السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..أما بعد..إِخوتي في الله تأملوا معنا هذا المقطع المنقول من كلام الشيخ العالم المجاهد أبا عمر السيف رحمه الله نحسبه كذلك والله حسيبه، إذ يقول"إن ما وصل إليه حال الأمة اليوم من الذلة والضعف وتكالب الأعداء على خيراتها يرجع إلى تخليها عن خصلتين من خصال حملة الرسالة وهما الشجاعة والكرم وبهما يقوم الجهاد في سبيل الله تعالى، فبالشجاعة يجاهد المسلم بنفسه، وبالكرم يجاهد بماله، ومتى تخلت الأمة عن هاتين الخصلتين فقد تخلت عن حمل الرسالة كما أرادها الله أن تحمل ورضيت بالذلة والضعف، قال صلى الله عليه وسلم: « يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها »، قيل: يا رسول الله فمن قلة يومئذ قال: « لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم، وينزع الرعب من قلوب عدوكم، لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت ».
وكانت جديرة بالاستبدال لتخليها عن هاتين الخصلتين،عن ترك الشجاعة: ** إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُم } [التوبة:39] وقال عن ترك الكرم والإنفاق في سبيل الله: ** هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } [محمد:38]، وهذه سنة الله تعالى المشاهدة الملموسة في الواقع، ووعده الصادق الذي لا يتبدل.
فعندما اتصف رجال قليلون من هذه الأمة بهاتين الخصلتين – الشجاعة والكرم – في بلاد الشيشان استطاعوا بحمد الله تعالى دحر العدو الروسي الكافر الذي خرج من البلاد يجر أذيال الخيبة والهزيمة.
و الغاية التي شرع لأجلها الجهاد بالنفس والمال أن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله، قال تعالى: ** وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِير }، وقال تعالى: ** وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز .الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور }.
رحم الله الشيخ أبا عمر السيف ، وأسكنه فسيح جناته ، ونحسبه والله حسيبه ممن قرن العلم بالعمل ... فإلى جنات الخلد أيها العالم العامل .