جدد حياتك و اشحذ المنشار

[belaifa boukhari]

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الإنسان منذ وعيه بذاته وهو يحاول إثبات وجوده عن طريق العمل والجهد ليُثبت لنفسه و للآخرين أنه موجود و مؤثر في حياتهم ، وهو في خضم هذه المعركة ينسى أن لنفسه ولجسده عليه حقا ، إن الإنسان في هذا العصر يحتاج الكثير من الجهد العقلي والجسدي لينافس في عصر سُمي بعصر الثورة الرقمية والعلمية وعصر السرعة وكذلك عصر التعقيد والفرص، ولكي يستمر يحتاج ليجدد طاقته العقلية والجسدية والروحية.

تجديد الحياة أو شحذ المنشار حسب أنتوني روبنز في كتابه الشهير العادات السبع ، من المعاني المهمة التي ركز عليها العديد من العلماء و الفقهاء، بل إن الرسول عليه الصلاة والسلام عُرف عليه اعتكافه في المسجد أو خارج المدينة لمدة من الزمن لإعادة الشحن ورفع مستوى الاستعداد للمستقبل، وقد عرف عن أينشتاين أنه كان يذهب في رحلة صيد للاستجمام قبل اعتكافه على حل إحدى المسائل المعقدة.

إن شحذ المنشار يا صديقي أمر في غاية الأهمية وربما أهم من العمل في حد ذاته في فترة التعب و النصب، وليكون فعالا يجب أن نعمل على الجوانب الثلاثة المكونة لنا أي العقل و الروح و الجسد.

نشحذ و نجدد طاقة العقل من خلال القراءة أولا ، القراءة فيما نحب و نهوى قراءة من أجل السعادة و المتعة أولا ، قراءة القصص و المواعظ مثلا ، ثم مشاهدة البرامج الممتعة في حدود المعقول و كذلك مصاحبة محبي العلم والاكتشاف و مناقشتهم، ثم أعط لعقلك فرصة للراحة ، وقم بتمارين التركيز و التأمل.

نشحذ و نجدد طاقة الجسم بممارسة الهواية المفضلة خصوصا مع الأصدقاء، ثم بالاسترخاء و ممارسة التأمل، وكذلك بالسفر والسياحة والتعرف على الثقافات المتنوعة و خصوصا جولات المشي على الأقدام بين المناطق المتقاربة.

نجدد طاقتنا الروحية من خلال العبادات أولا و الاعتكاف ثانيا ثم بالأعمال الخيرية ثالثا ، إن العبادات على اختلاف أنواعها تمدنا بطاقة روحية كبيرة خصوصا الصلاة و الصيام خصوصا و نحن مقبلين عن شهر رمضان المبارك فهو فرصة لتجديد طاقتنا الروحية، شهر من العمل الخيري و العبادات المتنوعة الجسمية و القلبية ، و اعتكاف على كتاب الله.

إن الإنسان يحتاج الراحة كما يحتاج العمل و في سنة النوم دليل ألاهي على أهمية الراحة استعدادا للعمل.