لا تلوموني

[ابن العروب]

لا تلوموني

لا تلوموني إن كان غزلي بها جهرا
أو سمعتم أني أناجيها ليلا وفجرا
ولا تحاولوا إخماد نار عشقها
فلن يكون رماد
لا ولن يستكين في أحشائي الجمر
لا ... لا تدعوا الطهر ...
أو تقولوا مسه رجس الشياطين
لا تلوموني إن فاح أريج عشقي أو طال الحنين
لا تلوموني أن بالغت في وصفها
أو هذيت باسمها ... أو غرقت بعشقها
أو سمحت لها بسرقة قلبي كل السنين
لا تلوموني إن .......
اشتقت يوما لجدائلها..... لعينيها .....
لجسدها النحيل .... أو لطُهرِ قلبها الرزين
لا تلوموني إن قَبَّلت يوما رأسها أو قدمها
أو تجرأت لمد يدَيَّ نحوها
وحاولت جهدي لمس ثوبها
ذاك الثوب المتسربل بألوان الدحنون
والمطرز بأزاهير الأقحوان والياسمين
لا تلوموني إن على خدها سال دمعي
أو على صدرها حط القطر من دمي
اسمعوا وعوا ..... واكتبوا عني في الأسفار
أو في سجلات المجانين
عاشق رغم العواصف أرغمنا
أن نسجل اسمه وعشقه
في كتب التاريخ للخالدين
فو الله ما عشقت قبلها ولا بعدها
أقل منها أو أكثر منها
إلا رسول الهدى ونور رب العالمين
نعم لا تلوموني بعشقها
لا تعيروني ببعدها ...واعلموا ....
أني ما فارقتها ولا فارقتني
كانت وما زالت في داخلي
بين الضلوع في حشا قلبي الحزين
لا تقولوا سلاها أو سلتهُ
وكيف أسلوها وتسلوني
وقد مزجت روحي بروحها ودمي بعطرها
منذ بدء الخليقة إلى يوم الدين
كيف أسلوها وقد زَهدتْ بكل خُطابها وعرسانها
ورضت بي فكان الرباط بيننا متين
هي روحي هي عقلي ....
هي شرفي هي متني ...هي عِزْي هي فخري
هي نبع آمالي ...ومعين أسراري
هي سقاءي وشفائي
وإليها وحدها أبث آهاتي والأنين
قولوا لمن يدور في حماها
أو يراود خصالها .... لا .... لا .... لن تنالها
لن تمس ضفائرها
لن تستطيعوا سلبها مني
لو حاصروه أو حاصروني
لو مزقوها أو مزقوني
ستبقى حبيبتي وأنا حبيبها
سأفديها بدمي بروحي ولو فصدوا مني الشرايين
سأظل أهديها نثري وشعري
همساتي ....نبضي ..... وبوحي
سأظل أقدم على مذبحها
من أشلائي قرابين تلو القرابين
سأظل أذكرها وأذكرها وأذكرها
حتى يعي حكايتنا من بعدي أبنائي وأبناء البنين
نعم قولوا مجنون بحب ليلاه
فما كل ليلى ك ليلاي
فكل عشق بعدها يبلى
فلو تجمع الحُقّاد والحُسَّاد
لإبعادي عنها جاهدين
لن يستطيعوا فصل حبنا ولو قطعوا مني الوتين
فو الله لو علقوا لي أعواد المشانق
ولو حاولوا قلب الحقائق ؟؟؟؟؟؟
ما سلبوا حبها مني و ما نسيت ذكرها
وستظل معشوقتي وأنا العاشق
فليخسئوا قد عقد القران بيننا
خالق الأكوان والملائكة كانوا شاهدين
فهل عشقتم مثل عشقي
وهل لمثلي بمثل عشقي سابق
نعم أحبتي هي لي وأنا لها
وإن طالت بيننا الأيام والسنين
فهل عرفتم من أنا وهل عرفتم وصفها
المعشوقة تلك البهية تلك الصبية
تلك هي عروس الكون فلسطين
وقدسها الندية
وعاشقها أنا
وجموع المؤمنين
ممن آمنوا بالوطن حقا
وبالنضال قضية


بقلم ابن العروب
من ديوان
عيون في سماء الوطن

1/9/2010