أكثر و أعلم بالحديث من ابن حزم! لا سيما و هو معروف عند اهل العلم بتشدده في النقد، فلا ينبغي أن يحتج به إذا تفرد عند عدم المخالفة؛ فكيف إذا خالف؟ و هذا يرد كلام الشوكاني الذي ما زاد عن أن نقل كلام ابن حزم على الحديث و بشكل خاطئ، فقد قال ابن حزم عن الزيادة أنها: "لا تصح" بينما نسب له الشوكاني عبارة: "إنها موضوعة"!! و أما قول الشوكاني عن الزيادة: "فقد ضعفها جماعة من المحدثين" فمن هم هؤلاء الجماعة؟! فإنه لم يُعلم أن أحداً من المحدثين قد ضعّفها من قبل و أما ابن الوزير، فكلامه ي بأنه لم يطعن في الزيادة من حيث إسنادها و إنما من حيث المعنى ثم إن ابن الوزير قد صحح حديث معاوية هذا في كتابه "الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم" عندما تكلم في فصل خاص عن الصحابة الذين طعن فيهم الشيعة و منهم معاوية -رضي الله عنه- فسرد ما له من احاديث و منها هذا الحديث و بيّن الشيخ صالح المقبلي --و هو من علماء اليمن-- معنى الحديث و تكلم عليه بكلام مطوّل رد فيه استشكال ابن الوزير معنى الحديث و وجهه التوجيه الصحيح و قد نقل كلامه الإمام الألباني -رحمه الله- كاملاً في السلسلة عند الكلام عن الحديث المذكور. [راجع السلسلة الصحيحة برقم 204، المجلد الأول، ص 409-414] ثم أن الدكتور س قد رد على نفسه بنفسه عندما بيّن أن المقصود بعبارة "كلها في النار" أي: إبتداء، و أنهم لا يخلدون فيها فهذا يدل على أن الحديث لا يتعارض مع أصول الدين البتة و أما قوله في بعض من قد يكون من بين تلك الفرق الضالة "... ولا سيما إذا كانوا قد بذلوا وسعهم في معرفة الحق، ولكنهم لم يوفقوا وأخطأوا الطريق، وقد وضع الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه." فدليل على أنه لم يفهم الحديث بعد!! فهؤلاء لا يشملهم الحديث! بل أن الظن فيهم أنهم باجتهادهم في معرفة الحق -و هذا علمه عند الله- قد أخطأوا فهؤلاء مأجورون بإذن الله تعالى! لكن الكلام على من سلك غير سبيل المؤمنين و عاند أهل السنة و الجماعة! أو من تعالم و ظن أنه أهل للاجتهاد في اختيار الطريق التي سلكها فيما ظن فيه اتباع النبي صلى الله عليه و سلم. فهذا جاهل مركب أصر على جهله و أرى بأن يقرأ الدكتور س و من أراد الكلام المفصل على هذا الحديث و من يشملهم الحديث كلام الشيخ صالح المقبلي اليمني المتقدم ذكره... و هو موجود في السلسلة الصحيحة في نهاية بحث الحديث الثاني. هذا ما تيسر لي جمعه و الاطلاع عليه من كلام إمامنا العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- للرد على الدكتور س و أمثاله ممن لم يعنوا بالصنعة الحديثية من قريب أو من بعيد، ناهيك عن ضلاله العقدي و المنهجي و الفكري في شتى نواحي الشريعة، مما يشهد عليه العالم الإسلامي اليوم. نسأل الله التوفيق و السداد... أخوكم: أبو عمر إسماعيل العمري . منقول عن شبكة سحاب السلفية مع بعض التصرف. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() نقد ونقض كتاب :«الفرقة الناجية هي الأمّة الإسلاميّة كلّها» للشيخ محمد موسى نصر الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وعلى آله وصحبه أهلِ الوفا، ومن لأثره اقتفى. أمّا بعد: فقد وقفت على كتاب غاية في السوء والافتراء والكذب، والدعوة إلى البدعة، وتسوية المسلمين بالمجرمين، والمشركين بالموحّدين، مع دعوة حميمة لتهييج الحكّام على فئات من العلماء والدعاة وطلاب العلم. وهذا ديدن أهل البدع -قديماً وحديثاً-: اتّهام أهل السنّة، ونبزهم بألقاب السوء والوقيعة فيهم، فهم خواء من العلم النافع، يلجأون إلى أساليب رخيصة دنيئة لتحجيم دعوة الحقّ، ودعاة الصدق، ولكن هيهات هيهات، فإنّ الله وعد الفرقة الناجية بالانتصار، والظهور، والتّمكين، رغم أُنوف المخالفين والمخذِّلين. وأحاديث افتراق هذه الأمّة ثابتة، وهي واضحة الدلالة -رغم تلبيس بعض الذين أضلّهم الله على علم-. ولم يختلف عُلماء السلف، وفُضلاء الخلف على تفسيرها وتأويلها، بل أفردوها بمصنّفات ومؤلفات -رواية ودراية-. وبين يديَّ كتاب بعنوان: الفرقة الناجية هي الأمّة الإسلاميّة كلّها للدكتور محمد عادل عزيزة الكيالي –هداه الله-شطّ في كتابه، وخبط خبط عشواء، ولم يلتزم فهم العلماء الربانيين لحديث افتراق الأمّة، وأتى بآراء شاذّة، لم يسبق إليها. ولي معه جولات ووقفات لبيان أخطائه وانحرافاته ومجازفاته، وحقده، وتحامله على العلماء الربانيين، والدعاة الصادقين، فأقول وبالله وحده أصول وأجول: نداء استغاثة ◄أظهر المؤلف فزعه وجزعه من تفرّق الأمّة الإسلاميّة، ودعا إلى جمع صف المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وناشد صانعي المعروف، والباحثين عن الصدقة الجارية -للتغرير بهم- من أجل طبع كتابه النشاز، الذي زاد الأمّة خبالاً وتفرقاً؛ حيث أبعدها عن نبعها الصافي -كتاباً وسنّة واتباعاً لمنهج سلف الأمّة-.فنقول لهذا المدعي الحرقةَ على وحدة المسلمين: إنّ وحدة المسلمين واجتماعهم -يا هذا- لا تكون إلا على أساس كلمة التوحيد، لا على عقائد شتّى، من اعتزال، وتجهُّم، وتصوّف، وتمشعر، وخارجيّة -قديمة وحديثة-، وإرجاء، وغير ذلك من عقائد منحرفة، لتجعل منهم –جميعاً- مسخاً بلا عقيدة صحيحة، ولا منهج سوي، وإنما خليطاً من التناقضات والضلالات، وجعلهم كلهم سواءاً! وهذا ما لا يشهد له عقل، ولا نقل، ولا كتاب، ولا سنّة، ولا قول صاحب، فكيف تسوي بين المحسن والمسيء، والظالم والسابق بالخيرات، والمسلم والمجرم؟ واللهُ قد فرّق بينهم في كتابه وعلى لسان رسوله، قال –تعالى-: {لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [الأنفال: 37]، وقال –تعالى-: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ} [فاطر:16-22]، وقال –تعالى-: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر:9]، ومثل ذلك كثير في الكتاب العزيز. ◄ادّعى (ص3) حذفَ كثيرٍ من العبارات الشديدة!! والصحيح أنّ ما افتراه على خصومه قد وقع هو نفسه فيه في مواضع شتّى من كتابه، كما في (ص6، ص7، ص25، ص35، ص42، ص43، ص47، ص49)، وغيرها كثير، ونـذكره بقول الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف:2-3]، ولقد أصابه قول القائل: «رمتني بدائها وانسلت». ◄قوله (ص4): «قالوا: كيف تدخل كل المسلمين الجنّة وتجعلهم جميعاً من الفرقة الناجية مع وجود مخالفات، ومعاصٍ عندهم، فأجبتهم بأنّ الذي أدخلهم الجنّة هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». فأقول: هذا كذب على الرسول - ![]() فكيف تصحح عقائد هؤلاء وتدخلهم الجنّة -ابتداءً-، وتزعم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهد لهم بالجنّة {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور:16]، فإنّ من أعظم الكذب والافتراء أن يكذب الرجل على الله ورسوله، وقد حذر من ذلك، قال –تعالى-: {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة:169]، وقوله: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } [النحل:116]. ◄ثمّ استدرك افتراءه على الرسول - ![]() ![]() قلت: أراد أن يُصلح فأفسد أكثر من قبل؛ فإنّ الرسول - ![]() ◄قوله (ص4): «وعتب عليّ بعض الأحبّة إيرادي لنصوص المتطرفين». أقول: إنّ رميَ المسلمين المتمسكين بالكتاب والسنّة، والعمل بمنهج سلف الأمّة بالمتطرفين هي طريقة الدول الاستعماريّة، من الأمريكان واليهود، فهي عبارة يتداولها رؤساء الكفر والطغيان، يرمون بها كلّ متمسك بدينه؛ فهنيئاً لك إذ قلّدتهم، واتّبعت سَنَنَهُم، وشابهت أعداء الإسلام باستعمال ألفاظهم، وقد نهانا الشرع عن استعمال ألفاظ أعدائنا، قال –تعالى-: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا } [البقرة: 104]. ◄قال (ص4): «فأجبته بأنّ أصحابها لا يخجلون منها، بل يعدونها من أنفس أبواب العلم التي هي عندهم، بل هي من مآثرهم ومفاخرهم التي يعتزون بها». أقول: هذه دعوة للحزبيّة المقيتة التي يتبرأ منها السلفيون، فليس العلم -عندهم- حكراً على جماعة أو طائفة، فأبواب العلم لكل مسلم من أمّة محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل هي لأمّة الإجابة والدعوة جميعاً، فما بوّبه البخاري ومسلم وغيرهما من علماء الإسلام ليس لفئة دون فئة. ولقد بوّب هؤلاء