رفض أحد الزوجين الانجاب

[imane1]

هو /


أعمل مذيعا ومقدم برامج بالتلفزيون,تزوجت منذ 8 سنوات زميلتي المذسعة المعروفة,كان زواجنا مضرب المثل في الحب والتفاهم بين الزوجين..وقد اشترطت عليّ زوجتي قبل زواجنا شرطاً غريبا,هو ألا تنجب قبل خمس سنوات,وكان تبريرها لذلك أننا مازلنا صغيرين وفرصة الانجاب ممتدة أمامنا . كما أن إنجاب الأطفال لمثلينا يمنعنا من التمتع بالزواج ويحرمنا من تحقيق طموحنا المهني .


ولأنني أحب زوجتي , فقد وافقت على شرطها (غير الطبيعي),وإن كنت قد حاولت أن أقلل عدد سنوات(المنع),إلا أنها أصرت على خمس سنين , فرضخت في نهاية الحوار لشرطها ..


ومازلنا نتقدم في عملنا يوما بعد يوم, حتى صار اسمانا كعلم عليه نار ,ومازلنا محسودين من كل مَن حولنا..ولا يدري الحاسدون أنني في قمة التعاسة بسبب (حظر)الإنجاب الذي فرضته عليّ زوجتي..والذي زاد من هذه التعاسة أنني من أصول ريفية، فكلما زرت قريتي فاتحني أهلي في هذا الأمر,واتهموني بالاهمال في عدم العلاج..وهم لا يدرون أن زوجتي تتناول علاجا منذ أول يوم من زواجنا ..ولكن من أجل (منع) الحمل..


لقد انتظرت حتى انتهت السنوات الخمس المتفق عليها,وفي آخر يوم منها طلبت من زوجتي الاستعداد لزيارة الطبيب,لاستشارته في أمر الحمل..فأرغت وأزبدت واتهمتني بمحاولة تحطيم مستقبلها الواعد,وبأنني أغير منها وأنني وأنني ..

صدمني كلامها بالطبع , لكنني تمالكت نفسي وذكرتها بالوعد الذي قطعناه على نفسينا, وذكرتها بفضل الأمومة , وأنها أشرف شيء للمرأة , وأن المرأة غير الولود كالشجرة غير المثمرة..وعدتني بالتفكير في الأمر, وطالبتني بمهلة لترتيب ذلك .

وبعد انقضاء المهلة فاتحتها في الموضوع, وأكدت لها أن هذا الأمر محسوم بالنسبة لي ولن أتراجع عنه .. فلما رأتني مصرا , عدلت عن رغبتها في عدم الانجاب ..



في أول زيارة عاتبنا الطبيب عن قرار تأخير الانجاب , وعن الوسائل (العشوائية) التي كانت تستعملها زوجتي لمنع الحمل , لأن كلا من قرار تأخير الحمل والاستخدام المكثف لأدوية منع الحمل قد أديا -حسب كلام الطبيب-إلى أضرار صحية , تمنع -مطلقا- حدوث حمل في المستقبل , إلا إذا حدثت معجزة -حسب قوله - ..!


وقع كلام الطبيب علي موقعا صادماً , وتحولت زوجتي في نظري الى انسانة غير سوية, لا تحب الا نفسها..لكنني رغم ذلك لم أتردد في عرضها على أكثر من طبيب, وقد أكدوا جميعا ما قاله الطبيب الأول


في نهاية جولتنا على الأطباء, كان لابد من وقفة مصارحة.. قلت لزوجتي :

لو أنك كنت عاقرا ما تخليت عنك أبداً , لكن بما أنك كنت السبب في حرماني كل هذه السنوات من إنجاب طفل,وأنت تعلمين مقدار حبي للأطفال,فأنت بين خيارين : إما أن أتزوج عليك وتبقين في عصمتي عزيزة كريمة , وإما أن أطلقك فلا أبخسك حقك وأبحث عن مرأبي في الولد .. فاختارت الحل الثاني , ودعت لي بالتوفيق .. وانطلقت بعد الجلسة مباشرة لتواصل تسجيل الحلقة القادمة من برنامجها الجماهيري ..

...الذي يحرم زوجته من الانجاب عمداً,يخطئ بذلك في حقها خطأ كبيرا , ومن الظلم استمرارها معه,لأن هذا السلوك المعوج ينبئ عن أنانية وعن نفس مريضة شاذة ..والتي تمتنع عن الحمل أوتؤخره لأسباب ليست قاهرة , لا تستحق أن تنتمي الى عالم النساء الذي اختصه الله بالرحمة والدفء والأمومة الحانية..ومن المؤكد أن من كرهت الحمل فانها تكره بالتالي الولد وتكره الناس جميعاً ..

..انها أجيال شاذة لا تعرف سوى نزواتها,والهرب من القيود, ولو أدى ذلك الى فناء الانسانية ..!!..

والأمة الاسلامية لا تعرف هذا التفكير المختل,بل يتفاخر الرسول صلى الله عليه وسلم بكثرتنا يوم القيامة على باقي الأمم,وقد حضّ صلى الله عليه وسلم على الزواج من المرأة الولود الودود ..

ويؤكد الواقع أن من حُرموا الانجاب,عاشوا في كهولتهم حياة صعبة,فبمقتضى تبادل الادوار لم يجدوا من يحملهم كما حَملوا,ولم يجدوا من يرعاهم كما قاموا بالرعاية هم من قبل ..وكان من أشد الناس ندما في كهولتهم من انصرفوا عن الزواج عامدين..إذ انصرف الناس من حولهم وليست لهم رابطة دم تحن إليهم أو تحنو عليهم أو تدفع عنهم غوائل الحياة وقسوة الزمن .


إن النساء اللاتي يعتقدن أن عملهن سوف يشبعهن أو يسعدهن,مخطئات غافلات , فسوف يجري عليهن الدور فتأتي أخرى لأخذ مكانها وتنشهر فيما تذبل الأخرى وتضعف شيئا فشيئا حتى تصير غير ذات قيمة..




ولعلاج هذه المشكلة بنصح بالآتي :


1-الانجاب لا يؤخر إلا لسبب الخشية على حياة الأم , أما الامتناع عنه لسباب تتعلق بالعمل اوالرشاقة او عدم الرغبة في الحمل والارضاع والتربية فحرام ..

2-اشتراط الزوج على زوجته عدم الانجاب لظروف يدعيها يُعد شرطاً فاسداً..فقرار الانجاب مشترك بين الزوجين وحق لكليهما ...

3-في حال ظهور مشكلة تتعلق بامتناع احد الطرفين عن الانجاب, يستحب اتخاذ قرار سريعا فيها كي يستطيع المتضرر البحث عن مصلحته مبكرا ..

نقلته لكم عن كتاب "احذروا فيروسات السعادة الزوجية "
بتصرف/لغرض الاختصار