الطائفي والسياسي في تظاهرات الخليج .

[فجرالحرية]

لا يمكن لأحد أن يحجر على حق الشعوب في البلدان التي تعاني الظلم في التظاهر السلمي تعبيرًا عن الرأي, وأي تظاهرة تحدث في تلك البلدان تنطلق من وصفها, باعتبارها وطنية بأجندة داخلية؛ أي أن وقودها ومحركها للتظاهر, أو غير ذلك من الفعاليات والأنشطة السياسية, إنما هو شعورها الوطني وحسّها العام بما تعانيه البلاد. وعلى ذلك فإن التحركات تصبغها الصبغة السياسية, التي عندها تلتقي كافة مكونات المجتمع, أو تفترق.. فالاجتماع على مصلحة وطنية, والاختلاف يكون على مثل ذلك, أما حينما تجتمع طائفة ذات لون, أو مذهب, أو لغة, فنجد أنفسنا أمام ظاهرة طائفية بامتياز لا سياسية.
وعلى هذا الأساس من التمييز بين الطائفي والسياسي, نقول: إن ثورات الربيع العربي, التي راج عبيرها في عدة دول عربية شقيقة, إنما كان حدثًا سياسيًّا صرفًا, اجتمع فيه المسلم وغيره, والتقى فيه الإسلامي وغير الإسلامي وغيرهما تحت مظلة واحدة..
وهؤلاء أيضًا إنما كان هدفهم سياسيًّا بامتياز, رغم تعدد انتماءاتهم, واختلاف مشاربهم وأديانهم وطوائفهم, فهم كانوا يسعون لإسقاط الطغمة الفاسدة التي أذاقت الجميع من صنوف العذاب ألوانًا.. ولم يكن لطائفة بذاتها هدفًا ذاتيًّا.
وهذا الذي رأيناه في دول الربيع العربي، جدّ مختلف عما يدور في بعض دول الخليج العربي, وفي مقدمتها البحرين الشقيقة, التي تئنّ من وقع التظاهرات الطائفية ذات اللون الواحد والهدف الواحد.
فتلك التظاهرات التي خرجت يوم الجمعة, ما خرجت إلا استجابة لنداء الملالي في ظهران التي يسوءها أيما إساءة أن ترى دول الخليج وقد انتظمت في عقد واحد يلبي طموحات شعوبها، ويردع تهديدات أعدائها.
فما كان الخروج إذن لمصلحة وطنية راجحة، وما كان الخروج مطالبة سياسية مشروعة.. وإنما هو خروج من أجل مصلحة فارسية طاغية، وخروج من أجل مطالب طائفية مقيتة, تضع قضبان الحديد في عجلة الاتحاد الخليجي..
قد يكون مفهومًا أن تعترض إيران الفارسية الصفوية على مشروع الاتحاد الخليجي؛ لأنها تريد الخليج قصعة مستباحة, وقد نتفهم خوفهم من اتحاد يجمع البحرين والسعودية، ولكن ما خوف شيعة البحرين من اتحاد كهذا؟!!
إن الذين يزوّرون الحقائق, ويسمون الأمور بغير مسمياتها, لا يغرنّهم استجابة السُّذَّج لدعواتهم وآرائهم؛ فالغالبية تدرك أن ما يدور في البحرين وغيرها من دول الخليج من تظاهرات تعلو فيها الرايات السود, إنما تحركها قلوب أشد سوادًا وحقدًا على العرب والسُّنَّة..
وستحترق تلك الأيدي وتلك الأصابع المحركة بصنيعها الطائفي بامتياز. المصدر : لجينيات