العلماء، وألّفوا، وصنّفوا للناس جميعاً، ولم يكونوا يَدْعُون أحداً دون أحد، أو يعلِّمونه شيئاً مما كتبوا دون غيره -كما هو حال متعصبة المذاهب، الذين جعلوا القرآن عِضين-. ◄وأمّا قولك (ص5): «التي يعتزون بها، ويلقنونها التلاميذ مدرستهم الفكريّة». فأقول: نعم؛ الاعتزاز، أن يعتز المسلم بـ(قال الله، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال الصحابة)، وهل العلم إلا هذا -كما قال الإمام الذهبي: العلم قـال الله قال رسولـه قـال الصحابة ليس بالتمويـه ثمّ إنّ المدرسة السلفيّة: هي مدرسة الاتباع لا الابتداع، ولا مدرسة الآراء والأقيسة العقليّة، والاستدراك على الوحي، والتقوّل على المعصوم -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا؛ فهم يُحاربون الرأي والأفكار التي تخالف نصوص الوحيين.ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بيـن الرسول وبين رأي فقيه كلا ولا جحد الصفات ونفيها حذراً مـن التشبيـه والتعطيل ◄ثُمَّ قال –هداه الله- (ص5): «وهي نصوص مقتطفة من كتب تملأ أرفف بعض المكتبات في دولة الإمارات العربيّة المتحدة الحبيبة التي تنعم بالأمن والأمان . . . وأن يُجنّبها وبال الأفكار الإرهابيّة، والحركات التطرفيّة، والمؤلفات التدميريّة». ونحن ندعو لكل بلاد المسلمين بالأمن والأمان والإيمان -بدءاً بأرض الحرمين وانتهاءً بأصغر بلد من بلدان الإسلام-، بل نحن –ولله الحمد- مِن أوائل من نهى عن هذه الأفعال قبل وقوعها، وأوّل من خطّأ فاعليها في بلاد الكفر، فكيف في بلاد الإسلام! ونحن نتبرأ من كل الغلاة أينما كانوا، ونحارب الغلو في التكفير، والتفجير، والتدمير، ونتبرّأ من أهله، ومن يناصر أهله. فكيف ترمي السلفيين –عامّة- بهذه التهمة الشنيعة، والفرية العظيمة؟! فالسلفيون -أيها الظالم المفتري- من أشد الناس نبذاً للإرهاب، وردّاً على التكفيريين والتفجيريين، ولهم عشرات الكتب المؤلفة في ذلك، فاتقِ الله ولا تَسْتَعْدِ عليهم حكّامهم فتبوء بإثمهم. ◄قال (ص6): «وليحرقوا ما تبقّى منها حفاظاً على وحدة الأمّة الإسلاميّة». أقول: ومتى كانت كتب السنّة والفقه مفرّقة للأمّة الإسلاميّة؟! إنّ بيان عقيدة أهل السنّة والجماعة، وتوضيح منهجهم يوحّد الأمّة، ويجمع كلمتها ولا يفرقها، إنّ الذي يفرّق الأمّة هو تصدّر الجهلة وتعالمهم، ونشر كتب الخلف المليئة بالبدع والضلالات والخرافات الخالية من الدليل، الداعية إلى التعصّب المقيت، والتقليد الأعمى، والابتداع، المنفّر من الاتباع القائم على الدليل من الكتاب والسنّة، ومنهج سلف الأمّة. ثمّ؛ لماذا لم يُسمّ المؤلف هذه الكتب التي تفرّق الأمّة؟! أمّ أنّه نفس الأسلوب القائم على الغمغمة، والتعمية، والتضليل لحاجة في نفسه!!؟ لأجل إثارة البلبلة الفكريّة التي يحذّر منها الناس، لماذا هذه الازدواجيّة في المعايير! ◄وقال –هداه الله- (ص7): «وكذلك من يكفّر أبا حنيفة وأهل دبي و(أبو ظبي)، ويشبّه أتباع المذاهب الأربعة بالحمير . . .». أقول: من كفّر أبا حنيفة فهو ظالم لنفسه، فهو إمام جليل، ومجتهد مأجور، لكن لماذا خلْط الأوراق، دُلَّني على عالم سلفي معتبر -من علماء هذه الدعوة المباركة- يُكفّر أبا حنيفة، وأين قال ذلك؟ وفي أي كتاب –خصوصاً أئمتنا الثلاثة- ابن باز والألباني وابن العثيمين. لكنّه التشويش، والتهويش، والشغب على أهل السنّة والجماعة -من السلفيين- من غير بيِّنة، ولا برهان، ولا كتاب منير، لكن دلَّني -بالله عليك- كيف اعتصرت ثمانياً وأربعين صفحة من الكتاب المشار إليه، إلا بعد أن قدّمت، وأخرت، وزدت، وحذفت، وتلاعبت بالنصوص؟! ثمّ من هو ذاك الذي يجترئ على تكفير أهل بلد بأكمله؛ بمن فيهم من الأطفال، والنساء، والصغار، والكبار، والعرب، والعجم –بالجملة- كما سوّدتَ في كتابك المشؤوم!! لا ريب أنّ من فعل ذلك –على استحالته وبُعدِه- جاهلٌ كائناً من كان. ثمّ هلَّا سمّيتَه، وعرّفت به ليحذره المسلمون؟ لماذا تكتّمت عليه، والتكتم على المجرمين إجرام؟ لماذا لم تبيّن مقاله؟ أفي كتاب هو أم في شريط؟ لكنك مولَع برمي الأبرياء بالبهتان، فالسلفيّون أبعد الناس عن التكفير، والتفجير، والتدمير. ◄قال (ص7): «فـولاة الأمور يُستتابون عند هؤلاء، وإلا ضربت أعناقهم». أقول: دعك مـن هذا الأسلوب الرخيص، الذي تستعدي به الحكومات على شباب الأمّة، العاملين بدينهم، خصوصاً أنك تخلط بين التكفيريين –خوارج العصر- وبين السلفيين، فالسلفيون بُرآءُ من وصمة التكفير، وما ينتج عنه من تدمير وتفجير. ◄قال (ص7): «رغم كل هذا التجاوز، والتطرف، والغلو، والإرهاب الفكري من قبل المتشددين». أقول: هذه عبارات مطاطيّة يستخدمها أعداء الأمّة -من يهود، ونصارى، ومن قوى الكفر والطغيان- تريد بها التزلف لهؤلاء ولو على حساب إخوانك المسلمين. ◄قال (ص8): «وأمّا الجزار والمجرم فهو الذي يحذر من خطورة هذه الأفكار، وكذلك من ينوِّه إلى أثرها الفتّاك على وحدة الأمّة الإسلاميّة». أقول-مرّة أخرى-: لماذا هذا التباكي على وحدة الأمّة، بعيداً عن التوحيد الذي من أجله خلق الجن والإنس، والذي هو حق الله على العبيد، فأولى بك أن تبكي على عقيدة الأمّة، وسلامة توحيدها؛ لأنه هو أساس وحدتها لو كنتم تعلمون!! ◄قال (ص8) –أيضاً-: «ولو وجد المحذر، وعلم، ورأى، وتيقّن أنّ هذه الكتب بمثابة السم». أقول: بل إنّ كتابك هذا هو السم الناقع بعينه؛ حيث أنه يطعن في أئمة أهل السنّة والجماعة في هذا العصر، الأئمة الثلاثة: ابن باز، والألباني، وابن العثيمين، ويصحح مذاهب الجهميّة الفاسدة، والصوفية الضالّة، والرافضة الخبيثة، والمرجئة الهالكة، والحزبيّة العفنة، والمذهبيّة المقيتة، ويسوي بين الصالح والطالح، والعادل والظالم، والمسلم والمجرم، ويخبط ويخلط بين الحق والباطل. ◄قال (ص9): «هذا وقد انتشر الفكر التكفيري بسبب رقدة العلماء المعتبرين -من أهل السنّة والجماعة-، وسباتهم العميق، وهم ما بين غافل لا يدري ما يجري حوله في الساحة الفكريّة، حيث ترك الذبّ عن عقيدة الأمّة وحراسة التوحيد من عبث العابثين، وتلاعب المحرّفين والمدّعين». أقول: إن أراد بالعلماء الساكتين: المتعالمين مِن أمثاله، ومن ينهجون نهجه، فهذا حقّ؛ فإنهم من أبعد الناس عن نصرة الكتاب والسنّة وعقيدة التوحيد. أمّا علماؤنا ومشايخنا، أئمة أهل السنّة والجماعة –قديماً وحديثاً-، فهذه كتبهم ورسائلهم شاهد صدق عليهم، ولو أردنا إحصاء ردودهم ما استطعنا؛ فهم حذروا - ولا زالوا يُحذّرون- من التكفير، والغلو، والإرهاب، فلماذا هذا الخلط والتضليل المشين؟ ◄قال في الصفحة نفسها: «وترك الدفاع عن المتبعين للأئمة الأربعة، بل ترك المتطرفين يصفونهم بالحمير تارة، وبالمغضوب عليهم تارة أخرى، يتوعدونهم بالاستتابة من التزام مذهب معيّن وإلا ضربت أعناقهم . . .». ◄ثمّ تناقض بعد أقل من سطر، فأخذ يطعن بعلماء أهل السنّة والجماعة قائلاً: «وأما المتغافلون منهم، فإنهم يعيشون حياة اللامبالاة بما يصيب الأمّة إيثاراً للسلامة على الجهد والتعب، وحفاظاً على أقواتهم أن تقطع، وأرزاقهم أن تهدد...» إلى آخر ما قال من هذيان وسوء أدب مع العلماء. أقول: ◘أولاً: هؤلاء الذين تنقل عنهم -إن صحّ ما تنقله عنهم- فهم لا يمثلون علماء أهل السنّة والجماعة، وكلامهم مردود عليهم، ونحن لا نقدّس أحداً -ولو أصاب الحقّ- فكيف إذا أخطأ وتطاول على الأئمة؟! وعجيب أمرك! كيف تأمر بالأدب مع الأئمة الأربعة وأنت تنقض ذلك بالطعن بالعلماء والأئمة من غيرهم، والأدب هو الأدب مع كلِّ العلماء، تصفهم تارة بالغافلين، وتارة بأنهم يُؤْثِرون مصالحهم وأرزاقهم على الحق، وتارة بأنهم رقود وفي سبات عميق، وأنهم لا يدرون ما يجري حولهم، وأنهم لا يذبّون عن العقيدة والدين إيثاراً لأرزاقهم ومصالحهم الذاتيّة. والحقيقة أنّ هذه الأوصاف وأشدّ منها تنطبق على أرباب التصوّف، أصحاب الطرق، أعوان كلّ بدعة وضلالة واستعمار في كلّ زمان ومكان، يتأكّلون بالدين، ويطعنون الحقّ المبين. <h3>◘ثمّ ما أدراك أنهم لا يقومون بواجب النصح والتذكير؟ أطّلعت الغيب؟! أم هو الكذب والافتراء والمين؟ ◘ثمّ إنّك تتباكى على العقيدة، فأقول لك: أي عقيدة هذه التي تتبناها أنت، وتدعو لها، وتنتصر لها؟ وأين موقعها من عقيدة أهل السنّة والجماعة «عقيدة السلف الصالح»؟ وقد صححت -بمنهجك الفاسد الكاسد، العاطل الباطل- عقائد أهل البدع والأهواء جميعها من جهميّة، ورافضة، وصوفيّة، ومعتزلة، وخوارج، وأحباش، وغيرهم، ثمّ تدّعي نصرة عقيدة أهل السنّة والجماعة، فأي غشّ وتضليل أشدّ من هذا؟! ◘وأمّا قولك: «وأمّا المتغافلون منهم فإنهم يعيشون حياة اللامبالاة بما يصيب الأمّة إيثاراً للسلامة . . .». هذا سوء أدب آخر أشدّ من الأول، وهل أنت –فقط- الذي تنصح للأمّة، وتسهر الليل على سلامتها، وتُؤْثِر مصالحها وغاياتها على مصالحك الشخصيّة؟! والواقع خلاف ذلك، فلم نرَ منك إلا الصدّ عن الحق، والطعن في علماء الأمّة الربانيين، والمشاقّة لمنهج السلف الصالح، من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين. ◄وقال في الصفحة نفسها –أيضاً-: «يشعر بغربة عجيبة جداً لقلّة المساندين له، ويصبح في نظر الكثيرين من العامّة إنساناً غير سوي، مثيراً للفتن والقلاقل، مشاغباً شاذّاً . . .». أقول: لقد صدق –والله- حكم العامّة عليك وعلى أمثالك، فإذا كان هذا هو حكم العامّة على ما صنعت –الذين هم على الفطرة- فكيف حكم العلماء، الذين جمع علمهم الصحيح مع فطرتهم؟!! لا شكّ أنهم سيحجرون عليك ويردون عليك قائلين: فدع عنك الكتابة لست منها ولو سوّدت وجهك بالمداد ◄ثمّ أَوْرَدَ حديثاً(1)، دون تخريج –كعادته- كعشرات الأحاديث الضعيفة التي استشهد بها، وهكذا أهل البدع يتكئون على الأحاديث الضعيفة والموضوعة لترويج باطلهم، وزخرفة بهرجهم، والحديث: «كيف بكم أيها الناس إذا طغى نساؤكم، وفسدت فتياتكم»! فأين التخريج يا دكتور؟! والحديث أخرجه أبو يعلى (11/304)، و«مجمع الزوائـد» (7/280)، والفردوس (3/295)، و«الزهد» لابن المبارك (1376). ولنا وقفات أخرى مع الدكتور -بإذن الله-. ــــ (1) وقد تصرّف في ألفاظه!! نقلا عن شبكة المنهاج.
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() دفع الاختلاق عن حديث الافتراق ![]() ذكر بعض من حكم بصحة الحديث : ◄قال الإمام ابن تيمية - رحمه الله - :"و إن كان بعض الناس كابن حزم يضعف هذه الأحاديث ، فأكثر أهل العلم قبلوها و صدقوه" .اهـ. الفتاوى(16/491 ( ومن هؤلاء الأجلة – رحمهم الله جميعا-( 6): ◄الترمذي : قال في حديث أبي هريرة : "حسن صحيح"- ◄وأقره المنذري ، كما في "تحفة الأحوذي" (7/333). وقال في حديث عبد الله بن عمرو : " حسن غريب مفسر". ◄وقال الحاكم (1/218) : "هذا حديث كثر في الأصول" وقال أيضا:" هذه أسانيد تقوم بها الحجة في تصحيح هذا الحديث" ◄ووافقه الذهبي في "تلخيص المستدرك" ◄ورواه بعض الأئمة ممن اشترط الصحة: كابن خزيمة في "صحيحه" ◄وابن حبان في "صحيحه" أيضا ◄و الضياء المقدسي في "المختارة".. ◄وسكت عنه أبو داود ، فهو صالح عنده – كما عُلم من اصطلاحه - ◄ونقل الزركشي عن البيهقي تصحيحه - كما في كشف الخفاء (2/368)- ◄وقال ابن تيمية في الفتاوى (3/345): "الحديث صحيح " ◄وقال ابن كثير في "التفسير"(2/610): "طرقه يشد بعضها بعضا" ◄وقال الحافظ العراقي في "تخريج الاحياء"(3/230): أسانيده جياد" ◄وقال الهيثمي في المجمع (6/350) : "رجاله ثقات" ◄وحسنه الحافظ ابن حجر في "تخريج الكشاف"(ص63) ◄وأورد السخاوي في "المقاصد" تصحيح الترمذي الحاكم و سكت عليه. ◄وقال البوصيري في "الزوائد": "إسناده صحيح ، رجاله ثقات" ◄وصححه السيوطي ، بل عده من المتواتر- كما في "فيض القدير" (2/20) - ◄وقال المناوي في التيسير "أسانيده جيدة" – كما في نظم المتناثر (ص31)- وقال الفتني في "تذكرة الموضوعات" (ص 62) : "حسن صحيح" ◄وصححه الشاطبي في "الاعتصام" (2/189-191 ) ◄وصححه الأمير الصنعاني في رسالة " افتراق الأمة" ◄وصححه ابن الوزير في "الروض الباسم" ، و المقبلي في "العلم الشامخ"(7 ) ◄و من المعاصرين(8) :أحمد شاكر والألباني رحمهما الله، والأرناؤوط وغيرهم . وأظن أن في هذه النقول مقنعا و كفاية لطلاب الحق و أولي العقول ، والله أعلم ◘ ثم حاول السقاف إعلال المتن بمخالفة قوله تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس } وقوله تعالى { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً } قال : "فهذه الآيات تقرر أن هذه الأمة هي خير الأمم ، وأنها أوسطها ؛ أي : أفضلها وأعدلها ، وأما هذا الحديث فيقرر أنَّ هذه الأمة شر الأمم وأكثرها فتنة وفساداً وافتراقاً." وهذا مدفوع من وجوه ، منها : 1. أن من ذكر الحديث من نقاد الحديث والمفسرين ما تعرضوا له بمثل هذا الاعلال. 