حبيبتي بانتظاري.

[أبو صهيب الجزائري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هدوءٌ يملأ الأركان ...

وظلامٌ يفجّرُ زوايا المنزل ...

وإحساسٌ جميل .. عشته في تلك اللحـظـات ...

وأنا أشعلُ الشموع لأزيّن بها أرجـاء غرفتي .. قبل أن تصل محبوبتي ..


مرت الدقائق وكأنها ساعات ...

وتلتها الساعات وكأنها أيام ....

وأنا لازلتُ أنتـظر ....

ولكنها لم تأتِ ...!

نـفِـدَ صبري .. وزاد قلقي عليها ..

لـم أعد أحتمل البقاء والانتظار ...

فقررت حينها أن أذهب وأبحث عنها ...


بحثتُ وبحثت ..

ناديتُ بأعلى صوتي .. ولكن لا مجيب ..

زاد قلقي عليها ..

أين ذهبت .. وأين اختفت ...

هل خطفها أحدهـم يا ترى ... وإن خطفها فإنه لا يُـلام ..

فهي تسحر الألباب بجمالها وعذوبتها ....

.. فجأةً ..

ومع القلق الـمُتعب والبحثِ المنهك ..

سمعتُ أنينا وآهات تصدرُ من خـلـفـي ...

التفتُ عن يميني فلـم أجد أحداً ..

التفتُ عن يساري فلـم أجد أحداً ..

نظرتُ إلى الأسفل فوجدتها ..

وجدتها ممددة .......!!!!!


لا تسألوني عن شعوري في ذلكَ الحين ..

فقد وجدتُ بُـغيتي ..

انحنيتُ فقبلتها ..

وضعتها بين ذراعيّ واحـتـضـنـتـهـا ....

سألتها ..

ما بكِ يا عزيزتي .. تبدين منهكةً متعبة .. وكأن هموم الدنيا

جميعها قد وُضعت على كتفيكِ ..؟

دمعت عينيها وقالت :

أنتَ لا تـُحبني ..

فلو كنتَ تحبني حقيقةً لما هجرتني طيلةَ هذهِ الليالي ..!

لماذا نسيتني ...؟

أجبني لماذا ..؟

هل وجدتَ غـيـري فأنسوكَ إياي ... ؟

أم هل أشغلتكَ الدنيا فلـم تعد تفكر إلاّ فيها ....

قلتُ لها وأنا أنفض الغبار عنها :

.. سجادتي الغالية ..

لن أترككِ بعد هذهِ الليلة أبداً ..

ولن أنساكِ ما حييت بإذن الله ..

فلا تحزني أبداً .. لأننا سنكونُ معاً كل ليلة ..

دعينا الآن نخلوا ببعضنا قبل أن تنطفئ الشموع ....


أختي الكريمة

الحبيبةُ هناك ..

تنتظر منكَ أن تأتي لتنفضَ الغبارَ عنها ..

ولتصلي عليها ركعتين في جنحِ الظلام ..

جعلنا الله وإياكـم ممن قال فيهم .. ( والمستغفرين بالأسحار ) .....

ولا تنسوني من صالح دعائكم

السلام عليكم