يتعجب كثير من الأشقاء العرب وخصوصا في ليبيا ،من سر موقف الشارع الجزائري المناهض للثوار والمتعاطف مع نظام القذافي، في وقت تعاطف الرأي العام العربي وحتى العالمي مع ثورات تونس و مصر ثم ليبيا
التطورات التي حصلت في ليبيا، بعد حشر الدول الغربية أنفها في الشأن الليبي، وصولا إلى التدخل العسكري لحلف الناتو ،بقيادة فرنسا،
جعلت الجزائريين يتذكرون جيل الثورة ويذكرون أحفادهم، بأن فرنسا قتلت من قتلت،وشردت من شردت وعذبت ونكلت، بمساعدة من حلف الناتو. ومايزال الموروث الشعبي من عهد الثورة يحتفظ بمصطلح ''الطيارة الصفرا'' التي ترمز لطائرات ''الناتو'' التي أمد بها الغرب فرنسا لمساعدتها على دفن الجزائريين تحت التراب وهم أحياء، فكيف يتحول مستعمر الأمس و من ساعده في جرائمه إلى محرر وبطلا ليوم ترفع راياته وأعلامه وسط التهليل و التكبير؟
ارتاب الجزائريون من تدخل الصهيوني برنارد ليفيفي ثورة ليبيا،وقيامه بدور الوسيط بين فرنسا وثوار الصالونات في بنغازي. وكان محل هذاالارتياب نابعا من كره و بغض وراثي يحمله كل جزائري في جيناته ودمه، لكل صهيوني، لدرجة أن الجزائريين ينفردون عن باقي الشعوب العربية باستعمال عبارة ''يهودي'' في السب والشتم.
تعليقي الخاص
دون شك ان مرارة التجربة الجزائرية مع الإستعمار حالة نادرة في تاريخ الشعوب. ثمن التضحيات من أجل الإستقلال كان باهظا جدا. قد لا تجد عائلة جزائرية واحدة سلم اعضاؤها من القتل او التعذيب او التهجير. و هذا قد يفسر حساسية الجزائريين حين يتعلق الأمر بـ "الحقرة" و هي كلمة عامية عندنا معناها الظلم...
يقول المثل الشعبي الجزائري: "ما يحس بالجمرة غير اللي كواته"