سُأل حجا يوماً : مال ساقيتك تأخذ من النهر لتصب فيه ؟
فرد ساخراً : يطربنى طنينها.
فى رأيك : من كان على صواب ... ؟!
الناس أم حجا ؟!
أعتقد أن كليهما مخطأ فمخطئ من ترك حجا يبنى ساقية على النهر لتأخذ منه و تضع فيه ثم يسأله لاحقاً .. مال ساقيتك يا حجا تأخذ من النهر لتصب فيه ؟!
و أخطأ حجا حين ظن أن أجمل ما فى ساقيتة أن (تزعج) و نسى تماماً أنه ان وجه ساقيته لاى أرض(حتى و إن لم تكن ملكه) فهذا أفضل من طربها ...
مهلا مهلا ماذا تعنى بهذا الكلام و ما علاقته بنا ؟!
دعنى أخبرك
نخطأ حين نظن ألا قيمة لما نكتب ... فتتناثر كلماتنا يميناً و يساراً .. فالاعلى و فالاسفل .. فالامام و فالخلف .. تتناثر تناثر (القش) فى ليلة عاصفة .
عزيزى
نحن لم نخُلق عبثاً
فبكلمة تدخل الجنة و بكلمة تخلد فى النار
أسمع لهذا الحديث :
"إنَّ الرَّجُلَ ليتكلمُ بالكلمةِ مِنْ رضوان الله لا يُلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجاتٍ ، وإنَّ العبدَ ليتكلم بالكلمة من سَخَطِ الله لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في جهنَّم "
و ضم له ذلك حتى تفهم المراد:
عن معاذ بن جبل قال:
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار
قال لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت
ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل
قال ثم تلا ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) حتى بلغ ( يعملون )
ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه
قلت بلى يا رسول الله
قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد
ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله
قلت بلى يا نبي الله
فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا
فقلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به
فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "
إذا الامر يبدو انك تريد ان تخبرنا شئياً .. أليس كذلك ؟!
بلى .. هو كذلك
لاحظت أن الناس تميل للترويح عن النفس و تنفسم لأربع أنواع :
1-النكت :
هل هى كساقية حجا؟!
أسمع لهذا الحديث كى تعرف :
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ"
و فى المقابل :
"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا،وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خُلُقَه "
إذا هى أسوء من ساقية حجا
فلا هى تأخذ الماء من النهر لتضع فيه و لا هى تطرب
2-رقمية :
اللى يوصل لكذا يبئه كذا و عد كذا و اعمل كذا
لكن هل هى كساقية حجا؟
تأخذ من النهر لتصب فى النهر و لا يبقى لاصحابها الا طنينها
و هى تضيع للجهود و اهدار للوقت و ذهاب للمرءة و كسر لحاجز الحياء بين الجنسين.
إذا هى ليس كساقية حجا
لان ساقيته لا تنفع نعم لكنها لا تضر .
3 - بين بين :
هنا كلام مباح كذكر الطرائف و قصص البلهاء و غيرها
هى إذا تماماً كساقية حجا
تأخذ من النهر لتصب فى النهر و لا ينفع أصحابها منها الا طنينها
4- ما نبحث عليه و نرغب فيه :
هى نفس الفئة 3 لكن الخلاف هنا هو فى :
استحضار النية :
أسمع هذا الحديث لتعى ما اريد :
"أحب الأعمال إلي الله عز وجل سرور تدخله علي مسلم"
سرور هنا منكرة فلعلها تكون كلمة ترسم على وجهه بها بسمة
تحديد الهدف و الغاية:
نعم فحتى فالبسمة لما لا نخلق منها معلومة رائعه تفيدنا فى حياتنا و اخرانا
وإلا .....................