【!!】لأني مسلمٌ، لن أحتفلَ بشعائِرِ الكفّار【!!】

[صَمْـتْــــ~]

أفاضل هذا الصّرح الطيِّب،

ككلِّ سنةٍ، يبرزُ مظهرُ الاحتفال بدخول السّنة الميلاديّة الجديدة على الطّريقة الغربيّةِ من طرف أولئكَ المقلّدينَ لأهلِ الكُفرِ؛ حيثُ أصبحوا يصنّفونه ضمن أعيادهم الرّسميّة،
ويبذلون من جيوبهم ووقتهم الكثير إحياءً له، بل أصبح في مُعتقدهم العليل مظهرا من مظاهرِ الحضارةِ!
وأيّ حضارةٍ أو رُقيٍّ هذا حينما نلهثُ ركضا خلفَ أطيافِ الجهْلِ؛ متشبّثينَ بِسواعدِها التي تنثُرُ علينا ما يُسمّمُ أفكارَنا ويطمسُ عقيدتنا الدّينيّة ؟!

ثمّ أين نحن من قول رسول الله- عليه الصّلاة والسّلام- : [من تَشبَّه بقوم فهو منهم]؟
وفي الاحتفال برأسِ السّنةِ الميلاديّة تشبّهٌ بقومٍ كفَرة ودعْمٌ لدينِهم الباطل؛ وبالتالي فهو مُحرّمٌ في شِرْعةِ الخالق.
والغريب أنّنا نحن المسلمون، نُدركُ معنى قول الخالق جلّ وعلا:
[اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ] (الأنبياء:1)
لكنّنا نخضَعُ لمُغريات النّفوس؛ ونقعُ في فخّ التّقليد الذي يُدخِل على عقولنا ما يخالفُ ديننا وأخلاقَنا.
والأدهى والأمرّ وجود من يسهرون ويتسامرون في تلك الاحتفالات على موائد الرّذائل،
فيقعون في الإجرام، ويعتدون على الحُرُمات تحت تأثير الخمور والمخدِّرات المُذهِبةِ للعقول..

ومن المؤسف أنّ كثيرا من مواقع التّواصُل والقنوات العربيّة وحتى الجزائريّة ستكونُ مرآةً لإطْلاعِكُم على ملامحِها..
فبين من يحزِم حقائبَ الرّغبة لأماكِن تحتضِنُ جنون الاحتفالات!
ومن يخشعُ لهواجسِ نفسِه..متحسِّسا نبضَهُ المُتسارِع..مترقِّبا ألوان المتفجِّرات
ومن يُحضِّرُ لِموائِدَ ملَكيّةً خِصّيصا للمناسبة المعنيّة..
ومن يتفنّن في إرسالِ التّهاني لأقاربه وأحبابِه ..
وبين من يُحضِّرُ قائمةَ أُمنياتِه وتوقّعاته للسّنةِ الجديدة -كما لو أنّه في خلود-
أتساءل بصدقٍ:
ألم تُفكِّر يا من سبّقتَ نيّةَ احتفالِك..-في موتِ الفجأةِ- حيثُ تُرفعُ على ما قُبِضْتَ عليه
من تعدٍّ على دينِكَ وأخلاقِك؟
قد تُحدِّثُ نفْسَكَ وأنت تقرأُ كلامي بما يصنّفُني ضمنَ -المتخلّفين عن ركْبِ التحضّر-
فهنيئا لي بتخلُّفٍ عن ركبٍ يسيرُ سيْرَ المُخدَّرينَ الفرِحينَ بليلةٍ يُسربِلُها سوادُ الجهْلِ
كذلك قد تُسبّق بتلك اللّيلة نيّةَ الاستبشار بحلولِ سنةٍ جديدةٍ محمّلةٍ بالمسرّات!
ولا ضيْرَ في الاستبشار والتأمّلِ في اللهِ -خيْرا- لكن ليس بانتهاجِك سبيلَ الابتداع والتشبُّهِ بالكفّار..
فإن شئتَ السّلامةَ، فاتّعِظ ممّا انقضى من عُمرِك..راجع أخطاءَكَ.. واجتهِد فيما يحسّن من أفعالِك، واثبُت على دينِك.

جعلنا الله وإيّاكم ممّن يستمعونَ القولَ فيتّبعونَ أحسَنَه.