![]() |
|
قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() شمعة تحترق، تحرق خيطا، تذيب ذاك الشمع الأبيض، و تحط بلهيبها على نصاعته صبغة سوداء تشوه مظهره و جماله، تسلب من عمره في كل ثانية جزء، و تكدس على أطرافه بعض القطرات الذائبة الواقعة في ظلمة مجهول الأرض التي تستند إليها هامتها الشامخة و نورها الساطع...
شمعة تحترق، تتطاول حينا و تهفت أحيانا، كأنما هي تلعب الغميظى، تطل على ما وراء السكينة و العتمة، و تختبئ خوفا من هبوب نسمة تطيح بها... شمعة تحترق، تأخذ شعلة ذات أزرق و بني و أصفر، تختار ألوان الطبيعة الأحلى و تنفذ بها عبر شبكة بصرية غاية في الذهول و تسلب منها إنتباهها لتملك ذاك البؤبؤ الحساس و قريرها الذي وجد ظالته المنشودة... شمعة تحترق، تنفث دخانا، كأنما تريد أن تبعث كلمات كما فعل الهنود سالفا، إما للمستنير بها أو للصمت الرهيب الذي تقف وسطه، و هي تارة تقطع بين لفظاتها و تارة أخرى تتفنن فيها و تثريها بالشكل الجميل و الإنحناء البديع فلعلها تهيج بذلك الدخان الرمادي حنين العاطفة إلى الجلوس بقربها و الإستئناس بها... تلك الظلمة رفيقة عمرها، كيانها و القلب المقرب إلى قلبها، و تلك الشمس عدوها اللدود الذي لا يكاد يصبر على فراقها بضع ساعات، فهو يستمتع بأفول نورها الخافت و ضيائها المتلاشي شيئا فشيئا في ذلك الفضاء الواسع الذي لا يسمح للمؤثرات الطبيعية بالطغيان على سكينته و غمرة هدوئه. أما القمر فهو أنيس وحدتها و كليمها، هو المدافع عنها و الداري بهمومها.. و هي مع ذلك تناجي: "شكرا يا ظلمة ! فلولاك لم أسطع و لم أكن ذات فضل على كل ماهو عاتم... "
|
||||
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc