اكتشاف علمي يثير ضجة لدى الأوساط الدينية .

[*Alexander*]

اكتشـاف «جسـيم الإلـه»:

الطريق إلى فهم نشوء الكون

أكد علماء من مركز الأبحاث الأوروبي في فيزياء الجسيمات («سيرن») في سويسرا، انهم اكتشفوا جسيماً دون ذري جديد، يحتمل أن يكون الجسيم «هيغز بوسون» المعروف بـ«جسيم الإله»، والذي يعد أداة حيوية في معرفة النواة الأساسية لتشكيل الكون.
وبالرغم من أن «هيغز بوسون» يعتبر أساسياً لفهم كيفية تشكل الكون، إلا أن وجوده ما زال نظرياً.
ويفسر الجسيم المكتشَف كيفية تكتل الجسيمات في تشكيل النجوم والكواكب والحياة على الكرة الأرضية.
نظرياً، يمكن القول إنه من دون وجود «هيغز بوسون»، فإن الجسيمات التي تشكل الكون ستبقى سائلة.
ويعتبر الجسيم، الجزء الأخير الذي لم يكتشف بعد في النموذج المعياري لكيفية تشكل الكون. ويماثل النموذج في أهميته بالنسبة إلى علماء الفيزياء، نظرية النشوء والتطور لدى علماء الأحياء.
وما لم يتوصل العلماء بعد إلى معرفته من خلال الاكتشاف الأخير هو تحديد ما إذا كان الجسيم الذي اكتشفوه هو فعلاً «هيغز بوسون»، أم أنه جسيم دون ذري بديل منه، أو آخر جديد كلياً، الأمر الذي قد يؤدي إلى إعادة التفكير في التركيبة الأساسية للمادة التي صنع منها الكون.
وقال المدير التنفيذي في المجلس البريطاني لمنشآت العلوم والتكنولوجيا جون وومرسلي، خلال مؤتمر صحافي في لندن «يمكنني أن أؤكد اكتشاف جسيم جديد يتوافق مع نظرية هيغز بوسون».
من جهته، قال مدير «سيرن» رولف هوير «لقد اكتشفنا حجر الزاوية في فيزياء الجسيمات»، مضيفاً «كباحث علماني، أعتقد أننا تمكنا من فعل ذلك أخيراً. اكتشفنا جسيماً جديداً يتسق مع هيغز بوسون».
ويعتبر «هيغز بوسون» جسيماً أساسياً في معرفة كيفية وجود ثقل في مادة الكون الأساسية، والتي إن جمعت مع قوة الجاذبية تعطي الأشياء وزنها.
وعمد مركز «سيرن»، قرب جنيف، إلى إحداث تصادم عال في طاقة البروتون من أجل إجراء المزيد من البحوث حول المادة السوداء، والمادة المضادة، والمادة الأساسية في تشكيل الكون، والتي يفسرها كثيرون بنظرية الانفجار الكوني.
وقال العالم الاسكتلندي بيتر هيغز، الذي كان أول من تنبأ في ستينيات القرن الماضي بوجود «الجسيم الاله»، «لا أعرف ما إذا كان الجسيم فعلاً يشكل جزءاً من النموذج المعياري، لكن الاكتشاف قريب جداً ممّا تنبأت به».
بدوره، اعتبر جو انكانديلا، مدير فريق «سي أم أس» (2100 باحث) الذي يقود مع فريق «أطلس» (3000 باحث) عملية اقتفاء أثر «هيغز بوسون» أن «هذه نتيجة أولية... لكننا نعتقد أنها قوية جداً ومتماسكة».
وأوضح إنكانديلا «ما زال الوقت مبكراً لكي نقر بحتمية اكتشاف «هيغز»، مردفاً «لا بد من أن يكون الجسيم الذي تم اكتشافه هو حقيقة هيغز بوسون، فهو أثقل جسيم تم اكتشافه حتى الآن»، مضيفاً «نحن قريبون جداً من معرفة نسيج الكون، وذلك بطريقة لم نفعلها من قبل. لقد أنهينا قصة أحد الجسيمات، نحن الآن نقترب من الحقيقة».
من جهتها، قالت مديرة فريق «أطلس»، فابيولا جيانوتي «شكرا أيتها الطبيعة»، لتعود وتعلن أمام عدد من المراسلين أن «النموذج المعياري في الفيزياء لم يكتمل». وأضافت «نحلم بأن نكتشف نظرية نهائية لتفسير الكون، لكننا ما زلنا بعيدين عن ذلك».
يذكر أن الفيزيائي ليون ليديرمان الحاصل على جائزة «نوبل» في الفيزياء، هو من صاغ عبارة «جسيم الإله» التي يستخدمها العلمانيون، وليس العلماء، للدلالة على هذا الجسيم الذي قد يفسر نشوء الكون.
(رويترز، أ ب)




بكاء العالم الفزيائي بيتر هيجز منذ ساعات وسط هتاف علماء العالم في سيرن ( منظمة البحث النووي في اوروبا) عند الاعلان عن إثبات نظريته، و هي تعتبر نهضة في علم الذرة، و اكتشاف عظيم يساعد على فهم تكوين الكون.