إن التَّعامل مع النَّاس على مختلف طبقاتهم على هذه البسيطة أمر لا مفرَّ منه
كما أن المجتمع فيه العاقل والجاهل ، والرشيد والسفيه ، والذكي والبليد ، والشريف والدني ، ولو عامل
الإنسان كل صنف منهم باخلاقهم فلن يذوق طعم الراحة ، لأنه سيكون متقلِّب الأطوار ، مرَّة عاقلا ومرَّة جاهلا ، ومرَّة رشيدا ومرَّة سفيها ، ومرة شريفا ومرة دنيّاً ،
ولن يستطيع التلبس بكل هذه المتناقضات في كل أوقاته ، خاصة إذا كان الإنسان لا يجيد التمثيل والتلبيس على غيره ، واستخدام أكثر من وجه مع النَّاس ،
وعلى المسلم الذي عرف دين ربِّه ، وعقل سُنَّة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أن يظهر للناس من الأخلاق والتصرفات ما يمليه عليه دينه ، لا ما يكون فيه الانتصار لنفسه أو المجاراة لمن أساء إليه في إساءته
ولن يسلم الإنسان من أذيَّة غيره له ، سواء كانت أذيَّة حسيَّة أو معنويَّة ، لكن الموفَّق من سدَّده ربه ، وهداه إلى كظم غيظه ، والإعراض عن مجاراة من جهل عليه وظلمه
فقد قال الله تعالى ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )
وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُمْ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ).
العلاج الناجع للسفهاء:
وخير علاج هو ما قاله الامام الشافعي رحمخ الله.
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الاحراق طيبا