[°-.| معزوفــة مـوتْ |.-•°]

[•~ندية الجوري~•]

السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...~

وحدهُ أزيز الوِّحشة من يُعربد بين أضلعي
و وحده جوع القلب من يُؤدّي طقوس الإرتجاف
و قدْ خُلعتْ عنّي مواقيت الشّتاء
و قشّرتْ حشود الصّقيع عن جسدي إرتعاش العظام
وحده القهر من يتوسّد بقايا حُنجرتي
و قد عانقتني العتمة و منحتني حقّ اللّجوء إلى زواياها
و تفاصيل شوارعنا التي باتت مُعبّدة برذاذ الشقاء
معبّدة بـ أنين اليتامى
معبّدة بـ عيون السّهر
و كم تبوح تجاويفها بـ أسرار خُبث
و يـا مِلْحها المُنهمر
المُستقرّ بـ قلبي ..
المُتشابك بـ أنامل تخنق عنق طمئنينتي الواهية
و حسبي أّني قد اِستباح حُلمي
يعسوب الظّلام و طرطقة جرائد تحكي عن فقراء المقابر
و ما كان حُلمي إلاّ حديثا لـعفريتٍ من الجنّ لم يأتي إليّ بعرش السّلام
لم يأتني بـ أنامل دفء تغطي هذا الشّتاء
و كم جدّة في الدّنا نـزّ إبهامها حكايا عطاء
و مسك طهر
بوخز الإبر
لترسم دفئا لأفئدة كم كانتْ تهاب حرّ سقر
و زالتْ خيوط و طالتْ أُخر
و كم تشنق اليوم حُبــاً و صدقاً
و كم تَعْدِم أملاً مُنتظر
كان قلبا بريئا تموسق حُسنا
طيفا جميلا
يهدي العروق كثيراً من الكبرياء
و من الحبّ بُرْدة تغطّي برد الشتاء

ما كان يدري عن لهيب الظّلم كيف يستعر
كيف ينهش أحشائي
يـعتكف بـ قلبي المسجّر حزنا

و أصمدّ رغم رياح شهيقي
فـ كم يتسكّع في شوارع قهري أملاً يحتظر
و الموتُ يحميه من ظـلّ الأحذية
يحميه من أغصان الأراكِ التي طهّرت أفواها من لحم اليتامى
و ظلام القلوب يزيد إتّساخا
و رجس الخطايا يصبّ فناجين ضوء
تزيد إغتلاس المساء
و ها سيق بي و رميتُ بمنفى إحتظاري
و ذنبي ما إقترفته يدايا
و تعالت في داخلي زغاريد جرح
و أهازيج قهر
و آنية مثقلة بالكلام الذي ما تبدّى
إلاّ ليهدي رؤوسا إلى المقصلة

تحيّة وفاءْ