الغريب ومنذ 1994 تاريخ إنشاء الخدمات الاجتماعية ،فإن القطاع الوحيد الذي تسير خدماته مركزيا هو قطاع التربية. مع العلم أن الأموال التي هدرت لصالح مسؤولين كبار من داخل القطاع ومن خارجه تحمل أرقاما فلكية ،ذلك لأن قطاعنا بضخامة عدد عماله يشكل كنزا يستفاد منه عند الحاجة لأي ظرف ،أما أعضاء هذه اللجان فهم مواطنون حتى وإن أحسنا الظن بهم فإن الضغوطات التي تمارس عليهم كثيرة،فكلهم مواطنون ولهم أقارب موظفون ولهم حاجات اجتماعية كثيرا ما تكون موضع تقييد لهم في حرية القرار.
لهذا السبب تم تسيير خدمات التربية مركزيا ليس بسبب اليتامي والأرامل والمعوقين الذين لا تساوي المبالغ الممنوحة لهم شيئا أمام المبالغ المهدورة في شتى الاتجاهات.
كما أن السؤال المطروح من استفاد من الخدمات الفقراء أم أصحاب الحظوة والسلطان؟ أكيد أن منحة يتيم لا تساوي شيئا أمام الرحلات المعددة والمنح المتكررة والسلف الباهضة التي قد تسترجع وقد تنسى.
لذا فإن مركزة تسيير الخدمات لقطاع التربية لم يكن بريئا والإبقاء على هذه المركزة لن يفيد بقدر ما سيحول الضغوط من جهة إلى أخرى وسيخلق فئة جديدة مستفيدة من الريع بالاشتراك مع النهابين القدامى أصحاب السلطان والنفوذ لأنهم المستفيد الثابت أما البقية فهم متغيرون.