الزعماء المخلوعون يعودون إلى الله عند الحاجة القذافي وأبناؤه يلعبون ورقة الدين بعدما فقدوا كل شيء
القذافي وأبناؤه يلعبون ورقة الدين بعدما فقدوا كل شيءالزعماء المخلوعون يعودون إلى الله في الوقت بدل الضائع
في كلمته الأخيرة المسجلة والمهربة التي نقلتها مختلف الفضائيات بدا معمر القذافي وكأنه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، استعمل لفظ الجلالة أكثر من استعماله لأي كلمة أخرى ..
القذافي صار يتحدث عن رمضان والصلاة والإسلام رغم أنه غيّب كل هذه الكلمات وغيّب تطبيقها على مدار أزيد عن أربعين سنة من حكمه، وكان لا يذكر الإسلام إلا وأغضب المسلمين بسبب خرجاته من إنكار للسنة وتحريف لبعض القرآن .. ولم يقتصر ذكر الله والرهان على كتاب الله وآياته والعودة السطحية إليه على معمر القذافي بل تعداه إلى كل أبنائه بما في ذلك عائشة القذافي الابنة الوحيدة للزعيم الليبي، حيث بدت في آخر صورها محجبة واضعة الخمار على رأسها، رغم أن التعليقات على صورتها صبّت في كونها وضعت الخمار حتى لا يتعرف أحد عليها.. ولاحظ كل مشاهدي قناة الجماهيرية التلفزيونية منذ بداية الثورة على القذافي، كيف لبست القناة الثوب الديني وحتى مذيعة القناة المشهورة هالة المسراتي، وهي تُشهر سلاحها على المباشر كانت معظم كلماتها دينية رغم أن الواضح من كلامها أنها لم تكن تعرف شيء عن الدين الإسلامي واكتفت بالقول أن ما يحدث بعيدا عن الإسلام وأن الرسول صلى اله عليه وسلم نهى عن التجاوزات.
1. معمر القذافي لم يختلف عن معظم الزعماء العرب الذين غيّبتهم الأحداث بداية من الراحل العراقي صدام حسين الذي عندما ضاقت في وجهه كل الأبواب وكان أكبر من حارب الإسلاميين في العراق ونسف وجودهم نهائيا، قام بتدوين كلمة الله أكبر على علم العراق واعتبر كل الحملات التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية مجرد حرب صليبية جديدة، وهو ما سار عليه العقيد معمر القذافي الذي اعتبر حملات الناتو حربا صليبية على ليبيا، وإذا كان الرئيس العراقي الأسبق عندما تم القبض عليه قد كان ملتحيا وحافظ على لحيته وهو يحاكم وأيضا في عملية شنقه في عيد الأضحى المبارك فإن معمر القذافي من المحتمل أن يظهر أيضا طالقا للحيته مثل جميع أبنائه إذا تم توقيفه، لأن عملية الهروب والاختفاء تجعل وقته ضيقا وظروفه صعبه من أجل الاهتمام بحلق لحيته.. وحتى الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وابنيه جمال وعلاء ظهروا في قمة الإيمان الشكلي أثناء محاكمتهم في رمضان حيث حمل جمال المصحف الشريف وكان يقرأ القرآن بينما التزم علاء الصمت رغم أن المعروف عنه أنه الفرد الأكثر تدينا في عائلة الرئيس المصري المخلوع، إذ بعد وفاة ابنه صار يحضر باستمرار حلقات الذكر ويحفظ كتاب الله، وهو ما جعل المملكة العربية السعودية توجّه له دعوة لحضور حفلة كسوة الكعبة دون شقيقه أو أبيه .. الرئيس اليمني المتواجد في رمضان في البقاع المقدسة صار أيضا أكثر تدينا رغم أن المعروف عنه التدين الشديد منذ أن حكم اليمن وسافر برا لأداء فريضة الحج.. ويبقى الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي وحده من حافظ على طبيعته، حيث بقي لسانه من دون لغة دينية رغم أنه الوحيد أيضا الذي اختار التواجد في المملكة العربية السعودية مباشرة منذ أن قرر الفرار من ثورة شعبه وأغلق الباب في وجه أي رئيس يفكر في الهروب والتواجد بالبقاع المقدسة.. وفي سوريا بالرغم من أن العلويين في عمومهم لا يعترفون بالصوم ولا يؤدون الشعيرة إلا لبضعة أيام، إلا أن الرئيس السوري في زخم الثورة صار يظهر كرجل لا يتوقف عن الصلاة إلا لأداء الصلاة.. أقلهم حكما قضى ثلاثين سنة بعيدا عن الدين والأيام العصبية القصيرة ردتهم إلى الدين؟
المصدر
https://www.djazairess.com/echorouk/82927