ألَا وإنّ في الجسد مُضغَة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ألَا وإنّ في الجسد مُضغَة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-04-25, 16:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Abdellah M
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Abdellah M
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 ألَا وإنّ في الجسد مُضغَة

بسم الله الرحمن الرحيم
القلب مصدر السّعادة والشّقاء للإنسان، فإن احتوى على نفس مطمئنة ومؤمنة بلقاء اللّه وبجنّته وناره، فصاحبه من السُّعداء، وإن احتوى على نفس أمَّارة بالسّوء، وتدفع للمعاصي والذّنوب والفواحش، فصاحبه من الأشقياء والعياذ باللّه.
إذا صلُح القلب صلح سائر الجسد، واستبشر صاحبه بالخير والنّور، وكان من أهل الخير والسّرور، فهو في الدّنيا بصير العين والقلب، ذو بصيرة ونضر ثاقب، يراقب ربّه عزّ وجلّ في السرّ والعلن، يرجو رحمة اللّه، ويخشى عذابه، تتوقّ نفسه للقاء اللّه، ليجد ما أعدّ اللّه له من النّعيم المقيم الّذي لا يحول ولا يزول، فهو من السّعداء في الدّنيا وفي القبر وفي الآخرة، علم حدود اللّه فوقف عندها ولم يتعدّاها ويتخطّاها إلى ما حرّم اللّه؛ بل التزم بما أمر اللّه به ورسوله عليه الصّلاة والسّلام، فهو وقَّافٌ عند حدود اللّه ومحارمه، يقوم بأوامر اللّه، ويجتنب نواهيه، فهنيئًا لهذا القلب المطمئن، هنيئًا له بما أعدّ اللّه له من نِعم لا تُعَدُّ ولا تُحصى، وهذا هو القلب السّليم: {وَإٍنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ، إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.

أمّا القلب الآخر وهو القلب السّقيم المريض فإنّه قلب فاسد، وسيُفسد سائر الجسد، فصاحبه ذو قلب مكبوب منكوس، تغيّرت فيه ملامح الفِطرة الّتي فطر اللّه النّاس عليها، فهو يدعو صاحبه إلى فعل الفواحش الظاهرة والباطنة، لا يقف عند حدود اللّه؛ عرف محارم اللّه فارتكبها، واستوعب أوامر اللّه فتركها وانصرف عنها، استوثق بأقفال الذّنوب والمعاصي، وأغلق على قلبه، بل وأحكم الغطاء، فهذا الجسد الّذي احتوى هذا القلب هو كالبيت الخرب، دمار في الظّاهر والباطن، فصاحبه لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا، انكبّ على الشّهوات والهوى، فهو أعمى البَصر والبصيرة، مطموس الفطرة والخلقة، اجترأ على فعل كلّ فاحشه ورذيلة، وارتكاب كلّ معصية وخطيئة، لا يردعه رادع، ولا يمنعه مانع، فهو لم يطع الخالق سبحانه، بل تعدّى حدوده: {وَمَنْ يَعْصِ اللّه وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلُهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِين}، لا يمل ولا يفتر عن مشاهدة وسماع ما لا يليق، لا يمل ولا يكلّ من العكوف على كلّ وسيلة فيها هرج ومرج، وما فيها من بُعد عن اللّه وأوامره، يفعل الفواحش، غير آبه بما أعدّ اللّه له من العذاب والسّعير في الدّنيا وفي القبر وفي الآخرة.

فكيف بصاحب هذا القلب إذا احتوشته ملائكة العذاب، سود الوجوه، أصواتهم كالرّعد القاصف، كيف بهذا المسكين عندما يوضع في قبره ليس معه أنيس ولا جليس إلّا عمله القبيح، كيف به في وحشة القبور، والعذاب يأتيه من كلّ مكان، فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون، كيف بهذا المخلوق إذا تشقّقت السّماء بالغمام وتنزّلَت الملائكة تنزيلًا: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلرَّحْمَنِ، وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا}، كيف إذا تطايرت الصُّحف، فآخذ صحيفته باليمين، وآخذ صحيفته بالشّمال أو من وراء ظهره، كيف بهذا المسكين إذا قيل له: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}، ماذا تفعل يا مسكين إذا نادتك الملائكة للحساب والعتاب، إذا نوديت أين فلان بن فلان، تقدّم للحساب؟ كيف ستقابل جبّار السّماوات والأرضين، وكلّ شيء محصى عنده: {فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى}، كيف بك أيّها الغافل عندما تنطق وتشهد عليك جوارحك بكلّ ما فعلته وقلته: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمُ أَلْسِنَتِهِمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللّه إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُون، حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون}.


فأين المفر؟ وأين الملجأ؟ وأين المهرب؟ {فَفِرُّوا إِلَى اللّه إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِين}، ماذا ستقول لخالقك سبحانه؟ ماذا ستقول لعالم الخفيات: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَة}، هذا القلب هو القلب المطموس بصيرته، المَريض سريرته. يروى أنّ أحدهم دفع إليه صاحبه بشاة وقال: اذبحها وائتني بأطيب ما فيها، فأتاه بالقلب واللّسان، ثمّ بعد أيّام أتاه بشاة أخرى وقال له: اذبحها وائتني بأخبث ما فيها، فأتاه بالقلب واللّسان، فسأله عن ذلك، فقال: ”ما أطيبهما إذا طابَا، وما أخبثهما إذا خبثَا”. نسأل اللّه صلاح قلوبنا. واللّه وليّ التّوفيق.
المصدر:
الجزائر: الشيخ عبد المالك واضح
إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي ـ براقي

منقووووووووووووووووول








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-04-25, 16:41   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
رحمة 20
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-26, 10:01   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
Abdellah M
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Abdellah M
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحمة 20 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
شكراااااااااااااااااااااااااااااا على مروووووووووووووووورك









رد مع اقتباس
قديم 2014-04-26, 10:27   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-26, 11:13   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
امل الانوار
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية امل الانوار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-26, 17:19   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
NEWFEL..
عضو فضي
 
الصورة الرمزية NEWFEL..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-26, 22:37   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
THE GREAT GIRL
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية THE GREAT GIRL
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاااته

بارك الله فيك ..~










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-27, 15:04   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
Abdellah M
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Abdellah M
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااااااااااااااااااا على مرووووووووووووووووووووووووووووركم










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ألَا, مُضغَة, الحسد, وإنّ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc