حكاية كل عاشق
قصة حبٍ حقيقية .... أحداث وحوارات حقيقية ....
أما لماذا أفردت لها موضوعاً خاصاً ... فالجواب هو أنني وجدت فيها عبراً كثيرة ستكتشفونها ولا شك بعد قراءتها ....
بدأت أحداث هذه القصة عام 1994 وانتهت عام 2000 ....
هي لم تنتهي ... ولكن أحداثها هي التي انتهت ...
والآن صديقي صديقتي ... هل تحبون قراءة هكذا نوع من القصص ؟ .... وهل لديكم نفسٌ طويل في القراءة ؟ .... إذاً سأسردها لكم وعن لسان صاحبها أي بطلها ....
ضعوا موسيقى هادئة على آذانكم واسمعوا ماذا يقول ذلك الشاب ...................................................... .................................................. ...................
طوال حياتي كنت أعتقد أن قلبي كالصخرة بل أشد ... وأنه لن تقدر أية فتاة على ترطيبه ثم الولوج إليه لا أعلم لم .... إلى أن سمعت تلك المقطوعة الشعرية الرائعة بإسلوب الشعر الحديث ....
كنت أتحدث مع فتاة على الهاتف ( زميلة ) وأخذنا الحديث إلى موضوع الشعر والشعراء .... فقالت لي ....
- اسمع هذا الشعر على لسان فتاة وأعطني رأيك .... ( وبدأت بسرده على مسامعي )
- يا لجماله ( قلت لها ) ... من تلك التي كتبته ؟
- إنها قريبتي ... هل أعجبك حقاً ...
- إن فيه سحر ومشاعر دفاقة وأحاسيس مميزة .... إسمعي ... هل تسدين لي خدمة ؟
- طبعاً ... تفضل
- أريد أن تعرفيني على قريبتك ....
- لماذا ؟
- حقاً إن هذه الفتاة أثارت فضولي وأريد التعرف على شخصيتها عن كثب أحس أن لديها مشاعر مميزة وموهبة كبيرة ....
( وبعد عدة محاولات كانت شبه صعبة استطعت أن أتعرف عليها وفعلاً بدأنا نتحادث على الهاتف ... ثم التقيتها وبعد فترة قصيرة ظهر بيننا انسجام كبير وصرنا فعلاً أصدقاء بكل معنى الكلمة ....
أدخلتها إلى قلبي وأطلعتها على كل أفكاري وهمومي وهواجسي ... وفعلت هي كذلك الأمر نفس الشي ..... وكانت تعيش حياة متعبة مع والدها العجوز وأختها الكبيرة ( العانس كما يقولون ) ...
وبعد شهر ونصف تقريباً من تعارفنا صارحتها بحبي وصارحتني هي كذلك .... كانت سعادتها كبيرة ... فلقد كنت بالنسبة لها والدها وأخوها وصديقها وحبيبها وكل شيء .... كنت لها كل الحنان والحب والأمان .... كانت علاقتنا قمة في التفاهم والرقي ... وكنت من جهتي أشعر بارتياح كبير وأنا أحادثها أو أمشي معها ....
أخبرتها ذات يوم أنني أريد الزواج منها كما وعدتها ولكنني سأ تأخر ربما سنتين أو ثلاثة سنوات حتى أكون نفسي وأكون جاهزاً ... فقالت لي إن كنت تعدني وعد رجل بأنك لن تتركني فأنا سأنتظرك مدى الحياة ولن أتنازل عنك ..... وفعلاً هذا ماحصل ... لقد بدأت بانتظاري ورفضت كل العرسان الذين تقدموا لها ..... واستمرت علاقتنا .... أنا أعمل بجد وأدخر ... وهي تنتظرني ....
ذات يوم كنت متعباً نفسياً .... لم أذهب للعمل .... وعند الساعة الثانية عشر تقريباً جلست في إحدى الحدائق الصغيرة في أحد الأحياء وبدأت أتصفح جريدة كنت قد اشتريتها لا أعلم لم ....
بعد دقائق نظرت إلى جهة اليمين فرأيت فتاةً عبر نافذة مطلة وقريبة جداً من سور الحديقة المنخفض .... كانت تجلس
أمام طاولة وتحتسي القهوة بأناقة عجيبة .... نظرت إليها ...
- يا إلهي ما أبهى تلك الفتاة .... ما أجملها ... ما أشد الهيبة والوقار اللذان يصدران منها ....
بدأ قلبي يدق بسرعة كبيرة .... لم يدق قلبي في حياته كما دق الآن .... أحسست وأنا مازلت أنظرها بشيء يسري في جسدي .... أول مرة أشعر وكأن شيئاً يدفع أوصالي لترجف .... لا أعلم لا أعلم ...
