الدليل العقلي على وجود الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الدليل العقلي على وجود الله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-12-31, 14:08   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو سليم الأثري
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي الدليل العقلي على وجود الله

الدليل العقلي التفصيلي على وجود الله تبارك وتعالى .


بِسْمِ اللهِالرَّحْمنِ الرَّحِيْم


الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَهُالنِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ وَالصَّلاَةُوَالسَّلاَمُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلاَنِ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ أَشْرَفِالْمُرْسَلِينَ وَعَلَى ءَالِهِ وَصَحْبِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .


الْدَّليلُ الْعَقْلِيُّ الْتَّفْصِيلِيُّ عَلَى وُجُودِ اللهِتَبَارَكَ وَتَعَالى


1- إِثْبَاتُ أَنَّ الْعَالَمَبِجَمِيعِ أَجْزَائِهِ مُحْدَثٌ إِذْ هُوَ أَعْيَانٌ وَأَعْرَاضٌ: فَالْعَرَضُمَا لا يَقُومُ بِذَاتِهِ بَلْ بِغَيْرِهِ وَهُوَعِنْدَ الْمُتَكَلِّمينَ اسْمٌ لِلصِّفَاتِ الْقَائِمَةِ بِالْجَوْهَرِكَالأَلْوَانِ وَالْطُّعُومِ وَالْرَّوَائِحِ وَالأَصْوَاتِ وَالْقُدَرِوَالإرَادَاتِ، وَهِيَ قَرِيبٌ مِنْ نَيِّفٍ وَثَلاثِينَ نَوْعًا، وَهُوَ أَحَدُنَوْعَيِ الْعَالَمِ. وَالنَّوْعُ الآخَرُالْجَوْهَرُوَيُقَالُ لَهُالْعَيْنُ، وَهُوَ الْقَائِمُ بِالْذَّاتِالْقَابِلُ لِلْمُتَضَادَّاتِ. وَمْعْنَىالْقَائِمِبِالْذَّاتِأَيْ الْقَائِمِ بِنَفْسِهِ، أَيْ أَنَّهُ يَصِحُّ وُجُودُهُ لافي مَحَلٍّ يَقُومُ بِهِ سَواءٌ كَانَ مُرَكَّبًا أَوْ غَيْرَ مُرَكَّبٍ بِخِلافِالْعَرَضِ فَإِنَّهُ يَسْتَحيلُ وُجُودُهُ لا في مَحَلٍّ إِذْ عُرِفَ بِبَدِيهِالْعَقْلِ اسْتِحَالَةُ وُجُودِ حَرَكَةٍ غَيْرِ قَائِمَةٍ بِمُتَحَرِّكٍ.وَالأَعْرَاضَحَادِثَةٌبِدَليلِالتَّعَاقُبِ: لأَنَّالأَعْرَاضَصِفَاتٌمُتَعَاقِبَاتٌ كَالْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ، وَالْحَرَارَةِ وَالْبُرْودَةِ،وَالطُّولِ وَالْقِصَرِ، وَالاتِّصَالِ وَالانْفِصَالِ، وَكِبَرِ الْحَجْمِوَصِغَرِهِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَبِحُدُوثِ أَحَدِهِمَا يُعْدَمُ الآخَرُ، فَمَامِنْ سَاكِنٍ إِلا وَالْعَقْلُ قَاضٍ بِجَوَازِ حَرَكَتِهِ وَمَا مِنْ مُتَحَرِّكٍإِلا وَالْعَقْلُ قَاضٍ بِجَوَازِ سُكُونِهِ، فَالطَّارِئُ مِنْهُمَا حَادِثٌبِطَرَيَانِهِ وَالسَّابِقُ حَادِثٌ بِانْعِدَامِهِ، لأَنَّهُ لَوْ ثَبَتَ قِدَمُهُلاسْتَحَالَ عَدَمُهُ، وَهَذَا الْمِثَالُ يَنْطَبِقُ عَلَى بَاقِي الأَعْرَاضِفَثَبَتَ أَنَّهَا حَادِثَةٌ. وَالأعيانَحَادِثَةٌبِدَليلِأَنَّهَامُلازِمَةٌ لِلأَعْرَاضِ الْحَادِثَةِ وَمَا لا يَخْلُو عَنِ الْحَادِثِحَادِثٌ، فَالأَعْيَانَ لا تَخْلُو عَنِ الأَعْرَاضِ كَالْحَرَكَةِوَالسُّكُونِ وَهِيَ ظَاهِرَةٌ مُدْرَكَةٌ بِالْبَدِيهَةِ. وَبِدَليلِأَنَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْحَادِثَةً لأَدَّى ذَلِكَ إِلى التَّسَلْسُلِ أَوِ الدَّوْرِ وَكِلاهُمَا مُحَالٌ. فَالتَّسَلْسُلُهُوَ تَوَقُّفُ وُجُودِ شَىْءٍ عَلَى شَىْءٍ قَبْلَهُمُتَوَقِّفٍ عَلَى شَىْءٍ قَبْلَهُ مُتَوَقِّفٍ عَلَى شَىْءٍ قَبْلَهُ إِلى غَيْرِنِهَايَةٍ، وَهَذَا مُحَالٌ، لأَنَّهُ لَوْ لَمْ تَكُنِ الأَعْيَانُ حَادِثَةًلَكَانَ قَبْلَ كُلِّ حَادِثٍ حَوَادِثُ لا أَوَّلَ لَهَا وَهُوَ مُحَالٌ، لأَنَّوُجُودَ حَوَادِثَ لا أوَّلَ لَهَا يَسْتَلْزِمُ اسْتِحَالَةَ وُجُودِ الْحَادِثِالْحَاضِرِ، لأَنَّ انْقِضَاءَ مَا لا نِهَايَةَ لَهُ مُحَالٌ وَوُجُودُ الْحَادِثِالْحَاضِرِ ثَابِتٌ بِالْحِسِّ، فَبَطَلَ الْقَوْلُ بِحَوَادِثَ لا أَوَّلَ لَهَا. وَأَهْلُ الْحَقِّ مَثَّلُوا في الرَّدِ عَلَى ذَلِكَ بِمُلْتَزِمٍ قَالَ لاأُعْطِي فُلانًا في الْيَوْمِ الْفُلانِيِّ دِرْهَمًا حَتَّى أُعْطِيَهُ دِرْهَمًاقَبْلَهُ وَلا أُعْطِيهِ دِرْهَمًا قَبْلَهُ حَتَّى أُعْطِيَهُ دِرْهَمًا قَبْلَهُوَهَكَذَا لا إِلى أَوَّلَ. فَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ إِعْطَاءَ الدِّرْهَمِالْمَوْعُودِ بِهِ في الْيَوْمِ الْفُلانِيِّ مُحَالٌ لِتَوَقُّفِهِ عَلَى مُحَالٍ،وَهُوَ فَرَاغُ مَا لا نِهَايَةَ لَهُ بِالإعْطَاءِ شَيْئًا بَعْدَ شَىْءٍ، وَلارَيْبَ أَنَّ ادِّعَاءَ حَوَادِثَ لا أَوَّلَ لَهَا مُطَابِقٌ لِهَذَا الْمِثَالِ. وَأَمَّاالدَّوْرُهُوَ تَوَقُّفُ وُجُودِ الْشَّىْءِعَلَى مَا يَتَوَقَّفُ وَجُودُهُ عَلَيْهِ وَهَذَا أَيْضًا مُحَالٌ، فَإِنَّهُمْيَقُولُونَ وُجُودُ زَيْدٍ مُتَوَقِّفٌ عَلَى وُجُودِ عَمْرٍو لَكِنْ وُجُودُعَمْرٍو مُتَوَقِّفٌ عَلَى وُجُودِ زَيْدٍ، وَهَذَا مُحَالٌ لأَنَّهُ يَلْزَمُعَلَيْهِ تَقَدُّمُ الشَّىْءِ عَلَى نَفْسِهِ بِاعْتِبَارِ تَوَقُّفِ وُجُودِهِعَلَى سَبْقِ وُجُودِ غَيْرِهِ الْمُسْبُوقِ بِوُجُودِهِ هُوَ، فَيَكُونُ سَابِقًالِنَفْسِهِ بِهَذَا الاعْتِبَارِ، وَتَأَخُّرُهُ عَنْهَا بِاعْتِبَارِ تَأَخُّرِوُجُودِهِ عَنْ وُجُودِ غَيْرِهِ الْمُتَأَخِّرِ عَنْ وُجُودِهِ هُوَ، فَيَكُونُمُتَأَخِّرًا عَنْ نَفْسِهِ بِهَذَا الاعْتِبَارِ.

