لكم الله يا شعب الجنوب
أعلنا مركز الأرصاد الجوية ووزارة الصحة حالة الطوارئ مما سموه أرتفاع لدرجة الحرارة في الولايات الساحلية والداخلية بحيث تتجاوز 42 درجة. ضحكت كثيرا لسماعي لهاذ النبأ وتذكرت أوضاع حراس الحدود في جنوبنا الكبير وخاصة منطقة أدرار وعين صالح التي تتجاوز 55 إن لم نبالغ ونقول 60 درجة في الظل وليست في الشمس وهذا على مدار الصيف كل عام. فإذا كانت وزارة الصحة تنصح مواطني الشمال بالاستحمام ...كل ساعة أو نصف ساعة فما يفعل سكان هاته المناطق .
إذا كانت توصيهم بعدم ممارسة الرياضة فماذا يفعل العمال المهنيين والحرفين والأعمال الحرة والبطالين في مثل هاته الظروف القاسية في الجنوب التي تبعد نقاط العلاج فيها عن المواطن كبعد مابين الولايات في الشمال أما بالنسبة للمستشفيات فالكثير يموت قبل أن يصل .
إذا كانت تنصح بغلق النوافذ لتفادي دخول الحرارة لأن الظل عندهم بارد فالظل في الجنوب كما قلنا تتجاوز ف...يه الحرارة 55 درجة .
إذا كانت تنصح بعدم لبس الثياب معدا الخفيفة أو الشفافة فنحن في الجنوب لو أخذنا بهاته النصيحة لأحرقت جلودنا ونخرت عظامنا وسودت شفاهنا وسنهلك بهاته النصيحة الغالية.
إذا ما يفعل سكان الجنوب في ظل أرتفاع الفاحش لفاتورة الكهرباء والتي تتجاوز أحيانا الراتب الشهري هاذا لمن يملك راتب علاوة على الأنقطاعات المتكررة لتيار الكهربائي. ومع هذا كله لم تتذكرهم الوزارة حتى بالنصح على غرار أهل الشمال. فلكم الله يا أهل الجنوب فأنتم في الجهاد الأكبر وكما أن لكم ما يشغلكم من التهميش والحرمان والكبت والشعور بالظلم والقهر. لأهل الشمال ما يشغلهم من التنزه في الشواطئ والمسابح والمخيمات والحفلات والمهرجانات والبحار والأنهار.. فصبر جميل والله المستعان.