وجدت مقعداً أقرب إلى النافذة فذهبت إليه وجلست .... وفعلاً ظهرت لي ملامح الفتاة بشكل أوضح وأبهى .... كانت تقرأ في كتيب صغير وكنت أنظر إليها كالمجنون ... أو كمن فقد شيئاً ويئس منه ثم وجده فجأة .... لا أعلم ....
كان وبالقرب من نافذتها بعض الصغار يلعبون بالكرة ... فخطرت على بالي فكرة لم أستطع مقاومتها وكأن السحر قد أصابني .... ذهبت إلى الأولاد وقلت ...
- مرحباً يا شباب ...
- أهلين عمو ....
- أنا قاعد لحالي وكتير مالل ... شو رأيكن تلعبوني معكن ... أنا لحالي وإنتو كلكن علي .... شو ؟
- إي إي موافقين يالله ....
( وفعلاً بدأت المباراة وأخذت الكرة أولاً وبدأت أقترب من النافذة وعندما وصلت إليها قذفت الكرة لبعيد وجرى وراءها الصغار .... هه ....
وهنا أخرجت من جيبي بطاقتي ( كرت فيزيت ) عليه اسمي ورقم بيتي ومحلّي ووضعته على حافة النافذة وقلت للفتاة التي كانت تنظر إلي باستغراب .... قلت لها ....
- فعلاً آسف لهذه الطريقة ولكنني مضطر .... هناك أمور يجب أن أقولها لك ... وأتمنى أن تمنحيني الوقت لأخبرك إياها ... ممكن ؟
- مدت يدها الرقيقة وأمسكت الكرت وقرأته بشيء من الإستهزاء المصطنع .... ثم .... ثم مزقته ورمته أمامي وقامت من مكانها وهي تقول لي .... لو سمحت إذهب من هنا ... فأنت تلفت النظر إلي بوقفتك هذه ألا تلاحظ ....
( ثم دخلت للداخل ............ يا إلهي ماذا جرى .... ماذا فعلت ....
ألف سؤال تبادر إلى ذهني في لحظة واحدة ... لماذا فعلت هذا .... ماذا فعلت بي هذه الفتاة ... ماذا بشأن الفتاة التي أحبها وسأتزوجها ....
ذهبت إلى البيت ودخلت غرفتي وأنا أسب اللحظة التي لم أذهب بها إلى عملي ....
لم أنم ليلتها أبداً .... وأنا أفكر بها وأسأل نفسي بتلك الأسئلة نفسها دون أن أجد لها جواباً واحدأ ....
لقد أحببتها .... نعم لقد أحببتها بجنون .... هذا ما توصلت إليه ... وحبي لتلك الفتاة الطيبة لم يتعدى عن كونه حب عطف كما يسمونه .... أحترمها وأقدرها وأعجب بها ولكنني كنت أعتقد بأنني أحبها ... يا إلهي ما هذه الورطة التي قذفت بنفسي إليها ....
لم أعلم على من ألقي اللوم .... ألقيته على نفسي في الآخر ...
ماذا أفعل ؟؟؟ ماذا أريد ؟؟؟ لم أعلم
بعد ثلاثة أيام أو أربع ذهبت في نفس الموعد إلى نفس الحديقة ... وجلست قرابة الساعة حتى ظهرت الفتاة .... لا أستطيع أن أصف مالذي اعترى قلبي لحظتها .... ولكن سرعان ما تبدل شعوري عندما شاهدتني الفتاة ثم إقتربت من النافذة وأغلقتها بقوة ....
هنا خرجت عن طوع عقلي وقمت فجأة وخرجت من الحديقة إلى مدخل المبنى الذي تسكن فيه ... وطرقت الباب الذي توقعت أنه باب منزلها طرقات خفيفة .... يا لجنوني .... لم أكن أعرف ماذا سأقول لها أو من سيفتح لي أو ماذا سأقول إن فتح لي شخص غيرها ...
من حسن حظي أنها هي التي فتحت الباب بعد أن نظرت من ( عين الساحرة ) .... فتحت وقالت
- هل أنت مجنون ؟ ماذا تريد ؟ إياك أن تعيدها .....إذهب الآن قبل أن أصرخ لأمي ....
وكانت تنظر للداخل تارة وإلي تارة وهي تتحدث بصوت هامس ....
- قلت لها بهدوء مع ابتسامة صغيرة .... هل تعلمين ماهو أجمل شيء في الوردة ؟
- لا أريد أن أعرف .... هيا إذهب من هنا ....
- سأذهب ولكنني سأسألك مجدداً ...
( وذهبت .... ذهبت ومشيت في الشوارع حتى منتصف الليل وأنا أفكر وأتساءل ... أندم وأحس بأنني خائن تارةً ... ثم أعزي نفسي بأشياء وأسباب لم أعلم يومها إن كانت منطقية أم لا ....