2- إِثْبَاتُ أَنَّهُ لا يَصِحُّأَنْ يَكُونَ الْعَالَمُ خَلَقَ نَفْسَهُ: لأَنَّ فيذَلِكَ جَمْعًا بَيْنَ مُتَنَافِيَيْنِ، لأَنَّكَ إِذَا قُلْتَ "خَلَقَ زَيْدٌ نَفْسَهُ" جَعَلْتَهُ قَبْلَ نَفْسِهِ بِاعْتِبَارٍ وَمُتَأَخِّرًا عَنْ نَفْسِهِبِاعْتِبَارٍ، فَبِاعْتِبَارِ خَالِقِيَّتِهِ جَعَلْتَهُ مُتَقَدِّمًاوَبِاعْتِبَارِ مَخْلُوقِيَّتِهِ جَعَلْتَهُ مُتَأَخِّرًا، وَذَلِكَ مُحَالٌعَقْلاً.

3- إِثْبَاتُ أَنَّهُ لا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ الْعَالَمُ وُجِدَ صُدْفَةً: لأَنَّ الْعَقْلَيُحِيلُ وُجُودَ شَىْءٍ مَا بِدُونِ فَاعِلٍ، لأَنَّهُ يَلْزَمُ عَلَىذَلِكَ مُحَالٌ، وَهُوَ تَرَجُّحُ وُجُودِ الْجَائِزِ عَلَى عَدَمِهِ بِدُونِمُرَجِّحٍ، وَذَلِكَ لأَنَّ وُجُودَ الْمُمْكِنِ وَعَدَمَهُ مُتَسَاوِيَانِعَقْلاً، فَلا يَتَرَجَّحُ أَحَدُهُمَا عَلى مُقَابِلِهِ إِلا بِمُرَجِّحٍ، وَهَذَاالْمُرَجِّحُ لا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ طِبيعَةً لأَنَّ الطَّبِيعَةَ لا إِرَادَةَلَهَا وَلا اخْتِيَارٌ فَكَيْفَ تُرَجِّحُ شَيْئًا بِالْوُجُودِ بَدَلَ الْعَدَمِأَوِ بِالْعَدَمِ بَدَلَ الْوُجُودِ.
4- إِثْبَاتُ أَنَّهُلا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ الْعَالَمُ أَوْجَدَتْهُ الطَّبِيعَةُ: لأَنَّ الطَّبِيعَةَ لا إِرَادَةَ لَهَا وَلا اخْتِيارٌ، فَلايَتَأَتَّى مِنْهَا تَخْصِيصُ الْمُمْكِنِ بِالْوُجُودِ بَدَلَ الْعَدَمِوَبِوَقْتٍ دُونَ وَقْتٍ وَبِصِفَةٍ دُونَ صِفَةٍ. وَأَمَّا الطَّبَائِعِيُّونَفَيَقُولُونَ الطَّبِيعَةُ لا تَفْعَلُ في الْجِسْمِ إِلا فِعْلاً وَاحِدًا،يَقُولُونَ طِبِيعَةُ الْجِسْمِ الْسُّقُوطُ مِنْ فَوْقٍ إِلى تَحْتٍ، مَعْنَاهُإِذَا تُرِكَ الْجِسْمُ سَقَطَ، يَقُولُونَ طَبِيعَةُ النَّارِ الإحْرَاقُ،مَعْنَاهُ إِذَا وُضِعَ فِيهَا شَىْءٌ احْتَرَقَ، وَهَكَذَا. لَكِنْ كُلُّنَا يَرَىأَنَّ هُنَاكَ أَشْيَاءَ تَجْرِي حَوْلَنَا عَلَى خِلافِ ذَلِكَ، فَالْشَجَرَةُالْوَاحِدَةُ مثلاً قَدْ تَتَغَذَّى مِنْ نَفْسِ التُّرْبَةِ وَمِنْ نَفْسِالْمَاءِ وَتَتَعَرَّضُ لِنَفْسِ الْهَوَاءِ وَلِنَفْسِ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ ثُمَّيَخْرُجُ مِنْهَا ثِمَارٌ بِطُعُومٍ وَرَوَائِحَ وَأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَهَذَالا يَكُونُ إِلا بِفِعْلِ فَاعِلٍ بِالاخْتِيَارِ، لأَنَّهَا شَجَرَةٌ وَاحِدَةٌبِمَاءٍ وَاحِدٍ وَخَرَجَ مِنْهَا ثِمَارٌ بِصَفَاتٍ شَتَّى.
5-ِثْبَاتُ أَنَّهُ لا بُدَّ أَنَّ يَكُون َمُحْدِثُ الْعَالَمِ أَزَلِيًّا: لأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ أَزَلِيًّا لَلَزِمَ حُدُوثُهُ فَيَفْتَقِر ُإِلى مُحْدِثٍ، فَيَلْزَمُ الْدَّوْرُ أَوِ الْتَّسَلْسُلُ وُكُلٌّ مِنْهُمَا مُحَالٌ كَمَا بَيَّنَّا.





فَتَبَيَّنَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَنَّ الأَعْيَانَ حَادِثَةٌ وَالأَعْرَاضَ حَادِثَةٌ وَالْعَالَمُ مُنْحَصِرٌ فِيهِمَا فَهُوَ حَادِثٌ، وَتَبَيَّنَ أَنَّ التَّسَلْسُلَ بَاطِلٌ وَأَنَّ الدَّوْرَ بَاطِلٌ فَثَبَتَ أنَّ الْعَالَمَ حَادِثٌ لَهُ بِدَايَةٌ،وَتَبَيَّنَ أَنَّ الْقَوْلَ إِنَّ الْعَالَمَ خَلَقَ نَفْسَهُ أَوْ وُجِدَصُدْفَةً أَوْ بِفِعْلِ طَبِيعَةٍ بَاطِلٌ، وَتَبَيَّنَ أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْيَكُونَ مُحْدِثُ الْعَالَمِ أَزَلِيًّا لأَنَّهُ لَوْ كَانَ حَادِثًا لاحْتَاجَ إلى مُحْدِثٍ وَلَوْ احْتَاجَ إِلى مُحْدِثٍ لَمْ يَكُنْ إِلَهًا وَلَلَزِمَ الدَّوْرُ وَالتَّسَلْسُلُ، فَلَمْ يَبْقَ إِلا الْقَوْلُ بِأَنَّ هَذَا الْعَالَمَ وُجِدَ بِإيْجَادِ شَاءٍ مُخْتَارٍ عَالِمٍ أَزَلِيٍّ لا يُشْبِهُ الْعَالَمَ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ وَهُوَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى، وَأَمَّا اسْمُهُ تعالى فَقَدْ عَرَفْنَاهُ بِطَريقِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُم اللهُ تَعَالى لِيُبَلِّغُوا النَّاسَ مَصَالِحَ دِينِهِم وَدُنْيَاهُمْ.




واللهسبحانه وتعالى أعلموأحكم








 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الدليل, العقلي, وجود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:19

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc