السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد
أنا أخوكم من الجزائر أتفضل إليكم بمسألة عجز فيها اللسان عن التعبير و العقل عن التفكير و التدبير، فأسأل الله عز و جل أن أجد الحل عندكم:
بعد مرور خمسة عشر يوما بعد رمضان رن هاتفي عدة مرات فلم أستطع الإجابة لأني كنت مشغولا و بعد مدة إتصلت بالرقم ظنا مني أنه أحد أصدقائي في حاجة إلي، فإذا بها امرأة و أخبرتني أنها رأت رقم هاتفي في المنام، لأول وهلة ظننت أنها من النساء اللواتي يعاكسن الرجال عن طريق الهاتف فنهرت في وجهها و طلبت منها أن تتقي الله لأنني لست ممن يتبع هواه و يجري وراء النساء،و أقفلت الخط في وجهها، ثم كتبت لها رسالة أقدم لها يد المساعدة إذا أرادت لكن في ما يرضي الله ؛لكن المرأة أعادت الإتصال، وأخبرتني أنها لا تريد أي شيء مني سوى أن أسمع حكايتها و أجيب على سؤالها؛فكان لها ما أرادت و قصتها كانت على النحو التالي:
في إحدى ليالي عشر أواخر رمضان و بعد التصحر قامت المرأة لصلاة الفجر ثم خلدت لتنام،فإذا بها ترى في المنام رقم هاتف و سمعت إسم رجل فقامت من النوم و هي متذكرة رقم الهاتف و الإسم لكن لم تتصل على الفور بل ترددت لكن بعد إستشارة إبنت خالتها إطمأنت المرأة و اتصلت على ذلك الرقم الذي هو رقم هاتفي و سألتني عن إسمي لم أخبرها عنه إلا إذا أعطتني سببا مقنعا لذلك فإذا بها تخبرني على إسمي و مواصفات أخرى لي،و هنا تأكدت أن المرأة صادقة في قولها و ما زادني ثبات في صدق أقوالها أنها كانت واثقة مما تقول و ليست مرتبكة ولا أقول هذا لأزيد من حيرتكم و لكن لحكم تجربتي في التعامل مع الناس .سألتني هل لي مشاكل في حياتي فربما سخرها الله لتكون مفتاحا لسعادتي؟أعلمتها أني شاب معتدل في حياتي و الحمد لله و ربما جعلني الله مفتاحا لسعادتها لأنها هي من رأت المنام و لست أنا ؛وأرادت أن تعلم سبب رأيتها لرقم هاتفي و لماذا أنا بالذات و لست شخصا آخر؟.
لم أجبها على الفور، و انتظرت إلى اليوم الموالي و اتصلت بها و أخبرتها أننا لسنا في عهد المعجزات و أن آخر معجزة هو كلام الله و سألتها إن كانت من المصلين فأجابتني أنها كذلك فطلبت منها أن تستخير الله عز و جل فأخبرتني بأنها فعلت و أنها إستأنست لي و إسترسلت في الحديث معي فأخبرتني عن إسمها و إسم مدينتها متحفظة على إسم عائلتها و عنوان سكنها الكامل فكان لها ما أرادت؛أخبرتني أنها لا تحب محادثة الرجال الأجانب و لا تهوى معاكستهم أو الخروج معهم وذلك بعد أن طلبت منها إذا أرادت ملاقاتي فلها ذلك؛إنتهى حديثنا عند هذا الحد داعيا الله أن يكون حلمها هذا خيرا لها و لي و طمأنتها لذلك لأن جميع أحلامها تحققت في أرض الواقع على حد قولها.
نسيت الأمر و ظننت أن كل شيء إنتهى عند هذا الحد لكن بعد مرور أسبوعين، رأيت في منامي أن إمرأة إتصلت بي و أقفلت الخط في وجهها و غضبت أشد الغضب لأنني علمت أنها تبحث عن اللهو و أنني أعرفها وأفقت من المنام فإذا بالساعة تشير إلى الثالثة صباحا،إستغفرت الله و تذكرت المرأة التي إتصلت بي منذ أسابيع؛أقمت صلاة الفجر و خلدت لأنام قليلا و بعد أن أفقت يرن الهاتف على صوت الرسالة،فإذا بها رسالة من عند المرأة التي رأت في منامها رقم هاتفي تسألني عن أحوالي،أجبتها بالرسالة أني بخير و الحمد لله.
بعد أن أنهيت أعمالي إتصلت بها لأسالها عن أحوالها و أخبرها عن الحلم ، فأخبرتني أنها بعد أن صلت الفجر تذكرتني ولم ترد إزعاجي في ذلك الوقت و أنها شعرت بأنني أفقت عندما بعثت الرسالة !!رغم بعد المسافة... لم نجد تفسيرا لهذا الأمر و طرحت عليها فكرة أن نبعث بهذه الحادثة التي هي أغرب من الخيال إلى أهل العلم لعلهم يفيدوننا فرحبت بالفكرة.
من يقرأ هذه الحادثة، يقول أنها من نسج الخيال أو أنها قصة لكاتب مبتدئ يهوى الكاتبة بأسلوب التشويق لكنها ببساطة حقيقة على أرض الواقع لم أجد له الإجابة، و لو لم أكن متأكدا من الأمر لما طرحت الأمر على أهل العلم لقول الله تعالى:" فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون۩ ".
أرجوا من كم أن تفيدونني على قدر علمكم في تفسير هذه المسألة و جزاكم الله بالجنة إن شاء الله و جعلني و إياكم من جيران الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم.
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.