عانِس..و الثّامِن مارِس

[صَمْـتْــــ~]

حينَ تناثرتْ بين عيْنيها رياحُ الهواجِس
وتدلّت على كتِفيها آلام الوحدة
تلعثم لسانها،
و تراكمت أحاسيسها،
فأدلت بما يُؤرّقُها:
آهٍ لم ألتحِفُ ثوبَ العانِس؟
أهي البشاعةُ تُسربلُني ألوانُها
بِجفافٍ يُبعِدُ عنّي كلّ مؤنِس
واتّجهَت لمرآتِها و ذرفت دموعاً
تلتها تنهيدةُ قلبٍ بائِس
و فجأةً سمِعت نِداءَ طيفٍ
ملأ صداه البيتَ مردّدا:
أيّتها العانِس،
اليوم عيدٌ تُفتحُ فيه المراقِص
لِتحتضِنَ كلّ قلبٍ عليل
فهل تريدين الدّليل؟
فانظُري بمرآتِكِ أمواجاً
توقِّعُ اعوجاجاً
و اسمعي طرقاً تُلحّنه الخلاخيل
شاهدي أحجاما تزرع ألغاما
بين قبيحٍ و جميل
تُذيِّلُها زغاريدٌ..
عُذراً بل صخبٌ وعويل
و العيونُ ترى العالم مَهْداً
يُهدهِدُ أحلاما..
فتَنتْها شهواتٌ تُذهبُ كلَّ أصيل
أيّتُها العانِس،
زائرُكِ الثّامنُ مارِس
ككلِّ سنةٍ يمتطي جواد فارِس
كالرّغيفِ العسليِّ
يُبهِرُ بُطوناً تشْتهيه مذاقاً أبديّا
لِبدايةِ حياةٍ..
ٍ نِهايتُها خيبةٌ تحني الرّؤوسَ
و تطعنُ الشّرفَ
حينَ يغدو الحياء سجينَ الوباء
و تُكسرُ أفئدةُ الوفاء
فيُصبِحُ الكلامُ هباء
والصّمتُ خجِلاَ..
يُردّد حشرجةَ ضميرٍ بائِس
فأنا ضميرُك،
وهذه مراياَ هواجِسَ تزرعُ تخوم المكان
و دوري استِحضارُ ابتِسامتِك
وتجديدُ ثِقتِك
و تذكيرك بِأنّكِ إنسان
يخطئ فيحميه وهجُ الإيمان
أيّتُها العانِس،
تجمّلي بالحياءِ وأطيعي الرّحمن
و سترتشفينَ في رِحابِ الهَديِ
معاني الصّبرِ
و الصّبرُ سِلاحٌ يُذهِبُ الأحزان
ـــ
بقلم/ صفوةُ النّفس
،،،،،
حفِظ الله كلّ الأخوات و أبعد عنهنّ ما يطمسُ قيَمهُنّ..