يقول الله تعالى :
( لاَ يُكَلِّــــفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَــا لَهَا مَا كَسَبَـــتْ وَعَلَيْهَــــا مَا اكْتَسَبَـــتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَـــا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَــا رَبَّنَـــا وَلاَ تَحْمِـــلْ عَلَيْنَـــا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَـــهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَـــا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَـــا أَنتَ مَوْلانَــا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَـــوْمِ الْكَافِـــرِيـــنَ )
البقرة 286 .
ويقول أيضا :
( وَمِنْهُم مَّن يَقُـــولُ رَبَّنَا آتِنَـــا فِي الدُّنْيَا حَسَنَـــةً وَفِي الآخِـــرَةِ حَسَنَــةً وَقِنَــا عَـــذَابَ النَّـــارِ )
البقـــرة 201 .
وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال : كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
وزاد مسلم : وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها ، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه .
وفي صحيح مسلم من حديث عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَادَ رجلا من المسلمين قد خَفَتْ فَصَارَ مثل الفَرْخ ، فقال له رسول الله : هل كنت تدعو بشيء ، أو تسأله إياه ؟ قال : نعم ، كنت أقول : اللهم ما كنت مُعَاقِبي به في الآخرة فَعَجِّله لي في الدنيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ! لا تطيقه - أوْ لا تستطيعه - أفلا قُلْتَ : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . قال : فَدَعَا الله له فَشَفَـاه .
قــال القرطبي في تفسيـــره :هذه الآية من جوامع الدعاء التي عمت الدنيا والآخرة .
قيل لأنس رضي الله عنه : ادعُ الله لنا ، فقال : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
قالـــوا : زِدْنا .
قــال: ما تريدون ؟! قد سألت الدنيا والآخرة .
قـــال : وفي حديث عمر أنه كان يطوف بالبيت وهو يقول : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . ما له هِجِّيرى غيرها ، ذكره أبو عبيد .
..والله أعلم