خطاب أوباما .. العواء الأخير
لا أنكر أن لا أحد يستطيع أن يضحك على نفسه و يقلل من قوة الولايات المتحدة الامريكية و سطوتها و سيطرتها على الساحة الدولية .. و لا أنكر أنها باتت مركز سيطرة و تحكم يمتد من الغرب الى الشرق كخط مستقيم او قافز من فوق بعض المناطق التي ما زالت لا تدين له الولاء .. لكنني سأتكلم كالعادة بلغة بسيطة و سهلة قرأت خطاب الرئيس الامريكي ما يزيد على خمسة مرات متتالية و لفت نظري فيه عدة نقاط بداية : استخدم الرئيس الامريكي مجموعة من المفردات "القذرة" ديبلوماسيا لوصف السيد الرئيس الاسد متهما اياه بالسفور و الوحشية : وهنا ومع ابتسامة صغيرة نقول : الكلب الذي يكثر النباح لا يعض ثانيا : في جملة العقوبات المفروضة على سورية لفتتني كلمة يحرم و يحظر على الامريكيين من دولة او شعب و اعتقد ان في هذه اللغة من الديكتاتورية ما لو تم التركيز عليه لقام الشعب الامريكي على هذا "الرئيس" الديمقراطي ثالثا وهو المهم ـ أجد أن البيان تضمن يأساً اميريكاً رسميا من اسقاط النظام في سورية فأوباما يقول بالحرف : إن الولايات المتحدة لا يمكنها فرض هذا التحول على سوريا ولن تسعى إلى فرضه. الأمر متروك لأبناء الشعب السوري في اختيار قادتهم، ونحن سمعنا عن رغبتهم القوية في ألا يكون هناك تدخل أجنبي في حركتهم. وفي هذا الكلام اعتراف بأن صوت الشارع السوري الرافض للتدخل الاجنبي كان اقوى من كل محاولات الادارة الامريكية و توابعها لتسويق فكرة التدخل العسكري في سورية رابعا ـ الرئيس الامريكي يعترف بلسانه ان مخططهم لاسقاط النظام في سورية سيستغرق وقتا و هذا اعتراف اخر بافلاسهم وهم الذين وعدوا العالم و المعارضة السورية بالحرية السريعة على حسب زعهمهم خامساً ـ وهنا نطلب من الجميع معارضة قبل موالاة ان ينتبهوا الى المفردات المستخدمة في الخطابات الرسمية فأوباما لم يقل حقوق مشروعة و لا حقوق مدنية و انما قال بالحرف "الحقوق العالمية" و من يفهم معنى هذه الكلمة يعرف ان الخطة كانت أكبر و أقذر لكنها سقطت و أصبحت في مرحلة النباح كل هذا لا يعادل ما قالته وزيرة الخارجية الامريكية و هي تتباهى بقوة ما فعله الامريكيون فقد انجزوا انجازا عظيما حسب وصفها الا وهو عقوبات و تجميد اصول غير موجوة فهنيئا لهم بهذا الانجاز الناقص و أقول الناقص و ليس الفارغ عن قصد فلا يجب الاستهانة بأي خطر و ان كان ضعيفا ويجب العمل دائما لصده على كل الصعد ومنها الاقتصادية العقوبات الجديدة ستؤثر علينا و لكن ان عرفنا من أين تؤكل الكتف فسنفرغها من مضمونها .......... كلمة أخيرة : عندما يتكالب الغرب و يعلو النباح لا تنغروا اخوتي بالكلام و انما انظروا الى الآثار المترتبة عنه و بالمقارنة ستجدون أن الفرق شاسع جداً و سيتأكد الجميع من أن سوريتنا بخير والسلام .
نسر سورية