2. أن كثرة الفرق لا يلزم منها كثرة الهالكين ، لأن أكثر الأمة عوام ، ولا شك في براءتهم من الابتداع آخرهم كأولهم. فما ذُكر من العدد في الحديث ليس لبيان كثرة الهالكين ، وإنما لبيان اتساع طرق الضلال وتشعبها. 3.أن تفرق أمتنا أهون شراً من تفرق غيرها من الأمم قبلها، وهو مُقابل بألوان من الخير والفضائل تغطي النقص الحاصل. 4.أنه كغيره من نصوص الوعيد لا يلزم تحققه في كل فرد من أفراد تلك الفرق ، لجواز تخلف المقتضي عن المقتضى لمعارض راجح :إما توبة ، وإما حسنات ماحية ، وإما مصائب مكفرة ، وإما شفاعة مقبولة وإما غير ذلك. وبهذا يندفع الاشكال ، ويتفق الحديث مع الآية ، كما يتفق مع الأحاديث الأخرى القاضية بدخول الجنة لمن قال لا إله إلا الله. ، والله أعلم .(9) ◘ ومن الشبه التي أغار بها على الحديث قوله "أنَّ كلَّ من صنَّف في الفِرَقِ كتب أسماء فِرَق يغاير في كتابه لما كتبه الآخر ، ولا زالت تحدث في كل عصر فِرَقٌ جديدة بحيث أن حصرهم لها غير صحيح ولا واقعي " وليس هذا الاعلال بشيء ! لأنه إن صح الحديث وجب تلقيه بالتسليم والقبول ، وترك التعرض له بمثل هذه التعليلات العليلة. فقد ثبت فيه افتراق الأمة إلى ثلاث و سبعين فرقة ، منها ثنتان و سبعون ضالة ، واجتهد بعض العلماء في تعيينها ، وكان الأولى بهم ترك ذلك ، والوقوف عند ما وقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم . وفي هذا السياق يقول الصنعاني - رحمه الله -: " ومنهم من يشتغل بتعداد الفرق المخالفة لما هو عليه ، ويعمد إلى ما شذت به تلك من الأقوال ، فينقله عنها ليبين بذلك أنها هالكة ... وكان الأحسن بالناظر في الحديث أن يكتفي بالتفسير النبوي لتلك الفرقة بأنها من كان على ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وقد عرف بحمد الله من له أدنى همة في الدين ما كانوا عليه من الأقوال والأفعال حتى أكلهم وشربهم ونومهم ويقظتهم ، حتى كأنا رأيناهم رأي عين ، وبعد ذلك فمن رزقه الله إنصافا من نفسه ، وجعله من أولي الألباب ،لا يخفاه حال نفسه أولا هل هو متبع لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أو غير متبع ؟ ثم لا يخفى حال غيره من كل طائفة هل هي متبعة أو مبتدعة" . اهـ باختصار يسير. ◘ ومن ذلك قوله : انَّ متن هذا الحديث مضطرب : ففي بعض طرقه ((ألاوإنَّ هذه الأمة ستتفرق على ثلاث وسبعين فرقة في الأهواء )) رواه ابن أبي عاصم... (69) وفي بعضها : "فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار" رواه ابن أبي عاصم(63) وفي بعضها : " لم ينج منها إلا ثلاث" رواه ابن عاصم (71) وفي بعضها :"كلها في النار إلا السواد الأعظم " رواها ابن أبي عاصم (68) .... !! وفي بعضها كما عند ابن حبان (15/125) قال : " إنَّ اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة والنصارى على مثل ذلك ... ". وتلاعب بعضهم في متن هذا الحديث أكثر فذكر في آخره : " من أخبثها الشيعة " وبعضهم قال (( شرهم الذين يقيسون الأمور بآرائهم )) يشير إلى الحنفية أتباع الإمام أبي حنيفة - رحمه الله تعالى -. وفي بعض رواياتهم التالفة : "كلهم في الجنة إلا القدرية" وفي بعضها "إلا الزنادقة" وهكذا !! وكل ذلك كذب وافتراء على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وإذا دقق الباحث بالأخص وكذا القارىء والسامع في هذه الألفاظ واستعرضها جيداً فيمكن أن يعرف من أين جاءت "اهـ. أقول : أما الرواية الأولى فمختصرة من الثانية فلا مدخل لها في إعلال الحديث أصلا ، كيف وهي مبينة له ؟! و أما رواية ((لم ينج منها إلا ثلاث)) فقد ضعفها السقاف نفسه- كما تقدم - ! مع العلم أنها خارجة عن محل النزاع لتعلقها ببني إسرائيل ، ولهذا كتم السقاف لفظها – فيما تقدم- موهما تعلقها بالأمة المحمدية. وقل مثل ذلك في رواية : " أخبثها من يتشع" ، و