
مساء الخير وصحا فطوركم
*************************
يعود الحكواتي من جديد حاملا ذلك الكتاب
ويفتحه مرة اخرى ليبدا
نادى الفرسان أبيهم المنهمك في أكل لحم القنفذ.. طعامه المفضل كل يوم..
-يا أبانا العزيز.. أيها الفارس الجبّار.. يا كبير القوم ساعدنا..
في البداية لم يرد عليهم وفجأة صرخ من داخل منزله كأن الرعد قصف في وجوههم:
-ما بكم.. دعوني وشأني.. هيا انصرفوا...
لكن الإخوة ألحوا على أبيهم كي يستمع لهم ويساعدهم أو يدلهم على مكان الحمامتين... ولتحقيق حلم صهرهم إكراماً لزوجاتهم.
نظر الأب إلى السماء والشرر يتطاير من عينيه ثم قال:
أين صهركم لأعلكه بين أسناني كاللبان؟! ألا ترون أن الفاكهة تنقص غذائي اليوم.. هيا ارموه أمامي.. أطيعوني.. ألست أباكم..؟!
أحضر الأبناء مجموعة قنافيذ وقدموها لأبيهم المريض بداء الجوع المزمن فوافق على طلبهم وقال:
-العملاقان (طاموس وراموس) يسكنان قصراً على قمة الجبل الأخضر يحرسان ويخدمان فتاتين جميلتين في مقتبل العمر يعيشان معاً.. إنهما صاحبتا الحمامتين..
حينما علم الأمير من الفرسان أن قمة الجبل الأخضر تخفي أسرار الحمامتين سارع إلى جواده، واتجه صوب القمة حيث القصر المنيف والعملاقان المملوكان..
وصل الأمير وكم كانت البهجة تعتري ملامحه وهو يرى الحمامتين تستقبلانه قرب القصر، لم يصدق ما رأت عيناه في بداية الأمر، لكن ترحاب الفتاتين اللتين وجدهما على باب القصر ينتظرانه أكد له أنهما صاحبتا الحمامتين المهاجرتين، وعرف بعدئذ أن الحمامتين تقومان بمساعدة الأسرى والحياري. وأنهما أوصلتا الرسائل بين أخواته والفرسان شهوراً قبل أن يتم الاتفاق على الزواج بينهما، كما أخرجتاه من عزلته وحيرته عندما أبلغته رسالة الفتاتين.
بعد أيام تزوج الأمير بالفتاتين فطربت أخواته لعرسه،،، دقت الطبول وأقيمت الأفراح ورقص الفرسان رقصتهم المعهودة المتمثلة في الالتفاف حول بعضهم على شكل حلقة، يترنحون هنا وهناك يميناً ويساراً في غروب الشمس إلى مطلع الفجر... وعاد الأمير إلى بلدته رفقة زوجتيه سالماً غانماً، مكرماً ناعماً...
** *
كان للأمير الشاب عمٌّ شديد البأس، غليظ القلب، ملكته الغيرة حينما علم بزواج ابن أخيه ورأى العروسين الباهرتين بجمالهما، فكر بخبث وشرع في تدبير مكيدة للتخلص من ابن أخيه الأمير الشاب قصد امتلاك زوجتيه الجميلتين..
** *
يا ترى ماهي
هذا ما سنكمله غدا ان كان للعمر بقية
صح فطوركم
أحلام سرمدية