ومضى أسبوعين وأنا مشتت .... قليل النوم ... كثير الهم ... لاحظ علي والداي وإخوتي وأصدقائي إلا الفتاة التي واعدتها بالزواج لأنني لا أستطيع أن أتخلى عن ذرة واحدة من طريقة معاملتي لها أو أسلوبي في حديثها وهي التي وثقت بي عدا عن أنني لا أكن لها إلا كل شعور طيب و جميل وأحترمها بكل معنى الكلمة ....
وبعد أسبوعين وبعض اليوم .... رن هاتف المنزل حوالي الساعة الخامسة صباحاً ....
كنت نائماً وكان الهاتف بجانبي ....
رفعت السماعة بسرعة وقلت ...
- ألو ..... ألو ..... ألو ...
- صباح الخير
- صباح الخير ....
- هل أنت ( فلان )
- نعم أنا فلان ... من يتحدث ؟
- توقعت أنك ستعرف صوتي ....
- أهذا أنت ؟ .... معقول ؟
- ولم العجب ؟
- ولكن كيف عرفت اسمي ورقمي ؟
- هه ... حفظتهما من بطاقتك التي رميتها لي قبل أن أمزقها ....
- مممممممممممممم ...
- هل أزعجتك ؟
- لا أبداً .... بل أنا سعيد بهاتفك وأرجو أن لا يأتي أحد من طرفك ليقطع حديثنا ...
- اطمئن ... والدي يعيش في أوربا مع عمله وزوجته ... وأخواتي وأخوتي جميعهم متزوجون ...أنا هنا لوحدي مع والدتي وهي نائمة الآن ...
- عظيم ....
- اسمع ... أنا اتصلت لأنني أحسست أن لديك أشياء لتقولها فعلاً .... وأحببت أن أمنحك فرصة ...
- حسناً أنا أشكرك ... فعلاً لدي ما أقوله
- ولكن أولا أحب أن أعرف ماهو سر سؤالك ذاك
- أية سؤال ؟
- سؤالك عن ماهو أجمل مافي الوردة ...
- آآآ ... نعم أحببت أن أعرف رأيك ...
- أجمل مافي الوردة هو .... هو .... را ئحتها أو شكلها ... يعني المسألة نسبية ...
- أما أنا فأظن أن أجمل مافيها هو أشواكها ...
- أشواكها ؟؟
- أجل .... ولهذا السبب فلقد !!!!!!!!!!
- ماذا ؟؟؟
- فلقد أحببتك ....
- أحببتني أنا .... لماذا ؟؟؟ ماذا تعرف عني كي تحبني ؟
- وهل يجب أن أعرف عنك أي شيء حتى أحبك .... يبدو أنه لديك وجهة نظر معينة في الحب ...
( وهنا صمتت .... فقلت لها ....)
- أرجو أن لا أكون قد ضايقتك بشيء ....
- لست متضايقة .... لكنني مستغربة .... وفي رأسي الآن عدة أسئلة وعلامات استفهام ....
( ثم ضحكت برقة حتى رفرف قلبي .... سألتها لماذا تضحكين ... قالت ...
تذكرت حيلتك مع الأولاد كي تتحدث معي ... ومن ثم جرأتك في دق باب بيتي ..... في الحقيقة لم أشك أبداً أن جرأتك تلك كانت بدافع من شعور قوي وليس بدافع الطيش لأنني لا حظت من مظهرك أنك على قدر من الإتزان وفي كلامك أيضاً .... ربما هذا ما شجعني لأتصل بك .....)
( واستمرت مكالمتنا ثلاث ساعات وربما أكثر .... كانت أجمل لحظات حياتي ... نسيت فيها كل شيء ... نسيت الدنيا بأكملها ... سبحت في عالم من السحر ... أسلمت نفسي وجوارحي وقلبي للحب .... ولكن ثمة شيء كان يؤلمني من الداخل .... ويوقظني كل دقيقة ....
إنها تلك الفتاة التي واعدتها بالزواج ....
يا إلهي أية دوامة أوقعت بها نفسي .... لا أستطيع أن أخلف وعدي لتلك الفتاة بالزواج منها مهما حصل .... ولا أستطيع قهر حبي لتلك الفتاة ذات البهاء الخاص والسحر الذي غطى كل مافيها ... والرقي في كلامها في صوتها في فكرها في شكلها في حركاتها ... في سكناتها ....
يا رب ماذا أفعل ؟؟؟ ماذا أفعل )
.................................................. .................................................. ..........
إلى هنا أصدقائي ينتهي القسم الأول من هذه الحكاية .... وغداً إن شاء الله وإن لم أمت سأكمل لكم البقية الحارة من هذه القصة ....
وإلى ذلك الوقت أرجو لكم كل الحب ....