رواية "شرهم الذين يقيسون الأمور بآرائهم " و أما رواية " السواد الأعظم " فموافقة للروايات الأخرى كـ"الجماعة" و"ما انا عليه و أصحابي" والمقصود منها التمسك بما كان عليه سواد عامة أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم - ، و أما رواية : "كلهم في الجنة إلا القدرية"وفي الأخرى "إلا الزنادقة" فتالفة حقا كما قال السقاف، بل هي موضوعة ، فلا تصلح – مع ما قبلها - لاعلال الخبر بالاضطراب لأن شرطه أن يروى الحديث من وجوه لا يمكن الجمع و لا الترجيح بينها، فما كان ضعيفا، فلا يصلح لمعارضة الوجوه الثابتة ، فكيف إذا كان ضعفه شديدا ؟... ◘ ومن ذلك قوله : أن عبارة (( ما عليه أنا وأصحابي)) لا يعقل أن يصح صدوره (10) منه صلى الله عليه وآله وسلم لأمور أذكر واحد منها: وهو أنَّ الصحابة افترقوا في عهد رابع الخلفاء الراشدين سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه إلى ثلاث فرق ، فرقة مع سيدنا علي عليه السلام وهي التي على الحق بنصوص الأحاديث الكثيرة المقطوع بها . وفرقة قعدت ولم تناصر رابع الخلفاء الراشدين الذي هو إمام أهل الحق ولم تقاتل مع أحد من الفريقين وقد ندم أفرادها وهم قلائل على القعود بعد ذلك . وفرقة مع معاوية وحزبه وهي الفئة الباغية بنص الحديث الذي رواه البخاري (1/541) و (6/30) ومسلم (4/2235/2915) والذي فيه ![]() أقول : أولا : ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم –" أنه قال : (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) . وقوله:" قرني" مضاف إلى معرفة ، وهو من صيغ العموم ، فيعم الحكم بالخيرية جميع الصحابة رضوان الله عنهم . ومن مقتضاه دخولهم في الفرقة الناجية – المذكورة في حديث الافتراق - دخولا أوليا ، ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم - في صفتها: (( ما أنا عليه وأصحابي)). ولازم السؤال الذي طرحه السقاف أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم- مقصرا في البيان ، وهو باطل بالاتفاق ، فالملزوم مثله ! ثانيا : جعل السقاف اختلاف الصحابة في المسألة التي اشار إليها من التفرق الذي يضلل فيه المخالف ، ولاسلف له في ذلك إلا بعضا من أهل الضلال كالروافض والخوارج ونحوهم. على أنه يقول "إن كل مجتهد مصيب" ، فلم لا يعذر الصحابة في مسألة كهذه ، يدور الأمر فيها بين خطإ وصواب ، وراجح و مرجوح؟! ثالثا: وعلى التسليم بأنهم "افترقوا" نقول : لا شك ان الحكم يدور مع علته و جودا و عدما ، وقد رتب السقاف الحكم بامتناع قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : "ما أنا عليه وأصحابي" على افتراق الصحابة . لكن زالت العلة باجتماع الصحابة رضوان الله عليهم على معاوية لما تنازل الحسن بن علي – رضي الله عنهم - عن الخلافة ، وتسمية ذلك العام عام الجماعة . ينتج من هذا زوال حكم السقاف بامتناع قول النبي – صلى الله عليه وسلم- : "ما أنا عليه وأصحابي" ، فيلزمه المصير إلى قولنا ! كتبه أبو حاتم السلفي الجزائري. منقول. الحواشي : 1- ولم أتعرض لألفاظ الحديث لإعراض السقاف عنها . 2- انظر ترجمة الأزدي في لسان الميزان (5/139) ، تاريخ بغداد (2/243) ، وتذكرة الحفاظ (3/967) 3- لسان الميزان 4- وبقيت ثلاث طرق ضعيفة جدا لا يفرح بها ، ولا بأس بإيرادها على سبيل التنبيه عليها : الأولى : عن سلمان بن طريف عنه. أخرجه الآجري (ص21) . وسلمان متهم بالوضع . الثانية : عن مبارك بن سحيم عنه . أخرجه أبو يعلى (7/ 32 ،36) و الآجري (1/23) و ابن عدي (6/322) . ومبارك "متروك". الثالثة : عن يحيى بن سعيد الأنصاري عنه . أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8/22) وعنه الضياء (7/297- 298) ، والعقيلي في الضعفاء (2/262) . وهي مضطربة سندا و متنا ، فانظر التفصيل في لسان الميزان (6/56) 5- على أن له سندا آخر عند الطبراني في "الكبير" (18/51) ، وقال الهيثمي : "فيه جماعة لم أعرفهم" . 6- قد تختلف عباراتهم في الحكم ، لأن منهما ما يتعلق بالحديث بجملته ، ومنها ما يتعلق ببعض أسانيده 7- استفدت ذلك من "الصحيحة" للعلامة الألباني رحمه الله (رقم 204) 8- وللشيخ سليم الهلالي رسالة نافعة في الباب سماها : "درء الارتياب عن حديث ما انا عليه والأصحاب" ، ومثلها:"نصح الأمة في فهم افتراق أحاديث الأمة" له أيضا. 9- وانظر لزاما رسالة "افتراق الأمة" للأمير الصنعاني ، والعلم الشامخ للمقبلي – رحمهما الله- . 10- كذا ، والصواب : "صدورها" |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() جزاكمـ الله خير على هذا العمل والمجهود الطيب |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() امين امين امين , ولك بمثل ما دعوت لي وزيادة إن شاء الله.
![]() افتراق الامة وخصائص الفرقة الناجية أخبر النبى صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه أن اليهود افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة، وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، وهذه الفرق كلها فى النار إلا واحدة، وهى من كان على مثل ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه". وهذه هى الفرقة الناجية، التى نجت فى الدنيا من البدع وتنجو فى الأخرة من النار وهى الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة التى لا تزال ظاهرة قائمة بأمر الله عز وجل. وهذه الفرق الثلاث والسبعون التى واحدة منهاعلى الحق والباقى على الباطل حاول بعض الناس ان يعددها وشعب أهل البدع إلى خمس شعب وجعل من كل شعبة فروعا ليصلوا إلى هذا الحد وإلى هذا العدد الذى عينه النبى صلى الله عليه وسلم، ورأى بعض الناس أن الأولى الكف عن التعداد؛ لأن هذه الفرق ليست وحدها التى ضلت بل قد ضل أناس ضلالا أكثر مما كانت عليه من قبل، وحدثت بعد أن حصرت هذه الفرق باثنتين وسبعين فرقة وقالوا: إن هذا العدد لا ينتهى ولايمكن العلم بانتهائه إلا فى أخر الوقت، فى اّخر الزمان عندى قيام الساعة. فالأولى ان نجمل ما أجمله النبى صلى الله عليه وسلم ونقول هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحدة ثم نقول: كل من خالف ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو داخل فى هذه الفرق، وقد يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى أصول لم نعلم منها الأن إلا مايبلغ العشرة، وقد يكون أشار إلى أصول تتضمن فروعا كما ذهب إليه بعض الناس فالعلم عند الله عز وجل. خصائص الفرقة الناجية: أبرز خصائص الفرقة الناجية هى التمسك بما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم فى العقيدة، والعبادة، والأخلاق، المعاملة هذه الامور الأربعة تجد الفرقة الناجية بارزة فيها. ففى العقيدة تجدها متمسكة بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، من التوحيد الخالص فى ربوبية الله وألوهيته وأسمائه وصفاته. وفى العبادات تجد هذه الفرقة متميزة فى تمسكها التام وتطبيقها لما كان النبى صلى الله عليه وسلم فى العبادات، فى أجناسها وصفاتها وأقدارها وأزمنتها و أمكنتها وأسبابها فلا تجد عندهم ابتداعا فى دين الله، بل هم متأدبون غاية التأدب مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لا يتقدمون بين يدى الله ورسوله، فى إدخال شىء من العبادات لم يأذن به الله عز وجل. تجدهم أيضا فى الأخلاق متميزين عن غيرهم بحسن الأخلاق بمحبة الخير للمسلمين، بانشراح الصدر، بطلاقة الوجه، بحسن المنطق،إلى غير ذلك من مكارم الأخلاق ومحاسنها. وفى المعاملات تجدهم يعاملوا الناس بالصدق والبيان للذين أشار إليهما النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما فى بيعهما، وإذا كذبا وكتما، محقت بركة بيعهما"، فهذه الميزة والعلامة لأهل السنة والجماعة للفرقة الناجية التى كانت على ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم. من (فقه العبادات)لفضيلة الشيخ "محمد بن صالح العثيمين" |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() للرفع........
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() بارك الله فيكم |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الافتراق, جيدة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc